موقع "القيامة" يلتقي الفنان الفلسطيني باسل زايد، القادم من الولايات المتحدة للمشاركة في مهرجان المخرور في بيت جالا
أجرى محرر موقع "القيامة"، الصحفي زياد شليوط لقاء مع المطرب والملحن الفلسطيني باسل زايد، القادم من الولايات المتحدة حيث يقيم منذ سنوات، للمشاركة في مهرجان المخرور، وسيقدم مساء الجمعة القادم مشروعه الموسيقي "راديو صوبا".

وتنطلق، يوم الخميس، فعاليات النسخة الدُّولية الثانية من مهرجان "المَخْرور" في بيت جالا، والتي تستمر حتى يوم الأحد القادم. و"المخرور" هو مهرجان سنوي ينظمه "مسرح عناد" في وَادي المخرور في المدينة في محافظة بيت لحم، لِتوجيه نظر المجتمع المحلي والدولي للتضامن مع سكان ومزارعي وَادِي المخرور، الذين يُواجهون خطر التَّهجير الممنهج والقوانين المجحفة التي تَهدف لِتغيُّر هُويَّة المنطقة.
وجاء في تعريف المسرح للمهرجان: "يَعمَل المهرجان على توظيف الإنتاج الثقافي كأداة لِتعزيز الصمود، وتأكيدا على دَور الفنون فِي التعبير عن قضايا المجتمع، والحفاظ على الهوية والذاكرة الفلسطينية، بِالإضافة إِلى إِثراء المشهد الثقافي والفني، ليَمنَح الفنانين والفرق تحديدا الشبابية فضاء مفتوحا لِتقدِيم أعمالهم الإبداعيَّة".
يستضيف المهرجان في هذه النسخة عروضا أدائية مسرحية وموسيقية، أنشطة تطوعية، تخييم، الماراثون وورش عمل عديدة بمشارك فنانين ومجموعات محلية وعربية ودولية.
القيامة: بداية هل لك أن تعرف نفسك للجمهور المحلي عشية مشاركتك في المهرجان؟
زايد: باسل فنان عربي، يستقي موسيقاه التي يلحنها ويعزفها ويؤديها من التراث الفلسطيني، من التاريخ والخبرة الفلسطينية، ومن معاناة الشعب الفلسطيني، ويضيف إليها نكهات من الموسيقى العالمية الحديثة.
القيامة: ماذا تعني لك مشاركتك اليوم في مهرجان المخرور، خاصة بعد سنوات من الغياب عن المسارح المحلية؟
زايد: مشاركتي في مهرجان المخرور تأتي، بعد غياب أكثر من 8 سنوات لم أشارك فيها في مهرجانات محلية، باستثناء مشاركتي المتواضعة العام الماضي في برنامج بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو في شفاعمرو، بدعوة من لجنة إحياء ذكرى القائد جمال عبد الناصر. ومن المعروف أن وادي المخرور مهدد من قبل المستوطنات الإسرائيلية، وتجربتي الموسيقية فيه تأتي للتعبير عن حالة الممانعة من خلال استخدام الأغنية واللحن. مشروعي له علاقة بهذه النظرية من خلال الثقافة والموسيقى.
القيامة: ماهي طبيعة العرض الذي ستقدمه الليلة، والى ماذا يشير؟
زايد: سأقدم في المهرجان مشروع "راديو صوبا"، وهو يقدم لأول مرة في البلد والعالم العربي، وسبق أن عرضته في الولايات المتحدة حيث أقيم، وهذه فرصة لاطلاق فكرة العرض، وهو يعبر عن مأساة القرى المهجرة أهلها، وصوبا إحدى تلك القرى التي انتكبت عام 1948، وهي قرية تقع على تلة مرتفعة وتطل على القدس ويافا ومنطقة الخليل، وبنيت في مخيلتي محطة إذاعة تبث من ذلك المكان أغان وبرامج، وكأن القرية بقيت عامرة بأهلها.
القيامة: لقد سبق وأن قدمت أغان باللهجة المصرية إضافة إلى الفلسطينية، ماذا تحدثنا عن تجربتك في هذا المضمار؟
زايد: نحن جزء من نسيج عربي متكامل، إضافة إلى أعمالي الشخصية الخاصة، اهتممت بأعمال من العالم العربي والعالم أجمع. ففي مشروع "راديو صوبا" استخدمت الجاز والكلاسيك والهيب هوب إلى جانب الموسيقى الفلسطينية. استعنت بأعمال لفنانين عرب من دول لها اسهام كبير في وضع القضية الفلسطينية في إطار عربي. أخذت من مصر أغان للشيخ إمام وسيد درويش وأم كلثوم، ومن لبنان فيروز والرحابنة وزياد، وكذلك من سوريا والمغرب العربي والخليج، واستخدمت هذه التشكيلة في أعمالي لتدعيم التجربة الفلسطينية الموسيقية.
القيامة: كانت لك تجربة عروض في الخارج آخرها الشهر الماضي في فرنسا، ماذا تحدثنا عن تجربتك هذه وتفاعل الجمهور؟
زايد: العرض الذي قدمته في فرنسا هو استكمال لمشروع موسيقي أعمل عليه منذ سنوات مع فرقة من جنوب فرنسا، وهو أول عرض لنا بعد جائحة كورونا، وكان ناجحا حيث حضره 5000 ِخص على مسرح "لوغون" في مدينة فان، وكان الجمهور فرنسيا بغالبيته، فأهل هذه المنطقة متعاطفون كثيرا مع قضايا الشعوب المضطهدة وضحايا التمييز العنصري، وبالتالي فهم متماثلون مع القضية الفلسطينية، كذلك في أمريكا – حيث أقيم- كان تفاعل كبير مع عروضي، فالشعب هناك يتفهم لأنه مرّ بتجربة التمييز العنصري، وكذلك في عدة دول غربية حصل تفاعل كبير. اليوم الناس على وعي ودراية بما يجري في العالم من خلال السوشيال ميديا، وعلينا ان نجيد استخدامها لصالحنا