هونين - قلعتها ومقبرتها وبواقي مدرستها تشرف على سهل الحولة
قرية هونين المهجرة المشرفة من الجهة الشرقية على سهول الحولة وهضبة الجولان وجبل الشيخ، ومن الجهة الغربية على لبنان فهي ملاصقة للحدود لأنها من القرى الشيعية السبع التي كانت لبنانية وضمها الانتداب البريطاني عام 1923 الى شمال فلسطين بموجب اتفاقية سايكس-بيكو المشؤومة.

تستقبلك قلعتها الصليبية المحاطة بخندق محفور بالصخر، وتجد من جهتها الشمالية المقبرة بشواهدها وأسماء المدفونين فيها وتحيط بها العديد من الآبار العميقة المحفورة في الصخر.. ورغم أنها كانت من أكبر قرى الشمال في قضاء صفد، كما ترون في أول صورة، إلا أنّه لم يبق من بيوتها إلا بواقي مبنى مدرستها...
واليكم التفاصيل عنها من كتاب المؤرخ الدكتور شكري عرَّاف "رقاد وقيام القرى الفلسطينية":
هونين: (20120.29175)
تقع على الحد اللبناني وتشرف على بحيرة طبريا وهضبة الجولان من الغرب، تحيط بها أراضي الخالصة والمنارة من الشرق. ترتفع 703م عن سطح البحر.
من عيونها: عين العجّال إلى الشرق منها بحوالي 600م، عين العلق وهي إلى الشرق أيضًا منها وعين العلم إلى الجنوب منها بحوالي 1كم. ومع ذلك اعتمدوا على اَبار القلعة الصليبية التي وصل عددها إلى 40 بئرًا، تراوح معدل البئر الواحدة 70-80م3.
إلى الجنوب من القرية يقع وادي المغارة الذي يتجه شرقًا إلى الحولة.
أسسها الصليبييون عام 1107م ودعوها "شاتونيف-Chastel Neyf" التي تعني القلعة الجديدة و"كاستلوم نوڤُم-Castellum Novum" و "كاستروم نوڤُم-Casterum Novum".
في قلعتها خزان ماء مؤلف من ثلاث قاعات مستديرة مفتوحة على بعضها البعض. سقف القاعات عبارة عن قبو. عمق هذا الخزان حوالي 4.5م تحت سطح الأرض، يمكن النزول إليه بسلّم معدني.
استرد الظاهر بيبرس هونين وتبنين وغيرهما عام 1266م، بعد استيلائه على صفد.
جدد الشيعة المتاولة القلعة في القرن الثامن عشر، وسكنها اَل علي الصغير في عهد ناصيف النصار أيام ظاهر العمر، صديق العائلة. أضطُر ظاهر أن يلجأ إلى صديقه هناك خوفًا من بطش أبي الذهب.
دمرها الجزار عام 1781.
كان لزلزال عام 1837 أثرٌ كبير في تدمير أجزاء من القلعة، اذ لم تعُد صالحة للسكن. وفي فترة لاحقة استعمل المتاولة بعض حجارة القلعة في بناء بيوتهم على مقربة منها.
ضُمت إلى فلسطين عام 1923 بموجب اتفاقية سايكس- پـيكو.
من حمائلها:
- شحرور- عددهم 800 نسمة عام 1943، وقد ملكوا نصف أراضي القرية، يبدو أنهم أوّل من سكن البلد، تزعمهم الشيخ شاكر الحاج فارس شحرور.
- الحدرج- عددهم 300 نسمة، وقد ملكوا سُدس أراضي هونين، تزعمهم محمد واكد الحدرج.
- البرجاوي- عددهم 200 نسمة، أصلهم من قرية برجا اللبنانية، ملكوا سُدس أراضي القرية وتزعمهم حسين إسماعيل البرجاوي.
- طُهماز- عددهم 200 نسمة، ولهم سُدس أراضي القرية تزعمهم محمد سليم الطُهماز.
- حسون، خليل، الفقيه، الشاعر، شبيب، عبد الله وموسى.
كان في هونين مختاران: محمد واكد الحدرج وشاكر الحاج فارس شحرور، وقد عمل معهما مصطفى محمد من حمولة الحدرج.
إستمرت علاقتهم بجنوب لبنان حتى عام النكبة إذ كان ولاؤهم للسيد أحمد بك الأسعد الشيعي.
ونظرًا لوقوعها في منطقة جبلية فإنهم اعتمدوا غرس شجرة التين والزيتون والعنب، كما ربوا قطعانًا كثيرة من المواشي. وكباقي قرى الحدود اعتمد قسمٌ من السكان على التهريب.
شارك السكان في الثورة الفلسطينية، نذكر منهم: علي محمد واكد، يوسف الشيخ حسن، طاهر الأمين، كامل حسين، نجيب الرشيد، علي فياض، حسين عبد الله، نمر إبراهيم، هاني جادالله، حسن إسماعيل ومحمد أسعد الحسن.
كان في القرية تسع بنادق وستة مسدسات.
كان في هونين مسجدان: أحدهما كبير له منارة بارزة بُنيت عام 1187هـ/1773م. وصفه صاحب خطط جبل عامل بأنه من بناء قبلان الحسن من اَل علي الصغيّر، وكان الشيخ محمود البرجاوي اَخر من أمَّ فيه. دُمر المسجد. على بعض حيطان هذا المسجد شعر من ثلاثة أبيات:
ومسجــد فاز ببنيـــانه ذو الفضل قبلان حليف الندى
كيف وقد قال لنا جعفر والقول حق مــن بنى مسجـدا
مذ أمّه الناس وصـلوا به أرخــت (خـروا ركّعًا سُـــجّدا)
أي أنه بُني عام 1166هـ/1752م.
وكان فيها مسجد اَخر إلى الجنوب من القرية. كما كان في القرية مقام للشيخ عبّاد إلى الجنوب الغربي منها.
وقد دفنوا موتاهم في مقبرتهم إلى الشمال من قلعة هونين.
ساير مخططها التل الذي أقيمت عليه جنوب القلعة، وقد امتدت من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي.
باع سُكان هونين ناتجهم من السفرجل والسُماق وغيره في السوق الأسبوعي لمدينة الخالصة.
ملكت 14224 دونمًا، كانت مساحة مسطحها 81 دونمًا(1).
السنة 1596 1922 1931 1945
عدد السكان - - 1075 1620
أقيمت على أراضيها مستوطنة مَرچليوت يوم 23 تموز 1951.
عن صفحة الأب رائد أبو ساحلية