" تواضعوا أمام الرب فيرفعكم" - يعقوب 4:10

الكاتب : زياد شليوط

القيامة- نقوم بنشر مقال الكاتب زياد شليوط حول انتخاب ابن شفاعمرو، القس د. حسام نعوم ابن شفاعمرو البار، أسقفا لكنيسة القدس والشرق الأوسط في الكنيسة الأسقفية الانجيلية، بمناسبة تنصيب المطران هذا الأسبوع.

" تواضعوا أمام الرب فيرفعكم" - يعقوب 4:10

بتأثر بالغ تلقيت خبر انتخاب ابن شفاعمرو القس حسام الياس نعوم، مطرانا للكنيسة الانجيلية الأسقفية، كيف لا وقد كان لي الفخر أنه كان من بين تلاميذي، في المدرسة الابتدائية على اسم "جبور جبور" في المدينة في سنوات الثمانينات، وقد لمست فيه تلك الصفات الإيجابية والاجتهاد والنشاط، كما تميز بالتربية الرفيعة التي تلقاها في البيت، فالبيت والأم هما المدرسة الأولى للأخلاق، ولهذا لم يكن بالإمكان نسيان طالب مثله، مع مرور الزمن. وكنا عندما نلتقي في مناسبة ما وبعدما أصبح قسيسا، أراه يأتي لمصافحتي وتحيتي مبادرا لمخاطبتي بلقب "أستاذ"، ويحدث من يتواجد في المكان بأني كنت أستاذه سابقا. وهكذا انطبق عليه قول السيد المسيح، له المجد، " إن من رفع نفسه وُضع، ومن وضع نفسه رُفع" (متى 23:12).

وارتفع القس حسام بتواضعه الكبير، رغم علومه العالية التي وصل اليها وحصوله على درجة الدكتوراة، فازداد تواضعا، والتقيته في أحد مؤتمرات "اللقاء"، يؤكد حضوره ومعرفته وكل ذلك لم يجعله يتشامخ ويتفاخر. لقد اختار أن يسير حيث سار في طريق الرب، طريق الايمان والمحبة، طريق يسوع المسيح، فازداد تواضعا وهو القائل: " إنّ من أراد أن يكون الأول فليكن آخر الكل وخادما للكل" (مرقس 9:35) وهكذا كان القس حسام خادما للكل في كنيسته، لم يقصر خدمته على أبناء رعيته، وعامل الجميع بالتساوي. التقيته قبل فترة قصيرة في احدى المناسبات، في كنيسة القديس جوزيف في القدس يستقبل، يشرف على الترتيبات، يعمل بتفان واخلاص الى جانب المطران سهيل دواني، والمطران يعتز به ويقربه منه، لما لمسه فيه من خصال وصفات لا تتوفر لدى كل شخص. وارتقى القس حسام حتى وصل بجدارة واستحقاق، لمنصب أسقف للكنيسة التي خدمها وما زال بكل تواضع ومحبة وإخلاص. فطريق التواضع أوصله لأن يتبوأ مؤخرا منصب أسقف الكنيسة، فانطبق عليه قول القديس بطرس في رسالته " فاتضعوا اذن تحت يد الله القديرة، لكي يرفعكم في حينه". (بطرس 5:6). حيث ارتفعت الأيدي منتخبة القس حسام، من لبنان والأردن وسوريا وفلسطين وإسرائيل، أماكن انتشار الأسقفية وخدمتها.

بورك لنا بالأسقف الجديد، بورك لبلده شفاعمرو التي ولد ونشأ وتعلم فيها، بورك لكنيسته، لمجتمعه، لشعبه. واليوم يحق للمطران الجديد أن أناديه "سيدنا".. فهو مستحق هذا اللقب وهذه الرتبة.. فإلى سنين عديدة يا سيد.

(يظهر في الصورة الكاتب زياد شليوط بصحبة المطران حسام نعوم)