يسوع يعظ ويعلِّم ويشفي - لوقا ٤: ٣٨-٤٤
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
٣٨ ثُمَّ تَرَكَ المَجمَع ودَخَلَ بَيتَ سِمعان. وكانَت حَماةُ سِمْعانَ مُصابَةً بِحُمَّى شَديدةٍ فسأَلوهُ أَن يُسعِفَها، ٣٩فانحَنى علَيها، وزَجَرَ الحُمَّى ففارَقَتْها، فنَهَضَت مِن وَقتِها وأَخَذَت تَخدُمُهم.٤٠وعِندَ غُروبِ الشَّمْس، أَخَذَ جَميعُ الَّذينَ عِندَهُم مَرْضى على اختِلافِ العِلَلِ يَأتونَه بِهِم. فكانَ يَضَعُ يَدَيهِ على كُلِّ واحِدٍ مِنهُم فيَشْفيه. ٤١وكانَتِ الشَّيَاطينُ أَيضًا تَخرُجُ مِن أُناسٍ كَثيرينَ وهِي تَصيح: «أَنتَ ابنُ الله!» فكانَ يَنتَهِرُها ولا يَدَعُها تَتكلَّم، لِأَنَّها عَرَفَت أَنَّه المــَسيح.٤٢وخَرَجَ عِندَ الصَّباح، وذَهَبَ إِلى مَكانٍ قَفْر، فسَعَت إِلَيهِ الجُموعُ تَطلُبُه فأَدرَكَتْه، وحاوَلوا أَن يُمسِكوا بِه لِئَلَّا يَذهَبَ عَنهُم. ٤٣فقالَ لَهم: «يَجِبُ علَيَّ أَن أُبَشِّرَ سائرَ المــُدُنِ أَيضًا بِمَلَكوتِ الله، فإِنِّي لِهٰذا أُرسِلْت». ٤٤وأَخَذَ يُبَشِّرُ في مَجامِعِ اليَهودِيَّة.

الحرب. اليوم ٣٣٣
اللهُ مُعتَصَمٌ لَنا وعِزَّةٌ، نُصرَةٌ نَجِدُها دائمًا في المــَضايِق. لِذٰلك لا نَخْشى إِذا الأَرضُ تَقَلَّبَت، والجِبالُ في جَوفِ البِحارِ تَزَعزَعَت" (مزمور ٤٦: ٢-٣).
ارحمنا، يا رب. أين أنت؟ يا رب، أنت ملجأنا "وعِزَّتُنَا وَنُصرَتُنَا فِي المـَضَايِقِ"؟ نحن وحدنا، وحدنا. تركونا للموت، في غزة وفي كل الضفة. أنت ترى، يا رب، وتعلم. لماذا تنسانا؟ أمس، يا رب، قرأت أنه صار نقص في القبور أيضًا للموتى. لا مكان حتى للموتى في هذه الأرض المعذبة. يا رب، ارحم الأحياء. يا رب، امنحنا نهاية هذه الحرب. يا رب، أشفِق علينا وضع شيئًا من الإنسانية في قلوب أصحاب قرار الموت. ارحمنا، يا رب.
إنجيل اليوم
يسوع يعظ ويعلِّم ويشفي.
"ثُمَّ تَرَكَ المَجمَع ودَخَلَ بَيتَ سِمعان. وكانَت حَماةُ سِمْعانَ مُصابَةً بِحُمَّى شَديدةٍ فسأَلوهُ أَن يُسعِفَها، ٣٩فانحَنى علَيها، وزَجَرَ الحُمَّى ففارَقَتْها، فنَهَضَت مِن وَقتِها وأَخَذَت تَخدُمُهم.٤٠وعِندَ غُروبِ الشَّمْس، أَخَذَ جَميعُ الَّذينَ عِندَهُم مَرْضى على اختِلافِ العِلَلِ يَأتونَه بِهِم. فكانَ يَضَعُ يَدَيهِ على كُلِّ واحِدٍ مِنهُم فيَشْفيه" (٣٨-٤٠).
جاء يسوع وبقي مدة من الزمن على أرضنا، ثم صعد إلى السماء. لكنه بقي معنا، وهو دائمًا معنا. جاء لأنه أحبَّنا، جميعنا، الأشرار والصالحين. أحبَّ الإنسان. جاء حتى يَخلُصَ كل واحد، لذلك حمل العذاب والموت. هو خالق السماء والأرض، هو الذي "بِه كانَ كُلُّ شَيء وبِدونِه ما كانَ شَيءٌ مِمَّا كان" (يوحنا ١: ٣)، سمح للخليقة أن تفرض عليه العذاب والمهانة والموت، لأنه أحب الخليقة.
الأرض بحاجة إلى محبة، إلى حب الله النازل من السماء، من عند أبي الأنوار. الأرض وكل من عليها، في كل اضطراباتهم، وشقائهم وعذاباتهم، وفي كل جهودهم للبناء، في مدنهم وحضاراتهم، يحتاجون إلى الحب الذي ينزل من فوق، ويُهَدِّئ ويبعث سلامًا، ويطهِّر ويضيء ويُرشِد إلى طرق الصلاح.
ونحن الذين نؤمن بيسوع المسيح، بحاجة لأني نبقى عند النبع، حتى نشرب ونوزِّع ماء الحياة لإخوتنا وأخواتنا. نحن بحاجة لأن نبقى قريبين من يسوع الذي يمكث معنا، حتى نزيده حضورًا في الأرض وفي كل آلامها. الكل، صغار وكبار، وفقراء وأغنياء، وظالمون ومستبدون، بحاجة إلى الحب الذي ينزل من علُ من عند أبي الأنوار.
"وخَرَجَ عِندَ الصَّباح، وذَهَبَ إِلى مَكانٍ قَفْر" (٤٢).
ذهب يسوع إلى مكان قفر. ليصلي، ليكون وحده مع الآب. نحن أيضًا، إن كنا مؤمنين، نقضي لحظات مع الله. تلاواتنا الكثيرة نجعلها زمنًا مع الله، وحضورًا أمامه. كان يسوع يقضي وقتًا مع الجموع فيعلِّمها ويشفيها. أراد أن يرافق البشرية في ضعفها ليقيمها. وأمضى أيضا لحظات في مكان قفر، بعيدًا عن الجموع، وحده مع الآب.
هذا ما تحتاج إليه أرضنا. لحظات في مكان قفر. لحظات في حضرة الله. لو جعَلْنا نحن في حياتنا مكانًا أوسع لله، لتغيَّرَتْ أمور كثيرة على الأرض. وكل واحد مسؤول. كل مؤمن بيسوع المسيح مسؤول. لكي يقضي ويقضي الناس معه لحظات مع الله.
ربي يسوع المسيح، جئت إلينا، لأنك أحبَبْتَنا. أردْتَ أن تعلِّمَنا كيف نعيش على الأرض، مع الله، وكيف نبرأ من أمراضنا... ربي يسوع المسيح، علِّمْني. أعطني النور والقوة حتى أقدر أنا أيضًا أن أحيا معك، وأعرف أن أعلِّم إخوتي أن يحيوا في النور. آمين.
الأربعاء ٤/٩/ ٢٠٢٤ بعد الأحد ٢٢ من السنة/ب