اتباع يسوع هو تجرُّدٌ مطلق من كل شيء - متى ٨: ١٨-٢٢
١٨ورَأى يسوعُ جُموعًا كَثيرَةً حَولَه. فأَمَرَ بِالعُبورِ إِلى الشَّاطِئِ المُقابِل. ١٩فدَنا مِنْهُ كاتِبٌ وقالَ لَه: «يا مُعَلِّم، أَتبَعُكَ حَيثُ تَمضي». ٢٠فقالَ لَه يسوع: «إِنَّ لِلثَّعالِبِ أَوجِرة، ولِطُيورِ السَّماءِ أَوكارًا، وأَمَّا ابنُ الإِنسان فَلَيسَ لَه ما يَضَعُ علَيهِ رَأسَه. ٢١وقالَ لَه آخَرُ مِنَ التَّلاميذ: «يا رَبّ، إِيذَنْ لي أَن أَمْضِيَ أَوَّلًا فَأَدْفِنَ أَبي». ٢٢فقالَ لَه يسوع: «إِتْبَعْني وَدَعِ المَوتى يَدفِنونَ مَوْتاهم.

الحرب. السنة الثانية – يوم ٢٦٢ – (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على الناس، ودمار وأسرى وبدء إزالة لمخيمات اللاجئين).
"فإِنِّي تَحَمَّلتُ العارَ مِن أَجلِكَ، وغَطَّى الخَجَلُ وَجْهي" (مزمور ٦٩: ٨). ارحمنا، يا رب. لك، يا رب، نُعذَّب، من أجلك نموت. إنا نؤمن بك، وبرحمتك. لكن، هل تركتَهم يعملون على إبادتنا؟ انا نقدِّم لك كل آلامنا. انظر إلى غزة، يا رب، وكل ويلاتها. اذكر كل المعذبين فيها، كلهم معذَّبون. ونحن معذَّبون بعذابهم. ارحمنا، يا رب. لن نيأس، بل سننتظر ساعة رحمتك. ستأتي يومًا وستصحح ظلم الناس. ارحمنا، يا رب.
إنجيل اليوم
"ورَأى يسوعُ جُموعًا كَثيرَةً حَولَه. فأَمَرَ بِالعُبورِ إِلى الشَّاطِئِ المُقابِل. فدَنا مِنْهُ كاتِبٌ وقالَ لَه: «يا مُعَلِّم، أَتبَعُكَ حَيثُ تَمضي». فقالَ لَه يسوع: «إِنَّ لِلثَّعالِبِ أَوجِرة، ولِطُيورِ السَّماءِ أَوكارًا، وأَمَّا ابنُ الإِنسان فَلَيسَ لَه ما يَضَعُ علَيهِ رَأسَه. وقالَ لَه آخَرُ مِنَ التَّلاميذ: «يا رَبّ، إِيذَنْ لي أَن أَمْضِيَ أَوَّلًا فَأَدْفِنَ أَبي». فقالَ لَه يسوع: «إِتْبَعْني وَدَعِ المَوتى يَدفِنونَ مَوْتاهم" (١٨-٢١).
يسوع يُعَلِّم. من أراد أن يتبع يسوع يترك كل شيء، يكون حرًّا من كل شيء، من كل قيد. الكاتب الذي قال له: «يا مُعَلِّم، أَتبَعُكَ حَيثُ تَمضي»، نيَّته حسنة. أراد أن يتبع يسوع، لكنَّ يسوع أراده أن يتبع وهو عالم ما يفعل. فقال له: إنه يتبع شخصًا لا شيء له على الأرض: " وأَمَّا ابنُ الإِنسان فَلَيسَ لَه ما يَضَعُ علَيهِ رَأسَه". إذن، إن أردت أن تتبعني، فلا تنتظر شيئًا من مَتاع الأرض. اتّباع يسوع، مغامرة، برابط وحيد فقط، هو يسوع نفسه. كل شيء لله. من يتبعه يجب أن يكون حُرًّا بحرية أبناء الله. كل ما تملكه، كن مستعدًّا لأن تعطيه، لا تجعل منه عائقًا دون حريتك الجديدة. اتباع يسوع يعني الحرية، التجرد من كل أموال الأرض، من كل ما هو أرضي، وإذا كان للتلميذ أموال، في الأرض، فعليه أن يتقاسمها مع يسوع نفسه، أي مع إخوة يسوع، أعني كل جائع وعطشان، وكل معذب على الأرض.
"وأَمَّا ابنُ الإِنسان فَلَيسَ لَه ما يَضَعُ علَيهِ رَأسَه". لنفكر عميقًا في هذه الكلمة. لا شيء لنا من الأرض، لا نطلب شيئًا، ولا سلام الأرض، بل السلام الذي يعطيه يسوع، والذي لا يقدر العالم أن يعطيه، ونحيا مع يسوع نفسه كل الويلات التي تفرضها الحرب. حياتنا في المحن، نصنع منها صليبًا ونحمله مع صليب يسوع. بالصليب نبني الحياة بالرغم من الموت الذي يفرضه الأشرار في هذه الأرض. سلام يسوع المسيح، هو العمل لإزالة الشر، بقوة الحياة التي يمنحها يسوع المسيح لكل تلميذ يتبعه.
"وقالَ لَه آخَرُ مِنَ التَّلاميذ: «يا رَبّ، إِيذَنْ لي أَن أَمْضِيَ أَوَّلًا فَأَدْفِنَ أَبي». فقالَ لَه يسوع: «إِتْبَعْني وَدَعِ المَوتى يَدفِنونَ مَوْتاهم".
اتباع يسوع هو تجرُّدٌ مطلق من كل شيء. حتى من التزام تجاه الأهل، حين يلزم، أو أشخاص عزيزين علينا، لأن الله يعتني بهم أفضل من عنايتنا نحن بهم. نحن نَكِلُ أمرهم لله. قلبنا في الله ولكل أبناء الله، فلا يكون أيٌّ منهم عقبة دون الله. لا تكنزوا لكم كنوزًا في الأرض. لا أشياء ولا أشخاص. كونوا تلاميذ ليسوع، أحرارًا من كل رابط في الأرض، لتقدِّسوا الأرض وكل أمور الأرض، وتحملوا مع كل إنسان همومه لتضعوها أمام الله أبينا الذي في السماوات.
ربي يسوع المسيح، أنت دعَوْتَني، وأرَدْتَني حرًّا لك من كل قيد. وأنا تبعتك. وأنت، يا رب، ثبِّت حريتي، واملأني بروحك الذي يساعدني فيجرِّدُني من الأرض، ويجعلني بكل إرادتي تلميذًا لك، أحِبُّك، وأحِبُّ كل إخوتي، وأحب الأرض فأصلحها من كل شر فيها، أحِبُّها بمثل حبك لها. آمين
الاثنين ٣٠/٦/٢٠٢٥ الأحد ١٣ من السنة/ج