البابا فرنسيس في قداس عيد الفصح يعرب عن قلقه على مدينة القدس وأماكن التوتر في العالم

القيامة - أطل قداسة البابا فرنسيس، اليوم الأحد 9 نيسان، بمناسبة عيد الفصح المجيد من على شرفة البازيليك الفاتيكانية كما هي العادة في كلِّ سنة ومنح بركته مدينة روما والعالم والغفران الكامل.

البابا فرنسيس في قداس عيد الفصح يعرب عن قلقه على مدينة القدس وأماكن التوتر في العالم

وقبل البركة وجّه الأب الأقدس رسالة قال فيها: "المسيح قام! نعلن اليوم أنَّ، رب حياتنا، هو قيامة العالم وحياته. إنه عيد الفصح، الذي يعني "العبور"، لأن في يسوع تم العبور الحاسم للبشرية: من الموت إلى الحياة، من الخطيئة إلى النعمة، من الخوف إلى الثقة، ومن اليأس إلى الشركة. فيه، هو رب الزمن والتاريخ، أريد أن أقول للجميع بقلب مفعم بالفرح: فصحًا مجيدًا"!

أضاف الأب الأقدس يقول: المسيح قام، حقًّا قام، كما يُعلَنُ في كنائس الشرق. هذا الـ "حقًا" يقول لنا إنَّ الرجاء ليس وهمًا، بل هو حقيقة! وأن مسيرة البشريّة من عيد الفصح فصاعدًا، المطبوعة بالرجاء، تسير بشكل أسرع. وهذا ما يُظهره لنا بمثالهم أول شهود للقيامة. تخبرنا الأناجيل عن السرعة التي بادرت فيها المرأتان إلى التلاميذ تحملان البشرى. ومن بعد أن أسرعت مريم المجدليّة وجاءت إلى سمعان بطرس، أسرع يوحنا وبطرس السير معًا لكي يبلغا إلى المكان الذي دُفن فيه يسوع. ومن ثمَّ، في مساء عيد الفصح، بعد أن التقيا بالقائم من بين الأموات على طريق عماوس، قام التلميذان في تلك الساعة نفسها ورجعا وسارعا إلى السير لعدة كيلومترات صعودًا وفي الظلام، يحرِّكهما فرح الفصح الذي لا يمكن احتواؤه والذي كان يتّقد في قلبيهما. إنّه الفرح عينه الذي من أجله لم يستطع بطرس، على ضفاف بحيرة الجليل، لدى رؤيته ليسوع القائم من الموت، من أن يبقى في القارب مع الآخرين، وألقى بنفسه فورًا في البحيرة وسبح سريعًا لكي يلتقي به. باختصار، في عيد الفصح، تتسارع المسيرة وتصبح سباقًا، لأن البشرية ترى هدف مسيرتها، ومعنى مصيرها، يسوع المسيح، وهي مدعوة لكي تُسرع وتذهب للقائه هو رجاء العالم.

في هذا اليوم، تابع البابا فرنسيس يقول: نوكل إليك يا رب مدينة القدس، الشاهدة الأولى على قيامتك. أعرب عن بالغ قلقي إزاء الهجمات التي وقعت خلال الأيام الأخيرة والتي تهدد مناخ الثقة والاحترام المتبادل المنشود والضروري لاستئناف الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين في جو من الثقة والاحترام المتبادلين، فيعمُّ هكذا السلام في المدينة المقدسة وفي جميع أنحاء المنطقة. ساعد يا رب لبنان الذي لا يزال يبحث عن الاستقرار والوحدة لكي يتخطّى الانقسامات ويعمل جميع المواطنين معا من أجل خير البلاد العام. لا تنسى شعب تونس العزيز.