القديس متيا الرسول - يوحنا ١٥: ٩-١٧

٩ كما أَحَبَّني الآب فكذلكَ أَحبَبتُكم أَنا أَيضًا. اُثبُتوا في مَحَبَّتي. ١٠ إِذا حَفِظتُم وَصايايَ تَثبُتونَ في مَحَبَّتي كَما أَنِّي حَفِظتُ وَصايا أَبي وأَثبُتُ في مَحَبَّتِه. ١١ قُلتُ لَكم هذهِ الأشياءَ لِيَكونَ بِكُم فَرَحي فيَكونَ فَرحُكم تامّاً.١٢ وصِيَّتي هي: أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضًا كما أَحبَبتُكم. ١٣ لَيسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعظمُ مِن أَن يَبذِلَ نَفَسَه في سَبيلِ أَحِبَّائِه. ١٤ فَإِن عَمِلتُم بِما أُوصيكم بِه كُنتُم أَحِبَّائي. ١٥ لا أَدعوكم خَدَمًا بعدَ اليَوم لِأَنَّ الخادِمَ لا يَعلَمُ ما يَعمَلُ سَيِّدُه. فَقَد دَعَوتُكم أَحِبَّائي لأَنِّي أَطلَعتُكم على كُلِّ ما سَمِعتُه مِن أَبي. ١٦ لم تَخْتاروني أَنتُم، بل أَنا اختَرتُكم وأَقمتُكُم لِتَذهَبوا فَتُثمِروا ويَبْقى ثَمَرُكم فيُعطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ ما تَسأَلونَهُ بِاسمي. ١٧ ما أُوصيكُم بِه هو: أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضًا".

القديس متيا الرسول - يوحنا ١٥: ٩-١٧

 

       الحرب ٢١٨

       "عن أَحكامِكَ لم أَحِدْ لأَنَّكَ أَنتَ عَلَّمتَني.. بِأَوامِرِكَ صِرتُ فَطِنًا، فلِذلِكَ أَبغَضتُ كُلَّ سَبيلِ كَذِب" (مزمور ١١٩: ١٠٢و١٠٤).

       ارحمنا، يا رب. بحنانك، بحبك، نحن أبناءك، نسألك، أوقف هذه الحرب. افتح الأذهان والقلوب لكي يرَوْك ويرَوْا العدل والسلام والأمن والأمان. ارحم، يا رب، أهل الحرب وضحايا الحرب. ارحمنا جميعًا يا رب. كلنا خطئنا. اغفر لنا. كما ترسل إلينا مطرك، وتطلع شمسك علينا، أرسل إلينا سلامك. علِّمنا أحكامك حتى لا نحيد عنها. أعطنا أن نبغض كل "سبل الكذب" وكل شر، حتى نبقى في نورك فقط، وفي حبك، وفي سلامك. ربنا اغفر لنا. لا تغضب علينا، نحن عبيدك، لا نستحق شيئًا، لكن أنت خلقتنا ومنحتنا كرامة الأبناء، فأعطنا، حتى في أرض الشقاء، حتى في غزة ورفح، أن نعيش في كرامة الأبناء. ارحمنا، يا رب. 

 

     إنجيل اليوم

      اليوم عبد القديس متيا الرسول، الذي انتخبه الأحد عشر، بعد القيامة، بدلا من يهوذا الإسخريوطي (أعمال الرسل، فصل ١٥). ولا نعرف شيئًا آخر عنه.

       والإنجيل الذي نقرأه اليوم يقول لنا من هو الرسول والتلميذ، ومن ثم، من نحن، كتلاميذ يسوع:

 

       التلميذ يحيا في محبة الآب.

       " كما أَحَبَّني الآب فكذلكَ أَحبَبتُكم أَنا أَيضًا. اثبُتوا في مَحَبَّتي. إِذا حَفِظتُم وَصايايَ تَثبُتونَ في مَحَبَّتي كَما أَنِّي حَفِظتُ وَصايا أَبي وأَثبُتُ في مَحَبَّتِه" (٩-١٠). نحيا مع أبينا الذي في السماء، ولو في وادي الدموع الذي نحن فيه، وفي الحروب التي نحن فيها، ووحشية الناس، - بالرغم من كل ذلك أحيا مع أبي الذي في السماء.

      

       التلميذ يحيا في الفرح.

