فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِدًا: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ - يوحنا ١٧: ٢٠-٢٦
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
٢٠لا أَدْعو لَهم وَحدَهم، بل أَدْعو أَيضًا لِلَّذينَ يُؤمِنونَ بي عن كلامِهم. ٢١فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِدًا: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ، وأَنا فيك، فَلْيكونوا هُم أَيضًا فينا، لِيُؤمِنَ العالَمُ بِأَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني. ٢٢وأَنا وَهَبتُ لَهم ما وَهَبْتَ لي مِنَ المجْد، لِيَكونوا واحِدًا كما نَحنُ واحِد: ٢٣أَنا فيهِم وأَنتَ فِيَّ، لِيَبلُغوا كَمالَ الوَحدَة، ويَعرِفَ العالَمُ أَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني، وأَنَّكَ أَحبَبتَهم كَمَا أَحبَبتَني. ٢٤يا أَبَتِ، إِنَّ الَّذينَ وهَبتَهم لي، أُريدُ أَن يَكونوا معي حَيثُ أَكون، فيُعايِنوا ما وَهَبتَ لي مِنَ المجد، لِأَنَّكَ أَحبَبتَني قَبلَ إِنشاءِ العالَم. ٢٥يا أَبَتِ البارّ، إِنَّ العالَمَ لم يَعرِفْكَ، أَمَّا أَنا فقَد عَرَفتُكَ، وعَرَفَ هٰؤلاءِ أَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني. ٢٦عَرَّفتُهم بِاسمِكَ وسأُعَرِّفُهم بِه، لِتَكونَ فيهمِ المــَحبَّةُ الَّتي أَحبَبتَني إِيَّاها وأَكونَ أَنا فيهِم.

الحرب. السنة الثانية – يوم ٢٣٣ – (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على الناس، ودمار وأسرى وبدء إزالة لمخيمات اللاجئين).
"يَتَلَوَّى قَلْبي في باطِني، وأَهْوالُ المَوتِ تَتَساقَطُ علَيَّ. تَمَلَّكَني الخَوفُ والرِّعدَة، وغَمَرَني الارتِعاش" (مزمور ٥٥: ٥-٦). ارحمنا، يا رب. الكل صار يرى اليوم أن الحرب في غزة ليست حربًا. هي فقط موت ودمار واضطهاد للحياة. والذين يقتلون ويدمِّرون نسوا من هم، نسوا كرامتهم، ومقدرتهم على الحياة. هم أنفسهم ألقوا بأنفسهم بين ذراعي الموت. ارحمهم هم أيضًا، يا رب. عميان، لا يرون، فقدوا البصر، اشفِهِم، يا رب، أرجِعْ إليهم الحياة. ونجٍّ من شرهم كل أبنائك ضحاياهم. "يَتَلَوَّى قَلْبي في باطِني، وأَهْوالُ المَوتِ تَتَساقَطُ علَيَّ. تَمَلَّكَني الخَوفُ والرِّعدَة". ارحمنا، يا رب.
إنجيل اليوم
"لا أَدْعو لَهم وَحدَهم، بل أَدْعو أَيضًا لِلَّذينَ يُؤمِنونَ بي عن كلامِهم. فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِدًا: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ، وأَنا فيك، فَلْيكونوا هُم أَيضًا فينا، لِيُؤمِنَ العالَمُ بِأَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني. وأَنا وَهَبتُ لَهم ما وَهَبْتَ لي مِنَ المجْد، لِيَكونوا واحِدًا كما نَحنُ واحِد: أَنا فيهِم وأَنتَ فِيَّ، لِيَبلُغوا كَمالَ الوَحدَة، ويَعرِفَ العالَمُ أَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني، وأَنَّكَ أَحبَبتَهم كَمَا أَحبَبتَني" (٢٠-٢٣).
يسوع يصلِّي إلى الآب من أجلنا ومن أجل كل المؤمنين. إنه يطلب لنا شيئًا واحدًا أن نكون واحدًا كما أنه هو والآب واحد. ولنكون واحدًا مع الإخوة. كلنا واحد في حقل الرب. كلنا واحد وأغصان كثيرة
2 / 4
في الكرمة الواحدة التي هي المسيح. كلنا واحد، وأعضاء في جسد المسيح الواحد الذي هو الكنيسة، كل المؤمنين. كلنا واحد كما أن الله واحد. في وحدة الله أبينا، في حب الله الواحد، في وحدة الإخوة ولنا أب واحد، الله خالقنا.
نحن واحد لنضع في الإنسانية مزيدًا من الوحدة، وفي شعوب الأرض، وفي جميع الناس أبناء الله. ولنضع مزيدًا من الوحدة في هذه الأرض المقدسة التي صبغوها بدماء الإخوة. الناس منقسمون، نفسهم منقسمة، فقدوا البصر فلا يرون أباهم الواحد ولا وحدتهم هم أنفسهم، بل يعملون على تحطيم الوحدة التي خلقنا فيها الله خالقنا وأبونا.
صلَّى يسوع من أجلنا، لنكون واحدًا، كما أنه هو والآب واحد.
لننظُرْ في أعماقنا، لكي نرى فيها هل من شيء يحطِّم الوحدة؟ هل نحن أعضاء في جسد المسيح الواحد؟ أم طوائف؟... هل نرى أنفسنا خليقة الله الواحدة، وإخوة لإخوتنا، أم نسينا وصرنا نجهل ذلك؟
"ليكونوا واحدًا فينا". واحد في الله، في حب الله، أم كثيرون ومنقسمون، ونحمل أسلحة الموت بعضنا في وجه بعض؟ بل أنا واحد مثل الله ومع كل إخوتي. لنتأمل، فنحيا، ونكون تلاميذ يسوع. ونستعدَّ لقبل الروح، في هذه الأيام السابقة ليوم العنصرة.
حتى يؤمن العالم. أنا المؤمن، علامة لغيري. أعطاني يسوع النعمة لأومن أنا، وحتى أكون علامة للذين لا يؤمنون، حتى يؤمنوا.
مؤمن، إذن مسؤول. لست مؤمنًا لنفسي، ولست منقسمًا أو منفصلًا لنفسي، أنا مؤمن أو غير مؤمن لنفسي ولكل إخوتي وأخواتي.
"يا أَبَتِ، إِنَّ الَّذينَ وهَبتَهم لي، أُريدُ أَن يَكونوا معي حَيثُ أَكون، فيُعايِنوا ما وَهَبتَ لي مِنَ المجد، لِأَنَّكَ أَحبَبتَني قَبلَ إِنشاءِ العالَم. يا أَبَتِ البارّ، إِنَّ العالَمَ لم يَعرِفْكَ، أَمَّا أَنا فقَد عَرَفتُكَ، وعَرَفَ هٰؤلاءِ أَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني. عَرَّفتُهم بِاسمِكَ وسأُعَرِّفُهم بِه، لِتَكونَ فيهمِ المــَحبَّةُ الَّتي أَحبَبتَني إِيَّاها وأَكونَ أَنا فيهِم" (٢٤-٢٦).
ربي يسوع المسيح، صلَّيْتَ من أجل كل كنيستك، كل المؤمنين، ليكونوا واحدًا، كما أنك أنت والآب واحد. ربي يسوع المسيح، أعطني أن أبقى في حبك، وفي نورك، وفي الوحدة مع كل إخوتي وأخواتي. آمين.
الأحد ١/٦/٢٠٢٥ الأحد السابع للفصح/ السنة ج