المغفرة للمرأة الخاطئة - يوحنا ٨: ١-١١

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

١أَمَّا يسوع فذَهَبَ إِلى جَبَلِ الزَّيتون. ٢وعادَ عِندَ الفَجرِ إِلى الهَيكَل، فأَقبَلَ الشَّعْبُ كُلُّه. فجلَسَ وجَعلَ يُعَلِّمُهم. ٣فأَتاهُ الكَتَبَةُ والفِرِّيسيُّونَ بِامرَأَةٍ أُخِذَت في زِنًى. فأَقاموها في وسَطِ الحَلقَةِ ٤وقالوا له: «يا مُعَلِّم، إِنَّ هٰذِه المرأَةَ أُخِذَت في الزِّنى المـَشْهود. ٥وقد أَوصانا مُوسى في الشَّريعَةِ بِرَجْمِ أَمثالِها، فأَنتَ ماذا تقول؟» ٦وإِنَّما قالوا ذٰلكَ لِيُحرِجوهُ فيَجِدوا ما يَشْكونَه بِه. فانحَنى يسوعُ يَخُطُّ بإِصبَعِه في الأَرض. ٧فلَمَّا أَلحُّوا علَيه في السُّؤال انتَصَبَ وقالَ لَهم: «مَن كانَ مِنكُم بِلا خَطيئة، فلْيَكُنْ أَوَّلَ مَن يَرميها بِحَجَر!» ٨ثُمَّ انحَنى ثانِيَةً يَخُطُّ في الأَرض. ٩فلَمَّا سَمِعوا هٰذا الكَلام، انصَرَفوا واحِدًا بَعدَ واحِد يَتَقَدَّمُهم كِبارُهم سِنًّا. وبَقِيَ يسوعُ وَحدَهُ والمَرأَةُ في وَسَطِ الحَلْقَة. ١٠فانتَصَبَ يسوعُ وقالَ لَها: «أَينَ هُم، أَيَّتُها المَرأَة؟ أَلَم يَحكُمْ عَليكِ أَحَد؟» ١١فقالت: «لا، يا ربّ». فقالَ لها يسوع: «وأَنا لا أَحكُمُ علَيكِ. اذهَبي ولا تَعودي بَعدَ الآنَ إِلى الخَطيئَة.

المغفرة للمرأة الخاطئة - يوحنا ٨: ١-١١

الحرب. السنة الثانية – يوم ١٧٨ – (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على الناس، ودمار وأسرى وبدء إزالة لمخيمات اللاجئين).

"تَباركَ الرَّبُّ، فقد سَمِعَ لِصَوتِ تَضَرُّعي. الرَّبُّ عِزَّتي وتُرْسي، وعلَيه اتَّكَلَ قَلْبي، فنُصِرتُ وابتَهَجَ قَلْبي، وبِنَشيدي أَحمَدُه" (مزمور ٢٨: ٦-٧). ارحمنا، يا رب. في عمق آلامنا، في موتنا في غزة وفي كل الضفة الغربية، نباركك. نموت ونباركك. في أعماق الهاوية، نباركك. فيك رجاؤنا. ستشفينا، ستنجينا من الشرير، وسنحمدك. اللهم انظر إلى موتنا، وارحمنا.

إنجيل اليوم. المغفرة للمرأة الخاطئة.

"أَمَّا يسوع فذَهَبَ إِلى جَبَلِ الزَّيتون. وعادَ عِندَ الفَجرِ إِلى الهَيكَل، فأَقبَلَ الشَّعْبُ كُلُّه. فجلَسَ وجَعلَ يُعَلِّمُهم. فأَتاهُ الكَتَبَةُ والفِرِّيسيُّونَ بِامرَأَةٍ أُخِذَت في زِنًى. فأَقاموها في وسَطِ الحَلقَةِ وقالوا له: "يا مُعَلِّم، إِنَّ هٰذِه المَرأَةَ أُخِذَت في الزِّنى المـَشْهود. وقد أَوصانا مُوسى في الشَّريعَةِ بِرَجْمِ أَمثالِها، فأَنتَ ماذا تقول؟"

2 / 4

امرأة خاطئة. كم من الخطايا في الإنسانية المسكينة. وكم من الصلاح أيضًا. الله أبونا خلقنا قادرين على أن نعمل الخير، مثله. لكنّا نريد مرارَا أن نكون وحدنا، بعيدين عنه، فنقع في الشر.