       "قُلتُ لَكم هذهِ الأشياءَ لِيَكونَ بِكُم فَرَحي فيَكونَ فَرحُكم تامًّا" (١١). الفرح لأننا موجودون، لأن الله هو خالقنا، ولأنه أبونا، ويحِبُّنا، ولأنه يمكننا دائمًا الرجوع إليه، بالرغم من كل الشر أو الميل إلى الشر الذي فيَّ. الفرح لأنا نجد في الله الملجأ والسند، في وسط شرور الأرض. نحيا على الأرض، وفي المعركة، وفي وسط الجهود، والسقطات، ومع ذلك في فرح الآب.

 

       التلميذ يحب إخوته وأخواته.

       "وصِيَّتي هي: أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضًا كما أَحبَبتُكم. لَيسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعظمُ مِن أَن يَبذِلَ نَفَسَه في سَبيلِ أَحِبَّائِه" (١٢-١٣). نحب إخوتنا وأخواتنا، فنصلي من أجلهم، ونطلب من أبينا الذي في السماوات أن يباركهم، وأن يوفِّقَهم، وإذا وقعوا في الشر، وإذا صاروا أعداء، نطلب من أبينا أن يعيدهم إلى طرق المحبة، وأن يمنحهم القوة ليتغلَّبوا على كل شر فيهم، فيكونوا إخوة وأخوات يُحِبّون، مثل الله، كما أن الله يحب.

 

       التلميذ يحفظ وصايا يسوع.

       "فَإِن عَمِلتُم بِما أُوصيكم بِه كُنتُم أَحِبَّائي" (١٤). نعرف ماذا علَّمنا يسوع. وصية المحبة تلخِّص كل تعليمه. ونبقى دائمًا في حالة إصغاء لنعرف ماذا يقول الله لنا، الآن وهنا، في كل ظرف نعيشه. نحفظ الوصايا إلى حد أن نقول مع القديس بولس: لست أنا الذي أحيا، بل المسيح يحيا فيّ. أنا أحيا في الآب. أنا دائمًا واعٍ حاضر أمام أبي، وكذلك حاضر لكل نداء من إخوتي وأخواتي.

 

       التلميذ صديق وليس عبدًا غريبًا عن الله.

       "فَإِن عَمِلتُم بِما أُوصيكم بِه كُنتُم أَحِبَّائي. لا أَدعوكم خَدَمًا بعدَ اليَوم لِأَنَّ الخادِمَ لا يَعلَمُ ما يَعمَلُ سَيِّدُه. فَقَد دَعَوتُكم أَحِبَّائي لأَنِّي أَطلَعتُكم على كُلِّ ما سَمِعتُه مِن أَبي" (١٤-١٥).

       التلميذ صديق، أدخَلَهُ يسوع المسيح في حياة الآب: " أَطلَعتُكم على كُلِّ ما سَمِعتُه مِن أَبي". كل ما يعرفه يسوع، الآب، الله خالق الكون. يسوع يقول لنا: "أطلعتكم على كل ما أعرفه". علينا فقط أن نصغي.  هذا أكثر من اللاهوت، أكثر من كل دراسة. نسمع ونرى ونحيا.

 

       والتلميذ يحمل ثمرًا.

       "لم تَخْتاروني أَنتُم، بل أَنا اختَرتُكم وأَقمتُكُم لِتَذهَبوا فَتُثمِروا ويَبْقى ثَمَرُكم" (١٦). التلميذ مُرسَل للكرازة بالإنجيل، ليزرع الكلمة، وما زال يحيا مع الآب فهو يحمل ثمرًا. نكرز، نعم، ولكن أولا، نسمع ونرى ونحيا. ونبقى في النور. " فَتُثمِروا ويَبْقى ثَمَرُكم فيُعطِيكُمُ الآبُ كُلَّ ما تَسأَلونَهُ بِاسمي" (١٦). إذاك، حين نحيا منع الآب، في حبه ونوره، لن نسأل شيئًا. يعرف الآب كل ما نحتاج إليه وسيعطينا إياه بحبه الذي لا حد له، والذي لا نفهمه. في نور الآب، أعني في سر الآب، أعني فقط الحياة مع الآب. ما يدبِّره الآب فهو الحياة.

       ربي يسوع المسيح، دعوتني، واخترتني لأومن بك، لأكون تلميذًا لك. أعطني، مع عدم فهمي لتدبيرك الأزلي، أن أبقى في حبك. آمين.

الثلاثاء ١٤/٥/ ٢٠٢٤               بعد الأحد السابع للفصح