وبَينَما هُو يَتَكَلَّمُ آمَنَ بِه خَلْقٌ كَثير - يوحنا ٨: ٢١-٣٠

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

٢١فقالَ لَهم ثانِيَةً: أَنا ذاهِب: سَتَطلُبوني، ومعَ ذٰلك تَموتونَ في خَطيئَتِكم. وحَيثُ أَنا ذاهِبٌ، فأَنتُم لا تَستَطيعونَ أَن تَأتوا. ٢٢فقالَ اليَهود: أَتُراهُ يَقتُلُ نَفسَه؟ فقد قال: حَيثُ أَنا ذاهِبٌ فأَنتُم لا تَستَطيعونَ أَن تَأتوا. ٢٣قال لَهم: أَنتُم مِن أَسفَل، وأَنا مِن عَلُ. أَنتُم مِن هٰذا العالَم، وأَنا لَسْتُ مِنَ العالَمِ هٰذا. ٢٤لِذٰلك قُلتُ لَكم: ستَموتونَ في خَطاياكم. فإِذا لم تُؤمِنوا بِأَنِّي أَنا هو تَموتون في خَطاياكم. ٢٥فقالوا له: «مَن أَنتَ؟ فقالَ يسوع: أَنا ما أَقولُه لَكم مُنذُ بَدءِ الأَمْر.

وبَينَما هُو يَتَكَلَّمُ آمَنَ بِه خَلْقٌ كَثير - يوحنا ٨: ٢١-٣٠

٢٦عِندي في شَأنِكُم أَشْياءُ كَثيرة أَقولُها وأَحكُمُ فيها. على أَنَّ الَّذي أَرسَلَني صادِق، وما سَمِعتُه مِنهُ أَقولُه لِلعالَم. ٢٧فلَم يَفهَموا أَنَّه كَلَّمَهم على الآب. ٢٨فقالَ لَهم يسوع: متى رَفَعتُمُ ابْنَ الإِنسان، عَرَفتُم أَنِّي أَنا هو، وأَنِّي لا أَعمَلُ شَيئًا مِن عِندي، بل أَقولُ ما عَلَّمَني الآب. ٢٩إِنَّ الَّذي أَرسَلَني هو معي، لَم يَترُكْني وَحْدي، لِأَنِّي أَعمَلُ دائِمًا أَبَدًا ما يُرْضيه.

٣٠وبَينَما هُو يَتَكَلَّمُ بِذٰلِكَ، آمَنَ بِه خَلْقٌ كَثير.

الحرب. السنة الثانية – يوم ١٨٠ – (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على الناس، ودمار وأسرى وبدء إزالة لمخيمات اللاجئين).

"استَمِعْ يا رَبِّ وارحَمْني، كُن يا رَبِّ نَصيرًا لي. إِلى رَقصٍ حَوَّلتَ نَدْبي، وخَلَعتَ مِسْحي وبِالسُّرورِ زنَرتَني" (مزمور ٣٠: ١١-١٢).

ارحمنا، يا رب. "إِلى رَقصٍ حَوَّلتَ نَدْبي، وخَلَعتَ مِسْحي وبِالسُّرورِ زنَّرتَني". متى يكون هذا، يا رب؟ متى نرجع فنعرف فرح الحياة؟ متى نجد خبزنا كفاف يومنا، وماء للشرب؟ متى نعود إلى حياة عادية، لا جنود فيها يقتلون ويهدمون؟ ربنا، نحن بين يديك. هلم إلى معونتنا. أرشد الجميع في طرقك، في طرق سلامك وعدلك، وفي طرق صلاحك وحبك. ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم

نحن في الأسبوع الخامس من الصوم. الأسبوع القادم أسبوع الآلام. وإنجيل اليوم يتكلم أيضًا على المناقشات الأخيرة للفريسيين مع يسوع. يسوع يصبر ويحاول فتح عيونهم.

