دير الزيتونة .. في قلب حارة الأرمن وفي قلب مدينة القدس
الكاتب : الأب رائد أبو ساحلية – كاهن رعية اللاتين في الرامة الجليلية وباحث في زيتون الأرض المقدسة
كان لا بُدَّ لي من زيارة هذه الزيتونة المعمرة في حارة الأرمن الموجودة بالقرب من دير الزيتونة، إذ أن التقليد يقول بأن بيت حنَّان حمى رئيس الكهنة قيافا كان يعيش هنا، وحيث شنق يهوذا الاسخريوطي نفسه إذ تدلى من الزيتونة "فاندلقت أمعاؤه" بعدما ندم على تسليمه ليسوع.
ويُسمى المكان بدير رؤساء الملائكة للأرمن الأرثوذوكس أو ما يُعرف بدير الزيتونة – يقع دير رؤساء الملائكة الأرمني في الزاوية الجنوبية الشرقية داخل أسوار دير الأرمن. يحتوي الدير على ثاني أكبر كنيسة أرمنية بعد كنيسة القديس يعقوب حيث تخدم هذه الكنيسة الاحتياجات الروحية ومراسم العماد والزواج والجنائز لأبناء الطائفة الأرمنية في القدس.
استخدم هذا الدير في القرون الماضية وحتى أواسط القرن العشرين كدير نسائي لراهبات أرمنيات بالاضافة الى نساء مسنات اللواتي كرسن حياتهن لخدمة الكنيسة... حسب التقليد الأرمني المتوارث منذ القرون الأولى للمسيحية، يُعتبر هذا الدير المكان الذي تواجد فيه بيت رئيس الكهنة السابق حنان والد زوجة رئيس الكهنة قيافا وحسب انجيل يوحنا 18: 12-14 اقتيد الى هذا المكان السيد المسيح لمحاكمته أمام أعضاء المجمع اليهودي (السنهادرين)، ويحفظ التقليدي الأرمني ربط السيد المسيح على شجرة زيتون خارج البيت تمهيدا لمحاكمته...
اكتسبت شجرة الزيتون هذه المتواجدة خارج الكنيسة قُدسّيه خاصة عند الأرمن حيث يتم التجمع حولها في ليلة الجمعة العظيمة من كل عام لتلاوة التراتيل الدينية والتبرك بثمارها.
