عين ناطف/ عين العذراء المشرفة على سهل البطوف في الجليل
الكاتب : الأب رائد أبو ساحلية، راعي كنيسة القديس يوسف للاتين في الرينة
رافقني الى "هراريت" عند الراهبات حيث أقمت القداس، الصديق الأديب أحمد الصُّح أبو شادي ابن عرابة الأبية، عضو "الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين – الكرمل 48"، وبعد ذلك ذهبنا برفقة الدكتور مازن علي، ابن قرية دير حنا في البطوف، لزيارة "عين ناطف" المشرفة على سهل البطوف التي طالما سمعت عنها ولم أزرها من قبل..

فكانت فرصة رائعة لزيارتها وإجراء المقابلة المرفقة معهما (فيديو)، على حافة العين وعلى مشارف سهل البطوف، إذ أنها تسمى أيضا "عين البقاء"، التي تغذي سهل البطوف بالمياه، الذي يسميه "سلة الغذاء".
وقد تستغربون ان اليهود كانوا يسمونها "العين الملعونة" لأنَّ مياهها انقطعت عندما جاء باركوخبا وجنوده للاستقاء منها.. بينما يسميها سكان المنطقة "عين العذراء" لأن التقليد يقول بأن سيدتنا مريم العذراء مرت من هناك وشربت من مياهها.. لذلك فهي دائمة التدفق صيف شتاء ودائمة البرودة والنقاء.
شربة اليوم من عين ناطف
الى الغرب من قرية عيلبون وعند مدخل سهل البطوف الشرقي - باب الثنايا، وشمال المشروع القطري الذي يحمله سهل البطوف بطولة ومساحة الأرض التي يسلبها (1700 دونم) من البطوف دون أن يستفيد منها لو قطرة ماء واحدة ليروي ظمأه في الأيام الجافة وعلى سفح جبل حزوة، تجد مسلكا صعبا للسيارات العادية، وما أن تتقدم به على مهل وتنظر حولك لتجد أشجار الصبر والسناسل على التلة المقابلة، وهي بقايا خربة ناطف التي آوت ولفترات طويلة منذ العصر الحديدي وحتى المماليك الكثير من السكان المتنوعين، وأكثر فترة اشتهر فيها هذا المكان الفترة الرومانية – بيزنطية.
وقريبا من كل تلك البقايا تتدفق المياه من سفح جبل حزوة (حذوة) المرتفع عن سطح البحر 525 مترا من عين ماء تسمى ايضا عين ناطف، نبع يصب في السهول الشمالية من سهل البطوف – تحت العين – ماؤها عذب جدا ونقية ولا تنضب طوال العام رغم تغير شدة تدفقها، ولكن بالمعدل لا تتعدى الخمسة أكواب يوميا، يصلها أناس أحبوا ماءها فيملأون أوعيتهم بما طاب من مائها، ويجلسون في ظل هدوئها ردحا من الزمن بعيدا عن جلبة العصر.
وجدير بالذكر أن سكان البعينة، اعتمدوا على عين ناطف قبل وصول شبكة المياه عن طريق "مكوروت"، فكانت النساء يوميا ينقلن الماء بالجرار من عين ناطف حتى بيوتهن في البعينة أيام الصيف الحارة.