خربة الجعتون قرب الكابري وعائلة سرسق

الكاتب : سهيل مخول- البقيعة

يمتد تاريخ هذه "القرية " التي أصبحت خربة بعد سنة 1950، الى ما قبل الميلاد وتحديداً منذ القرن العاشر ق.م ، حسب مرسوم واضح ملك صور، في هذا المرسوم، يأمر الملك بناء قرية في هذا أطلق عليه اسم "جيتا" ، من الجدير ذكره أن هذه المنطقة كانت خاضعة لحكم الفينيقيين، وكان ذلك في فترة حكم الملك سليمان.

خربة الجعتون قرب الكابري وعائلة سرسق

في الفترة الصليبية تطورت الزراعة في هذا المكان نتيجة اقامة مزرعة التي دعيت "جسون" لهدف تزويد القلاع بالمواد الغذائية، بنيت بها قنوات المياه لري البساتين، ولطواحين القمح التي كانت تعمل بقوة تيار الماء. كما وزرعت محاصيل الحبوب وغرست الأشجار المثمرة، في المرج الخصب الموجود بقربها. خضعت هذه المزرعة، للحاكم الذي كان في قلعة الملك في معليا ثم انتقلت للحاكم الذي كان في الزيب.
ازدهر هذا المكان مرة ثانية في الفترة العثمانية، في القرن الثامن عشر ميلادية في فترة ظاهر العمر حيث تم تجديد المباني وقنوات الماء والطواحين.


بعد ظاهر العمر أصبحت السيطرة على المنطقة للوالي العثماني أحمد باشا الجزار، الذي طور عكا والقرى، كما وشجع الاستثمار الخارجي، في هذه الفترة اشترت عائلة سرسق اللبنانية، عقارات في بيروت وفي بلادنا بأسعار زهيدة، لأنها اعتقدت بأن أسعارها سوف ترتفع نتيجة سكة القطار للحجاز. كما واشترت مرج ابن عامر وغيره ومن ضمن العقارات التي اشترتها "مزرعة الجعتون"، فقامت بترميم المباني والطواحين كما وبنت بنايات جديدة. غالبية المباني الباقية حتى اليوم تم بناؤها في عهد عائلة سرسق.
في أوائل فترة الانتداب البريطاني استمرت المزرعة حتى اندلعت الثورة الفلسطينية (1936 – 1939) فأخذت تضعف المزرعة تدريجياً، وهناك سبب آخر لضعفها بأن عائلة سرسق، أوكلت، إدارة المزرعة الى حبيب حوا الذي لم يحسن إدارتها وهو جد سها عرفات.


بما أن موقع الجعتون والمزارع المحيطة به لم يتم بيعها، أعلنت اسرائيل، بأن المكان يعتبر أملاك غائبين، وبعدها أصبحت مهجورة وتم تسليمها في السنوات الأخيرة الى "الكيرن كيمت". أما مرج بن عامر فقد باعته عائلة سرسق للوكالة اليهودية في بداية الانتداب البريطاني في السنوات 1921 - 1925.
عائلة سرسق: عائلة ذات جذور بيزنطية، تنتمي لطائفة الروم الأرثوذكس، وصل أول شخص من هذه العائلة الى لبنان سنة 1740 هو جبور سرسق. سكن في البداية في بلدة البربارة شمالي لبنان، ثم استقر في بيروت مع أفراد اسرته في حي الذي دعي فيما بعد " حي السراسقة" الموجود في الاشرفية - بيروت.
وقد اقاموا فيها القصور والمنازل الفخمة، أوصى أحد افراد هذه العائلة بقصر الذي بني سنة 1912 لبلدية بيروت لكي يصبح متحفاً للفنون .
لقد جمعت العائلة ثروتها في القرن التاسع عشر من الزراعة، الصيرفة وثم من الصناعة فملكوا عددا من المصارف والممتلكات في تركيا، مصر وفلسطين هذا بالاضافة لممتلكاتها في سوريا ولبنان.