الجاعونة - بلد العيون والطواحين والزيتون

الكاتب : الأب رائد أبو ساحلية، راعي كنيسة القديس يوسف للاتين في الرينة

الجاعونة بلد العز يا نور عيوني عيون المي والطاحونة والزيتونة من أجمل بلدان قضاء صفد على الجانب الشرقي لجبل كنعان المشرفة على سهل وبحيرة الحولة والمطلة على هضبة الجولان وجبل الشيخ

الجاعونة - بلد العيون والطواحين والزيتون

واليكم التفاصيل من كتاب الدكتور شكري عرّاف "رقاد وقيام القرى والمدن الفلسطينية":

الجاعونة:(200.263)

تقع في الطرف الجنوبي الغربي لمرج الحولة وعلى السفح الشرقي لجبل كنعان، وهي على بعد حوالي 5كم من صفد، تحيط بها أراضي فرعِم من الشمال، مغر الخيط وعموقة من الغرب، طوبا زنغرية من الشرق، يمر وادي شهيان وأبو مصوِّر إلى الجنوب من القرية.

شرب السكان من عين أبو خليل وهي إلى الغرب من القرية بحوالي 600م، ترتفع 450م عن سطح البحر. كان منسوبها 9م3/الساعة، استعملت الشرطة ومعسكر الجيش والجمارك قسمًا من مياهها.

كانت الجاعونة تابعة لولاية برّ صفد/الزنار التي كانت جزءًا من مملكة صفد المملوكية. وقد أتبعت لناحية جيرا في لواء صفد في أوائل العهد العثماني (1596م).

عاشت عائلة سِلس بعد عام 1840، إثر هروبها من دمشق. عملت في تصدير الحليب إلى صفد.

وقد بدأ البارون روتشلد بشراء قسم من أراضيها، وأطلقوا على المستوطنة الجديدة اسم "روش پينا" أي رأس الزاوية، وهو مستوحى من التوراة وقد سكنها اليهود أسبوعين قبل بداية استيطانهم في ملبّس، التي أطلقوا عليها پيتَح تِكڤا أي فاتحة الأمل تيمّنًا بالاستيطان اليهودي على أرض فلسطين. سكنها حوالي 200 نسمة حسب چـيرين في الربع الأخير للقرن التاسع عشر وحوالي 140 نسمة عام 1880.

فُتحت فيها مدرسة عام 1301 هـ/1883م، وكان فيها مسجد صغير له 30 دونمًا وقفًا عليه، أمّه الشيخ رجا عبد الحليم. طالب أهالي الجاعونة بتوسيع المسجد ليتمكّن من استيعاب عدد أكبر من المصلين.

في القرية مقام الشيخ محمد وكان على مساحة 100م2، كما كان فيها ثلاث مقابر إسلامية مساحاتها: 15، 7 ودونم واحد.

أفتُتحت فيها مدرسة عام 1319هـ/1901م.

كان لسيمون جوردا الفرنسي اليهودي مساحة 123 دونمًا هناك حتى عام 1914.

وفي عام 1882 اشترى اليهود 4000 دونم من أراضي الجاعونة وأقاموا عليها مستوطنة سكنتها 27 عائلة في 16 بيتًا بلغ عدد أفرادها 140 نسمة، دون أن يُطرد سكانها الدروز في ذلك الوقت".

قال يتسحاق إفشتين أمام المؤتمر الصهيوني السابع: "وعندما نشتري قطعة أرض كهذه، نبعد عنها مزارعيها السابقين تمامًا... فنحرم بهذا أشخاصًا بائسين من ممتلكاتهم الضئيلة، ونسلب لقمة عيشهم... ولا يزال حتى اليوم يرن في أذني نحيب النساء العربيات عندما تركت عائلتهن قرية الجاعونة، وهي "روش پـينا" وانتقلت للسكن في حوران... فقد ركب الرجال على الحمير ومشت النساء وراءهم باكيات، يملأ السهل نحيبهن".

من حمائلها:

- التميمي- وهم من منطقة الخليل وحوران، سكنوا الجاعونة في العهد العثماني، وكانوا يشكلون ثُلث سكان القرية، وكانوا حوالي 500 نسمة. تزعمهم حسين سلمان التميمي، الذي أشغَل منصب المخترة في القرية بعد مقتل والده بعد عام 1937، وكان من أتباع حصبي الخضرا في صفد.