امرأة خاطئة والشريعة تحكم عليها بالموت، لأنه يجب الحد من الشر بين الناس. لكن سلطة الناس على الناس ليست الطريق الوحيد للحد من الشر بين الناس. حب الله للإنسان، ورحمة الله، طريق آخر، وطريق أفضل. أراد الفريسيون أن يفرضوا العقاب بحسب الشريعة، لا غَيْرةً على شريعة الله، وعلى قداسته تعالى، لكن، لشهوة في الإنسان ليمارس السلطة وليعذِّب امرأة خاطئة. قال لهم يسوع: أيها المراؤون. ولما كشف لهم يسوع خطيئتهم، انصرفوا كلهم، ولم يبق واحد منهم يقبل رحمة الله. قال لهم يسوع:

"مَن كانَ مِنكُم بِلا خَطيئة، فلْيَكُنْ أَوَّلَ مَن يَرميها بِحَجَر!" ... فلَمَّا سَمِعوا هٰذا الكَلام، انصَرَفوا واحِدًا بَعدَ واحِد يَتَقَدَّمُهم كِبارُهم سِنًّا. وبَقِيَ يسوعُ وَحدَهُ والمرأَةُ في وَسَطِ الحَلْقَة" (٧و٩).

انصرفوا جميعًا وتركوا المرأة الخاطئة أمام رحمة الله.

غفر يسوع الخطايا، وأرسَلَنا في العالم لنغفر، ولنُظهِر رحمته، لا لنحكم ونعاقب. "لِيَ الِانتِقَامُ وَأَنَا أُجَازِي" (عبرانيين ١٠: ٣٠)، يقول الرب. ومع ذلك، فإن الله هو الأب الرحيم الذي ينتظر دائمًا وفي كل الأحوال عودة أبنائه إليه.

نحن مُرسَلون لنغفر، ولنكون قديسين كما أن الله قدوس، لا لنكون مرائين ونحكم على إخوتنا.

أن نحيا ونحِبَّ الله كما يحِبُّنا هو. ونكون قديسين كما أنه هو قدوس، في أعمالنا الظاهرة وفي أعمق قرارات إرادتنا الخفية. مُرسَلون لننشر النور، ولنهدِيَ الخاطئين.

المراؤون يدَّعُون الدفاع عن الله. ليس الله بحاجة إلى أحد للدفاع عنه. يريد الله أن نقتدي به، أن نُحِبَ، مثله، وأرسلنا لنغفر، لنُقِيلَ أخانا من عثرته، ولنُظهِر رحمة الآب، لا لنمارس قسوة أصحاب السلطان.

"فانتَصَبَ يسوعُ وقالَ لَها: «أَينَ هُم، أَيَّتُها المَرأَة؟ أَلَم يَحكُمْ عَليكِ أَحَد؟» فقالت: «لا، يا ربّ». فقالَ لها يسوع: «وأَنا لا أَحكُمُ علَيكِ. اذهَبي ولا تَعودي بَعدَ الآنَ إِلى الخَطيئَة" (١٠-١١).

نحن لا نحكم على أحد، ولا ندين أحدًا. ندين أعمالنا نحن، نفحص ضميرنا، حتى لا نكون في الشر الذي يبعدنا عن الله، ويصيِّرُنا حكَّامًا لإخوتنا.

أن نحب الله، ونقتدي بالله، ونغفر، ونرى في إخوتنا، لا الخطيئة، بل نراهم جميعًا إخوة وأخوات لنا، وأبناء وبنات لله.

3 / 4

ربي يسوع المسيح، علِّمْني دائمًا. أنا بحاجة لأن أتعلَّم، حتى أعرف كيف أحِبّ بمِثلِ حبِّك، وكيف أغفر كما تغفر لنا جميعًا. ربي يسوع المسيح، في حربنا هذه، أظهر لنا رحمتك وحبك. آمين.

الأحد ٦/٤/٢٠٢٥        الأحد الخامس من الصوم - السنة/ج