المتحف الفلسطيني في بير زيت يحفظ الرواية والزراعة والفنون الفلسطينية

يُعدّ المتحف الفلسطيني أول مشروع معماري جديدٍ في فلسطين يحصل على جائزة الآغا خان، وجديرٌ بالذّكر، أنّ هناك مشاريع ترميم فلسطينيّة حصدت هذه الجائزة سابقًا، منها: مشروع إعادة إحياء المركز التّاريخي لبيرزيت، رواق مركز المعمار الشّعبي 2013، وفي هذا السّياق، يكون المتحف الفلسطيني المشروع الثاني لمؤسسة التعاون الذي يحصد هذه الجائزة.

المتحف الفلسطيني في بير زيت يحفظ الرواية والزراعة والفنون الفلسطينية

كما يُعدّ المتحف الفلسطيني مؤسسة ثقافية مستقلّة مكرّسة لتعزيز الثّقافة الفلسطينيّة المنفتحة على المستويين المحلي والدولي. يقع المتحف في فلسطين على تلة بير زيت وهي منطقة جبلية، على ارتفاع 850 متراً فوق مستوى سطح البحر وتبعد 45 كم فقط من البحر، وافتتح في 18 أيار 2016 وبلغت تكلفة بناء المتحف 24 مليون دولار أمريكي.

ماهية المتحف وأهميته

 يقدم المتحف ويساهم في إنتاج روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها بمنظورٍ جديد، وهو أحد أهم المشاريع الثقافية المعاصرة في فلسطين، فهو مؤسسة عابرة للحدود السياسية والجغرافية تسعى لتشكيل حلقة وصل بين الفلسطينيين في فلسطين وخارجها. 

إن فكرة تأسيس المتحف بدأت سنة 1997 تخليدًا للذكرى الخمسين للنكبة، لتوثيق الكارثة التي شكلت نقطة تحول في تاريخ فلسطين الحديث بعد تهجير أكثر من 60٪ من السكان الفلسطينيين من فلسطين التاريخية.

وتطورت الفكرة مع الوقت ليصبح المتحف مؤسسة تسعى للنهوض بالثقافة الفلسطينية والاحتفاء بها.

يتربع المتحف الفلسطيني المكسوّ بالحجر الجيري على قمة تلة بيرزيت المتدرجة التي تطل على البحر المتوسط. ليس فقط ليرى عن بعد؛ بل ليكون صرحاً مبنياً على التلة وعلامة ثقافية مميزة للفلسطينيين. يمكنك من داخل المتحف أن ترى الشمس تنعكس على البحر الأبيض المتوسط وهذا يؤكد على اتّصال شعب فلسطين مع البحر.

أقسام المتحف

يتألف المتحف من معرض ومدرج مكشوف في الهواء الطلق وكافيتريا مع منطقة جلوس خارجية –مكتبة –قاعات دراسية –تخزين –محل لبيع الهدايا –مساحات إدارية - وصالة الأفلام ومخازن ومرافق عامة. وتبلغ مساحة الأرض الكلية 4 هكتارات من الحدائق المتدرجة مع طبيعة المبنى مقسمة إلى مساحات مزروعة.

المساحة الأولى حديقة النباتات العطرية –المساحة الثانية حديقة النباتات الطبية –المساحة الثالثة حديقة البطم –المساحة الرابعة حديقة الصمود –المساحة الخامسة نباتات تقليدية ومعاصرة –المساحة السادسة حديقة السنديان –المساحة السابعة حديقة الزيتون –المساحة الثامنة محاصيل الحبوب الحقلية –المساحة التاسعة محاصيل البقوليات –المساحة العاشرة وهي المرج 

 أما الحدائق فتلك قصة أخرى… 

إن فلسطين العريقة تتميز بوفرة نباتاتها الأصيلة والوافدة، ويُعتبر المشهد الفلسطينيّ المحلّيّ نتاجًا للمشهدين الطّبيعيّ بنباتاته الأصيلة، والثّقافيّ بجزئه المشتقّ من النّباتات التي تنمو في هذه البيئة والتّقاليد المتعلّقة بها، والّتي إمّا هي جزء أصيل من المنطقة أو أصبحت كذلك مع الوقت نتيجة تأثّر فلسطين بمختلف الحضارات، الأمر الذي نجده واضحًا داخل حدائق المتحف التي يدمج تصميمها ما بين هذه التباينات. 

 تخبرنا الحدائق الموجودة أسفل المبنى من الناحية الغربية والتي صممتها المهندسة الأردنية لارا زيقات (وهي خبيرة في الحفاظ على المياه) عن تاريخ الحياة النباتية والزراعية في فلسطين من خلال مراحله المختلفة إذ يوجد 69 نوع من الأشجار البرية والمثمرة والنباتات تحكي التاريخ الزراعي والنباتي في فلسطين.

يمكن للزائر الاستمتاع بالتجوال في الحديقة الخارجية، حيث تشاهد أنواع النباتات والأشجار التي تنبت في فلسطين، وبعض الأعمال الفنية الموجودة في حديقة النباتات التابعة للمتحف، منها لفنانين أجانب وعمل مميز للفنان الفلسطيني سليمان منصور "المنطار"، وهو مجسم من أحجار ارتفاعه 3.5م وقطره 6.6م وهو عبارة عن مبنى صغير من الحجارة كان ينتشر في الحقول الفلسطينية عند المنحدرات الجبلية والأودية، استعمل كبيت صيفي للعائلات الفلسطينية التي كانت تعمل في الحقل وخاصة في المواسم الزراعية.

  • الصور خاصة من تصوير موقع "القيامة".