ارحم، تركيا وسوريا، يا رب - متى ١١: ٢٥- ٣٠
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح – بطريرك القدس للاتين سابقا
من إنجيل القديس متى الفصل ١١، الآيات ٢٥-٣٠ "فِي ذَلِكَ الوَقتِ، تَكَلَّمَ يِسُوعُ فَقَالَ: أَحمَدُكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرضِ، عَلَى أَنَّكَ أَخفَيْتَ هَذِهِ الأَشيَاءَ عَلَى الحُكَمَاءِ وَالأَذكِيَاءِ، وَكَشَفْتَهَا لِلصِّغَارِ" (٢٥).
٢٥. في ذلك الوقت تكلم يسوع فقال: أحمدك يا أبت، رب السموات والأرض، على أنك أخفيت هذه الأشياء على الحكماء والأذكياء، وكشفتها للصغار.
٢٦. نعم يا أبت، هذا ما كان رضاك.
٢٧. قد سلمني أبي كل شيء، فما من أحد يعرف الابن إلا الآب، ولا من أحد يعرف الآب إلا الابن ومن شاء الابن أن يكشفه له.
٢٨. تعالوا إليَّ جميعا، أيها المرهقون المثقلون، وأنا أريحكم.
٢٩. احملوا نيري وتتلمذوا لي فإني وديع متواضع القلب، تجدوا الراحة لنفوسكم،
٣٠. لأن نيري لطيف وحملي خفيف.
من إنجيل القديس متى الفصل ١١، الآيات ٢٥-٣٠
"فِي ذَلِكَ الوَقتِ، تَكَلَّمَ يِسُوعُ فَقَالَ: أَحمَدُكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرضِ، عَلَى أَنَّكَ أَخفَيْتَ هَذِهِ الأَشيَاءَ عَلَى الحُكَمَاءِ وَالأَذكِيَاءِ، وَكَشَفْتَهَا لِلصِّغَارِ" (٢٥).
ربي، أمس، وقع زلزال في تركيا وسوريا وذهب فيه آلاف الضحايا. لا أسأل. لا أقول لماذا؟ أقول فقط: ارحم، تركيا وسوريا، يا رب. وسوريا التي حلت بها البلايا منذ أكثر من ١٢ سنة. ألآ يكفيها؟ متى تأتي ساعة الحياة لكل هؤلاء الإخوة، وكلهم أبناؤك؟ متى تقول كلمتك أنت يا رب، فوق كلمة كبار هذا العالم وصانعي الحروب؟ ارحمنا، يا رب، ارحمنا.
طوبى للصغار، لهم تكشف كلمتك. ولهم تعطي نعمتك. وإلى براءتهم تنظر. في سوريا وتركيا، يا رب، صغار وأبرياء كثيرون، انظر إليهم. بحق براءتهم، بحق حبك أنت لجمع أبنائك، ارحمنا وارحمهم، يا رب.
الصغار والمتواضعون عرفوا يسوع في زمنه، وأقبلوا إليه، وطلبوا رحمته، فرحمهم، وعلمهم وشفاهم. والكبار الذين يظنون أنهم متعلمون، ولا حاجة لهم إلى المزيد، لا حاجة لهم إلى الله سبحانه، رأوا يسوع في زمنه ورأوا الخير الذي صنعه، وسمعوا الحكمة التي تكلم بها، لكنهم كأنهم لم يروا ولم يسمعوا.
أناس متواضعون من عامة الشعب، صيادو سمك، وعشارون جباة للضرائب، يَعُدُّهم الناس خطأة، هؤلاء نظروا فرأوا، وسمعوا ففهموا وقبلوا، وصاروا هم الرسل ومعلِّمي البشرية.
لنراجع دائمًا موقفنا من الله أبينا. كيف نتعامل مع الله؟ "مَا مِن أَحَدٍ يَعرِفُ الِابنَ إلّا الآب، وَلَا مِن أَحَدٍ يَعرِفُ الآبَ إلَّا الِابنُ وَمَن شَاءَ الِابنُ أَن يَكشِفَهُ لَهُ" (٢٧). يسوع كشف معرفته للآب لكل متواضع يعرف نفسه خليقة ويعترف بالله خالقه وسيده. يسوع عرَّفنا بالآب، أنه أب رحيم، يسهر علينا، بالرغم من كل الشرور التي تصيبنا، بسببنا أو بغير سببنا. ونحن كيف نتعامل مع الله أبينا الذي في السماء؟ تسجد نصمت نسلِّم أمرنا بين يديه، نسلِّم الأرض لكها بين يديه، نضع حروبنا كلها بين يديه، ونقول: يا رب، ارحم.
التعامل مع الله يكون بحسب ما قال يسوع أيضًا في إنجيل اليوم: "تَعَالَوْا إلَيَّ جَمِيعًا، أَيُّهَا المـُرهَقُونَ المـُثقَلُونَ، وَأَنَا أُرِيحُكُم. احمِلُوا نِيرِي وَتَتَلمَذُوا لِي فَإِنِّي وَدِيعٌ مُتَوَاضِعُ القَلبِ، تَجِدُوا الرَّاحَةَ لِنُفُوسِكُم" (٢٨-٢٩).
ربي، يسوع المسيح. آمنت بما قلت وعلَّمت. آمنت بالله الآب وبمحبته ورحمته. أنا آتٍ إليك، أَطلُب الرجمة لي ولكل إخوتي، ارحمنا، يا رب. آمين.
الثلاثاء ٧/٢/٢٠٢٣