"فقالوا له: «مَن أَنتَ؟ فقالَ يسوع: أَنا ما أَقولُه لَكم مُنذُ بَدءِ الأَمْر. عِندي في شَأنِكُم أَشْياءُ كَثيرة أَقولُها وأَحكُمُ فيها. على أَنَّ الَّذي أَرسَلَني صادِق، وما سَمِعتُه مِنهُ أَقولُه لِلعالَم. فلَم يَفهَموا أَنَّه كَلَّمَهم على الآب. فقالَ لَهم يسوع: متى رَفَعتُمُ ابْنَ الإِنسان، عَرَفتُم أَنِّي أَنا هو، وأَنِّي لا أَعمَلُ شَيئًا مِن عِندي، بل أَقولُ ما عَلَّمَني الآب. إِنَّ الَّذي أَرسَلَني هو معي، لَم يَترُكْني وَحْدي، لِأَنِّي أَعمَلُ دائِمًا أَبَدًا ما يُرْضيه. وبَينَما هُو يَتَكَلَّمُ بِذٰلِكَ، آمَنَ بِه خَلْقٌ كَثير" (٢٥-٣٠).

من هو يسوع المسيح؟ الجدالات الأخيرة، البعض آمن " وبَينَما هُو يَتَكَلَّمُ بِذٰلِكَ، آمَنَ بِه خَلْقٌ كَثير"، والبعض لم يؤمن. تاريخ البشرية سيتغيَّر، بنور يسوع المسيح الجديد، ابن الله، وكثيرون لن يتغيَّروا.

وأنا؟ هل تغيَّرْت؟ هل أنا في النور؟ هل أريد النور، أم أبقى بعيدًا، لا أرى، ولا أسمع؟

سِرُّ يسوع المسيح، كلمة الله، الذي مات على الصليب، على يد الإنسان، بحُكمٍ من والي المدينة، وتنفيذ الجنود.

وأنا؟ أنا أؤمن، لكني مرارًا مثل البعيدين. لا أفكر في ما حدث، وفي ما علَّمني إياه يسوع المسيح. أين أنا، بعيد أم قريب من يسوع، في النور أم في الظلام أم في في الظلال والفتور؟

"عِندي في شَأنِكُم أَشْياءُ كَثيرة أَقولُها وأَحكُمُ فيها. على أَنَّ الَّذي أَرسَلَني صادِق، وما سَمِعتُه مِنهُ أَقولُه لِلعالَم. فلَم يَفهَموا أَنَّه كَلَّمَهم على الآب" (٢٦-٢٧). وكيف يمكنهم أن يفهموا، إن لم يريدوا ان يفهموا؟

الله هو الحق، وهو الصالح والخالد الذي لا يموت. وأنا اليوم مدعُوٌّ إلى الحياة معه، إلى أن أكون معه، إلى أن أكون مثله، كاملًا، محِبًّا، أحِبّ كل خلق الله، كل إنسان، لأنه على صورة الله. أحِبُّ صورة الله، أعني أحب الله، وأرى في كل واحد وجه الله.

في هذا الأسبوع المقدس، أنا مدعُوٌّ إلى التأمل، إلى أن أفتح قلبي، لأرى ولأقول مثل قائد المئة: هذا حقا ابن الله. وإلى أن أحيا حياتي مع ابن الله، الذي مات ثم قام ليرفعني إليه.

"قالَ لَهم يسوع: متى رَفَعتُمُ ابْنَ الإِنسان، عَرَفتُم أَنِّي أَنا هو، وأَنِّي لا أَعمَلُ شَيئًا مِن عِندي، بل أَقولُ ما عَلَّمَني الآب" (٢٨)

أفكر في نفسي، لا في غيري، الذين كانوا في زمن يسوع ورفضوا أن يؤمنوا. أنا، هل أومن؟ يسوع مرفوع على الصليب، هل أراه؟ ذكراه دائمًا على الجلجلة، كل السنة هي أسبوع مقدس. وهل أنا دائمًا، كل السنة، في الأسبوع المقدس؟ هل أنا مع الجموع التي كانت تمر ولا تبالي، أم مع قائد المئة الذي اهتم فرأى وآمن؟ في حياتي كل يوم، في كل خدماتي لإخوتي، هل أنا ساهر، فأرى ما يعمل الله؟ هل أنا في الأسبوع المقدس؟

رُفِعَ ابن الله على الصليب. هل أنا واقف على جانبه؟ هل أراه؟

ربي يسوع المسيح، الأسبوع القادم هو الأسبوع المقدس، أسبوع سِرِّ حبِّكَ الكبير، سِرِّ آلامك وموتك وقيامتك. أعطني أن أبقى في نورك، وأن أحيا متأملا في سِرِّكَ. آمين.

الثلاثاء ٨/٤/٢٠٢٥                    الأحد الخامس من الصوم - السنة/ج