مَن قَتَلَ الوَردَة!؟
الكاتب : يوسف حـنا
القيامة – قصيدة في الذكرى الأُولى لاستشهاد الصحفيّة والإِعلاميّة الفلسطينيّة شيرين أَبو عاقلة، التي استُهدِفتْ واغتيلتْ على يد برابرة العصر، والصَّمت العاهر لكلّ العالم "المستنير"، لروحها المجد والخلود! شيرين نصري أَنطون أَبو عاقلة (وُلدت في 3 نيسان/ أبريل 1971 في القدس– قُتلت في 11 أيار/ مايو 2022 في جنين)

يَقولون مِن مسافةِ ......
قَتَلَ الشُّعلَةَ
نَفخَةٌ.. أَزيزٌ.. طَلقَةٌ..
جَمرَةُ الحُبِّ المُحتَضِرةِ
تَلفظُ أَنفاسَها الأَخيرَة
إِلى النُّجومِ
إِلى القَمَر!
آذانُ السَّماءِ صَمّاءُ
صَرخَةٌ مَذعورَةٌ
نَحيبٌ في مُلتَقى الأَحِبَّةِ
يَحْدُثُ يَومِيّاً،
سَنَوِيّاً..
الحُبُّ الّذي انطَوى
تَخَثَّرَ مِثلُ اللبَنِ الرائِبِ في قَلبٍ غيّور
يُحرَقُ بالحامِضِ النَتِنِ
وتُعذَّبُ الأَدمِغَةُ بِمُجونٍ وابتِذال
لِمِلءِ فَراغِ المَعنى.
مثلُ القُرودِ،
تَسعى عقولُهم البَليدَةُ للبَحْثِ عَن زَعيقٍ
يَنخَرُ الحَبَّ كالسّوسِ
ليَتَعَفَّن.
مَرَّةً أُخرى في العَصرِ الروماني
تَمامًا مِثلُ عَصرِنا البائِسِ
عِندَما يَتَعَرَّضُ الإيمانُ وَالأَمَلُ وَالحُبُّ
للتّعذيبِ وَالحَرقِ عَلى مَنصَبٍ حَديديّ،
ثمَّ يُلقى في فُرنٍ مُلتَهِبٍ،
في مِرجَلٍ مِنَ القَطرانِ المَغلي،
قَبلَ أَن تَنْحَني تَحتَ السّيفِ أعناقُهم.
.
رَأَيتُ بَصَماتِهِ عَلى أَصابِعِها
رأيتُه يَعبَثُ بِكَلِماتِها،
قَرَّرَتْ الاحتِفاظَ بِبَعضِ الكَلماتِ
في ما بَيْنَ..
وَكانت تِلكَ الكَلِماتُ الأَكثَرَ أَهَمِيَّة.
.
كَتَبوا لَكِ حُكمَ الإِعدامِ
وَمَزّقوا الأَوراقَ
لكِنّي كَتَبتُ لَكِ جُمَلاً عَلى عِظامي
عَن حُلمِكِ.. حُلمِنا..
ما تبقّى مِنهُ، حَجَرٌ
حَفَرَتْ عَليهِ أَيدينا
خَرائِطَ المُستَقبل...
.
أَنتِ بأَمانٍ هُناك
لكنّكِ خَطيرةٌ لِلغايَةِ
في ذُهني
لَقَد ارتاحَ صَوْتُكِ،
أَصبَحَ صَوْتي.. صَوْتَنا..
يُجَلجِلُ في الفَضاءِ
يَهدِمُ الجُدرانَ
التي بَنوها لإِخفاءِ الحَقيقَة.
وَالنّور المُشِعُّ مِن مُحَيّاكِ
بالمَجدِ يُنيرُ قُلوبَنا.