الكاردينال بيتسابالا يتحدث عن إطلاق سراح الرهائن كخطوة إيجابية ويؤكد ضرورة منح آفاق للشعب الفلسطيني

أجرى مدير التحرير في دائرة الاتصالات الفاتيكانيةأ أندريا تورنييلي مقابلة مع بطريرك القدس للاتين، الكاردينال بييرباتيستا بيستابالا حول تبادل المختطفين الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين.

الكاردينال بيتسابالا يتحدث عن إطلاق سراح الرهائن كخطوة إيجابية ويؤكد ضرورة منح آفاق للشعب الفلسطيني

عقب التفاوض حول إطلاق سراح عدد من المختطفين الإسرائيليين لدى حماس مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين، وبداية تطبيق هذا التبادل، أجرى مدير التحرير في دائرة الاتصالات الفاتيكانية، أندريا تورنييلي مقابلة مع بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا. وفي بداية المقابلة قال غبطته إن التوصل إلى اتفاق حول إطلاق سرائح بعض الرهائن على الأقل هو أمر إيجابي في حد ذاته، وذلك لأن قناة الاتصال الوحيدة كانت حتى الآن تلك العسكرية. وتابع أن ما حدث هو خطوة أولى نحو تخفيف حدة التوتر سواء داخليا أو على الصعيد العالمي، كما وأن هذه هي وسيلة للبدء في التوصل إلى حلول غير تلك العسكرية، أي حلول من أجل إنهاء النزاع.

وفي إجابة على سؤال حول ردود الأفعال على نبأ تبادل المختطفين والسجناء والتي كانت إيجابية في أغلبها رغم وجود مَن يعتبر التفاوض في حد ذاته هزيمة، قال بطريرك القدس للاتين إن مَن يمكننا أن نسميهم بالصقور، والذين يعتبرون السلام والانتصار متطابقَين، هم مَن يمكنهم ان يفكروا بهذا الشكل. إلا أن السلام، أي حل النزاع، لا يمكن أن يكون انتصارا مطلقا، ما يعني أنه لا يمكن ترك الحل للعسكريين فقط بل من البديهي أن على السياسة أن تمسك بزمام الأمر وأن تقدم آفاقا وذلك لأن العسكريين ليست لديهم آفاق قال غبطته. وواصل أن المفاوضات وإطلاق سراح الرهائن خطوات أولى من أجل إطلاق مسيرات آفاق سياسية لغزة بعد هذه الحرب، وأكد أن هذا أمر ضروري.

وجه مدير التحرير إلى الكاردينال بيتسابالا بعد ذلك سؤالا حول الأنباء التي تتحدث عن محاولات سكان شمال غزة العودة إلى منازلهم التي قد دُمرت على الأرجح، وأجاب غبطة البطريرك أن هذه الإمكانية غير متوفرة بعد حسبما يبدو. وأضاف أن البعض يريدون العودة وذلك لصعوبة الأوضاع في الجنوب حيث يتكدس الأشخاص بأعداد كبيرة، وواصل أنه يتفهم هذا جيدا مشيرا إلى أن المسيحيين أيضا يتكدسون في مُجمع الكنيسة الصغير ولا يتحملون هذا الوضع. وأكد بالتالي أنه بدون وجود آفاق سياسية واضحة أو إيضاحات حول المراحل القادمة ليس هذا ممكنا وقد يكون خطيرا.

سؤال آخر أجاب عليه الكاردينال بيتسابالا كان حول كيفية هزيمة إيديولوجية مثل إيديولوجية حماس، فقال إن هذا ليس أمرا سهلا، فمن الضروري بشكل تدريجي وبصبر إزالة كل ما يغذي هذه الإيديولوجية. وتابع أنه من غير المجدي قطع الأغصان لأنها ستعود لتنمو مجددا بل من الضروري خلع الجذور. يجب في المقام الأول منح أفق للفلسطينيين، أفق وطني غير متوفر بعد. وأضاف أن هذا ما قاله من قبل وهو يعلم أنه لم يعجب كثيرين. وتابع غبطة البطريرك أن الحرب الدائرة هي شهادة واضحة جدا على أن الشعبين لا يمكنهما أن يتعايشا على الأقل في هذه اللحظة، يجب أن تكون هناك آفاق واضحة، محددة ودقيقة مقارنة بما تم القيام به حتى الآن. ثم أراد الكاردينال لفت الأنظار إلى نقطة أخرى وهي أن حماس هي أيضا إيديولوجية دينية وبالتالي فإن هناك أهمية كبيرة للحوار بين الأديان، هذا إلى جانب الأهمية الكبيرة لتغذية وإنماء خطاب ديني ليست الكراهية محوره.

هذا وكان السؤال الأخير الذي وجهه تورنييلي إلى الكاردينال بيتسابالا حول ما يمكننا القيام به كمسيحيين، أو بشكل عام كأشخاص نشعر بالقرب من تلك الأماكن رغم عيشنا بعيدا عنها لأنها أماكن الحياة الأرضية ليسوع، وأشار مدير التحرير أيضا إلى ما يمكن عمله على صعيد الرأي العام. وفي إجابته تحدث بطريرك القدس للاتين عن الصلاة في المقام الأول بالنسبة للمؤمنين باعتبارها أول ما يجب عمله، ثم يأتي بعد ذلك الدعم الفعلي، الإنساني أيضا. ثم أشار إلى عامل هام آخر فقال إنه يرى انقساما كبيرا في العالم، حيث هناك طرف ضد الآخر وكأنه من المستحيل محبة الطرفين. وتابع غبطة البطريرك مشيرا إلى قناعته بأهمية أن نكون كمسيحيين واضحين في حديثنا أيضا، وأن نسمي الأشياء بأسمائها في حقيقتها، وأن نعمل في الوقت ذاته على إبقاء العلاقات مفتوحة مع الجميع، وأن نخبر الجميع، الطرفين، أننا نحبهم.