اعتداء اليوم على دير مار الياس في الكرمل يستدعي وقفة عملية رادعة خارج الكلام المعهود
الكاتب : رئيس تحرير موقع "القيامة"
تعرض دير مار الياس الواقع على قمة جبل الكرمل في حيفا، صباح اليوم الأحد 23 تموز، إلى اعتداء جديد وشرس من قبل حفنة من اليهود "المتدينين" العنصريين، المتطرفين، وهذا الاعتداء يضاف إلى سلسلة من الاعتداءات على الدير من قبل نفس المجموعة المقيتة.

يذكر أنه قبل أسبوعين قدمت مجموعة في حافلة صغيرة، في ساعات الفجر الأولى في محاولة لاقتحام الدير، وبعدها علمنا وخلال زيارة تفقدية للدير أن عنصرين من تلك المجموعة حاولا اقتحام الدير وتم طردهما، وهذا الصباح تكررت المحاولة بعدد أكبر من أي مرة، لكن تواجد الشباب المسيحي الذين قاموا بالتصدي لهذه المجموعة المأفونة، أفشلت مخططهم الدنيء باقتحام الدير وإقامة الصلوات فيه.
في هذه العجالة، لا بد من تقديم الشكر والتحية والتقدير للشباب الواعي واليقظ من حماة الدير، الذين تنادوا من كل البلدات وخاصة حيفا من أجل التصدي للمعتدين، الذين يتمادون في اعتداءاتهم المتكررة، رغم استنكار الهيئات البلدية والشعبية (لم نسمع صوتا رسميا من قبل الوزارات الحكومية أو رئيس الحكومة ومكتبه). إن استمرار الاعتداءات ومحاولات اقتحام الدير، من قبل عناصر متدينة، يمينية، متطرفة وعنصرية يلقى الدعم الواضح من قبل وزراء على شاكلتهم في الحكومة، وصمت رئيس الحكومة المطبق أمام هذه الاعتداءات لحسابته الخاصة في الأزمة السياسية التي يمر فيها حاليا.
يعتقد المعتدون المتطرفون بأن انشغال الرأي العام بالانقلاب القضائي الحاصل في البلاد، سيلهي الناس والرأي العام عن التصدي لهم في هذه الظروف. ربما يكونون محقين تجاه السلطات الرسمية والقوى اليمينية واليسارية المتصارعة فيما بينها، لكنها لن تشغل أبناء الكنيسة عن واجبهم تجاه كنائسهم وأديرتهم ومقدساتهم، وهم فعلا يقومون – وخاصة فئة الشباب- بعمل بطولي ومقدس، في التصدي لتلك المجموعة البائسة التي تحاول جاهدة تلويث الدير في هذه الظروف الصعبة.
إن من يطالبنا أن نشارك في المعركة العامة لايقاف الانقلاب القضائي والديمقراطي في دولة إسرائيل، عليه أن يسعى لدعوة المناهضين للحكومة وسلوكياتها ان ينقلوا –على الأقل في منطقة حيفا- مظاهراتهم إلى أمام دير مار الياس في الكرمل، لاطلاع الرأي العام كله على الخطر المحدق بالدير وخطر تعكير الأجواء وافتعال معارك دينية مؤلمة، ولاحراج السلطة التي لا تقوم بردع المعتدين على الحريات الدينية وأماكن العبادة، والتي تتبجح الحكومة بصيانتها والحفاظ عليها، وهذا ما تفاخر به رئيس الدولة في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، فجاءت هذه الاعتداءات لتكذب ادعاءاتهم ولتظهر مدى تقصير السلطات المدنية الحاكمة.
إن اعتداء اليوم، لا يمكن أن يمر مرور الكرام، ولا يمكن للرهبان ورؤساء الدير أن يقللوا من حجمه وأبعاده بعد. والوضع بات يتطلب عقد اجتماع موسع (أو مؤتمر مصغر) لجميع الحركات المسيحية الفاعلة وخاصة فئات الشباب، وبشكل فوري لوضع مخطط آني في كيفية ليس الدفاع عن الدير فحسبـ بل في كيفية منع تلك الفئة المتطرفة من الوصول الى المكان بشكل قاطع، وغير ذلك سنبقى نراوح في دائرة الكلام التي لم تعد تجد نفعا.