- العمايري/عامر- هناك من يقول إنهم ينحدرون من إحدى القبائل البدوية في بادية الشام، أما الرأي الاَخر فيقول إنهم من قرية لوبيا، كان عدد حوالي 500 نسمة في عام 1943، ولهم ثُلث الأراضي. وقد تزعمهم شحادة السعيد.

- الجلبوط- وأصلهم من صفد، برز منهم علي محمود الجلبوط، وكان لهذه الحمولة أثر في هذه القرية وكان عدد حوالي 500 نسمة.

- دخل الله- ترأسها عمر الشيخ موسى شحادة، كان مختارًا في القرية لكن الحكومة عزلته.

- كوسا- ترأسهم عمر عيسى الكوسا، لم يكن تأثيرهم واضحًا في القرية.

- سلامة- وهم من منطقة نابلس جاؤوا من قرية سالم. كانوا متدينين لا أرض لهم. خرج منها عبد الله الأصبح في ثورة 1936.

حدثت في جوارها معركة يوم 9 أيلول 1936، أحرق الثوار العرب سيارة شرطة بريطانية كان فيها أربعة أفراد وغنموا سلاحهم المؤلف من رشاش وبنادق ومسدسات وحوالي 10 اَلاف رصاصة. انسحب الثوار ليلًا بعد أن هاجمتهم الطيارات البريطانية.

ينسب إلى الجاعونة الشهيد عبد الله الأصبح الذي التحق بحركة الشيخ عز الدين القسام. كان أحد ابرز قادة الثورة الفلسطينية في منطقة الجليل في عام 1936. اشتبك الأصبح مع القوات البريطانية يوم 27 نيسان 1938 في معركة قرب خربة رخاصون بين سحماتا وسبلان. سقط شهيدًا هناك ودفن في قرية سعسع.

شارك الأصبح العديد من أبناء القرية منهم: يوسف الحاج حسن، محمود الخليل، عبد الله حوراني/في طريق طبريا- الجاعونة، صلاح الحسين، محمود زيتوني، محمود الموسى، محمود أبو سنينة ومحمد الحسين. وقد استُشهد أربعة من أبناء القرية في المعارك المختلفة مع البريطانيين.

أما الثوار فقد قتلوا المختار الحاج سليمان الحسن التميمي في صفد وقد بقي في المستشفى لأيام ثم توفي هناك.

خطف الثوار الشاويش سعيد من بيته، وهو نصراوي، ولم يعرف مصيره، كما خُطف الشرطي سعيد محفوظ من الناصرة، وبعد أن استقال اعترف بالتهمة.

وقد أوقفت الحكومة كلًا من:

- الحاج عوض أبو حوراني التميمي لمدة 12 شهرًا.

- موسى شحادة، أحمد كايد وأحمد شحمة لمدة 12 شهرًا.

- أحمد ياسين العميرة الذي اتُهم بمقتل شموئيل، لم يثبت عليه شيء وأطلقوا سراحه.

- حسن عويد وحسن مرعي درج أوقفا لمدة تسعة أشهر.

- أوقف محمد السعيد.

صادرت الحكومة 30 بندقية و16 مسدسًا بواسطة مختار القرية.

نسفت الحكومة بيوت كلس من: عبد الله الأسعد (450 جنيه)، حسن التميمي (300 جنيه)، محمد حسن (300 جنيه).

وكانت الأضرار التي تسبب بها الجيش عند تفتيشه القرية تقدر بحوالي 300 جنيه.

إحتلتها القوات الإسرائيلية يوم 9 أيار، وقد بقي قسم من سكانها في القرية حتى حزيران من نفس العام، لكن القوات الإسرائيلية أبعدتهم إلى قرية عكبرة.

كانت مساحتها حوالي 16000 دونم، نصفها أراضي جبلية، وقد ابتاع اليهود معظم أراضيها وبدأوا يستوطنونها منذ عام 1878، وكانوا من العائلات الصفدية. يُذكر أنها سبقت بتاح تِكفا بأسبوعين من حيث انشائها(1).

ملكت 839 دونمًا ومساحة مسطحها 43 دونمًا

السنة 1596 1887 1922 1931 1943 1945(2)