الأنا... وأنا...!

الكاتب : جورج جريس فرح - شفاعمرو

الأنا... وأنا...!

هل أنا ذاكَ الذي يمضي إلى

صَدِّ الرِّياح الهائجاتِ العاصفاتِ بعُمقِ ذاتي؟

هل أنا مَن يُطفئُ النَّارَ التي

تُذكي لهيبَ الذكرياتِ الغالياتِ

أو يمنعُ الجريانَ كالوديانِ في

تلك العُروقِ الدافقاتِ الجارفاتِ؟

هل أنا مَن يُغمِضُ العينَ التي

ترنو إلى سِحرِ الجَمالِ

تجوبُ أروِقَةَ الخيالِ

فتسبِرُ الأغوارَ في عُمقِ النفوسِ

وفي العيونِ الساهِماتِ الحالماتِ...

ذاكَ الأنا غَيري أنا

ولئن يكُنْ بيْ ساكِنا متربصًا متحصّنا

لكنّ لي...

لكنّ بي...

لكنّ عندي للجمالِ محبةً

أقوى وأعظمَ بل أشدَّ وأمتنا

مِن أنْ يصولَ بداخلي أو أنْ يبيتَ مُهيمِنا

ظنٌّ بسوءٍ وافتراءٌ، مُبهمًا أو مُعلَنا...

فأردُّهُ وأُصُدُّهُ وأَحُدُّهُ

بالحُبِّ والإيمانِ بالرّوحِ التي

لا تعرفُ الإرهَاقَ والإزهاقَ

بل تَصِلُ المدى

تَصِلُ البَعيدَ الأبعَدا وتطالُ حتّى الفَرقَدا

كي تقبسَ النورَ السَّنيَّ

وتهزمَ العَتْمَ البغيضَ الأسْوَدا

روحٌ بِها أغدو أنا

بعضًا من النّورِ الذي

يبقى دليلي في زماني

ولِساني وبياني

بل رفيقي وحِصلني

في الليَالي الدّامِساتِ..