فلسطين تودع الشاعرة والقائدة النسائية مي الصايغ

القيامة- أصدر الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، بيانا نعى فيه المناضلة والشاعرة مي الصايغ، جاء فيه:" ننعي اليوم إلى عموم شعبنا وأسرتها المناضلة الشاعرة مي الصايغ، بعد أن طرزت عمرها على حد السيف والحلم نضالاً، وإبداعًا، وتميزاً، وأنفقت الوقت على وتر الفداء، وشحن الهمم، وتنشيط الضمير الإنساني، لإخراج المحتل الغاصب".

فلسطين تودع الشاعرة والقائدة النسائية مي الصايغ

ولدت الشاعرة مي الصايغ في مدينة غزة عام 1941 وأنهت دراستها الابتدائية والثانوية في مدرسة الزهراء في مدينة غزة، درست الفلسفة وعلم الاجتماع في كلية الآداب بجامعة القاهرة والدها موسى الصايغ كان من ملاك الأراضي يعمل في البيارات ويصدّر البرتقال الفلسطيني إلى أوروبا، في ذلك الحين سنة 1930 قام الإنجليز بمنح اليهود منطقة (بيار تعبيا) لبناء مستوطنة لهم فقام والدها ومجموعة من أصدقائه بإحراق المستوطنة وتم اعتقالهم والحكم عليهم بالإعدام بتاريخ 23/3/1930 فأضربت غزة اضرابًا كاملاً مما شكل ضغطًا كبيرًا أدى إلى الحكم عليهم بالبراءة وخروجهم، أصيب بجلطة قلبية توفي على إثرها عام 1950.

والدتها هند فرح كاتبة ومناضلة فلسطينية نشأت يتيمة إلا أنها برعت في الشعر والخطابة ومارست العمل النضالي، زرعت في قلوب أبنائها حب القضية والتضحية من أجلها.

اكتشفت موهبتها في الكتابة في المدرسة، فكتبت حينها انشاءً جميلاً كانت تأخذه مدرسة اللغة العربية وتقرأه على الصفوف العليا، وبدأت محاولاتها الأولى في كتابة الشعر بتشجيع من والدتها ومن الأستاذ جمال عابدين أستاذ اللغة العربية، إذ قالت لها والدتها يوما: إذا كتبت فاكتبي شيئا مختلفا لا بد أن يكون في الكلام حرارة تميزه عن العادي البارد وإذا قلتي شعرًا فقوليه بكل جوارحك وإذا غنيت فغني حتى ينشق الهواء.

في سنتها الثانية في جامعة القاهرة ألقت شعرا أمام يوسف السباعي وأعجب بقصيدتها ونشرها في اليوم التالي على الصفحة الأخيرة من جريدة "الجمهورية" مرفقًا بصورتها، ودعاها علي هاشم رشيد مدير إذاعة "صوت فلسطين" إلى قراءتها في الإذاعة ثم فتح أمامها ميكرفون الإذاعة لقراءة كل ما تكتبه فيما بعد. كتبت الشعر والرواية في آن وحظيت أعمالها باهتمام دولي كبير مثل مجلة "فلسطين الثورة"، و"الآداب" لبنان، و"أقلام" العراق.

تنقلت بين العديد من البلدان لعدة ظروف ودخلت معترك الحياة السياسية مبكرا. انتمت لحركة فتح في عمان عام 1968. أصبحت عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح، والمجلس المركزي، والمجلس الوطني لمنظمة التحرير منذ 1973.

شغلت منصب الأمينة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية 1971 ـ 1986. عضو المكتب الدائم للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي منذ 1975- 1982. شاركت منذ عام 1975 في مؤتمر التنمية والمساواة والسلام في مختلف دوراته المنعقدة في برلين وباريس وهافانا ونيويورك وموسكو وبغداد.

عضو الامانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين. مثلت دولة فلسطين في لجنة المرأة في الامم المتحدة.  مثلت المرأة الفلسطينية في العديد من المؤتمرات والندوات العربية والدولية.

بعد مذبحة تل الزعتر ساهمت الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بتأمين مأوى لأبناء الشهداء واليوم أصبح المكان مدرسة ثانوية (بيت أطفال الصمود) بفرعين في مدينة صور وبيروت ويتلقى الدعم والمساعدات من مختلف المنظمات في العالم.

شاركت في مؤتمر القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية مع الكاتب المغربي محمد برادة، ومصطفى الكرد تكريما لجهودهم في خدمة القضية الفلسطينية عالميا.

أعمالها الشعرية:

إكليل الشوك، دار الطليعة، بيروت، 1969.

قصائد منقوشة على مسلة الأشرفية، منشورات فتح، عمان، 1971

قصائد حب لاسم مطارد، دار العودة، بيروت، 1974.

عن الدموع والفرح الآتي، المؤسسة العربية للنشر، وزارة الإعلام، بغداد، 1975.

أعمالها الروائية والسيرة:

الحصار (سيرة ذاتية)، المؤسسة العربية للنشر، بيروت، 1988.

بانتظار القمر، المؤسسة العربية للنشر، عمان، 2001.

قضايا المرأة:

دراسات حول المرأة، الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، بيروت، 1981.

كتاب المرأة العربية والفلسطينية، الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، بيروت، 1981.

الأوسمة والجوائز:

وسام البطلة الكوبية (انا بيتا نكور) من الرئيس الكوبي فيدل كاسترو

جائزة القدس للثقافة والإبداع تشرين الأول 2013

جائزة اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية

وسام نجمة القدس من رئيس دولة فلسطين محمود عباس بتاريخ 2009/05/21 تقديرا لجهودها المخلصة من أجل إبراز قضية شعبها

وسام من لجنة بيت أطفال الصمود تقديرا لدورها.