إدانات دولية وعربية لتفجير كنيسة مار إلياس في دمشق ودعوات لحماية دور العبادة ومكافحة الإرهاب

القيامة - توالت الإدانات العربية والدولية للتفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة شرق العاصمة السورية دمشق، مساء أمس الأحد، وأسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى.

إدانات دولية وعربية لتفجير كنيسة مار إلياس في دمشق ودعوات لحماية دور العبادة ومكافحة الإرهاب

أدان المبعوث الخاصّ للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون الهجوم داعياً إلى حماية المدنيين والأماكن المقدّسة واحترام القانون الإنساني الدولي.

أما وزارة الخارجية الأردنية، فقد دانت الهجوم بشدة، وعبّر الناطق الرسمي باسم الوزارة، السفير سفيان القضاة، عن "تضامن المملكة الكامل مع سوريا"، مجدّداً رفض الأردن لجميع أشكال الإرهاب والعنف، ومؤكّداً دعم جهود الحكومة السورية في حفظ وحدة البلاد وسلامة أراضيها.

وفي السياق ذاته، أعربت الخارجية العراقية عن إدانتها واستنكارها للتفجير، مجدّدة رفض العراق القاطع لكلّ أشكال العنف التي تستهدف المدنيين ودور العبادة، ومحذّرة من خطورة هذه الأعمال التي تهدّد بتأجيج الفتن بين مكوّنات الشعوب.

وأدان حزب الله بشدّة التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس مؤكّدا أنّ "هذا التفجير الآثم يعكس مجدداً وحشية الفكر التكفيري الإجرامي، الذي لا يمتّ بأي صلة إلى الأديان السماوية"، معتبراً أن هذا الفكر "صناعة شيطانية صهيونية أميركية تُحرّكها أيادٍ خبيثة كلما اقتضت الحاجة لزرع الفتن وتفتيت الدول".

وشدّد على أن هذه الجرائم "لن تنجح في كسر وحدة الشعب السوري"، مؤكّداً تضامن حزب الله الكامل مع الشعب السوري بكلّ مكوّناته، ومعرباً عن ثقته بأنّ "الشعب السوري سيلفظ تلك الجماعات التكفيرية التي لا تنتمي إلى نسيجه الوطني ولا إلى هويته الأصيلة".

المكتب الإعلامي في الصرح البطريركي في بكركي

‎صدر عن المكتب الإعلامي في الصرح البطريركي في بكركي بيانا جاء فيه: ‎"أدان البطريرك بشارة الراعي كل انواع العنف والتعدّي على دور العبادة والصلاة وعلى المواطنين الآمنين، دعا الى رفع الصلوات والعمل داخليًا وخارجيًا على تغليب لغة المحبة والحوار واحترام الآخر لإحلال السلام العادل والشامل ليس في سوريا وحسب وانما في جميع دول المنطقة التي تشهد اوقاتا صعبة للغاية تهدد بمحو حضاراتها وثقافاتها وارثها التاريخي العريق الذي تميز بالتعددية وبالتنوّع، ولا سيما ميزة التعايش الاخوي بين مختلف الأديان والطوائف."

‎وإذ يعتبر غبطة البطريرك الراعي ان استهداف المسيحيين في الشرق هو انقلاب على حقيقة هذا الشرق التاريخية، يعرب عن تضامنه مع كنيسة الروم الأرثوذكس الشقيقة، ويتقدّم بتعازيه الحارة والقلبية الى صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر، والى أهالي الشهداء، متمنيًا للجرحى الشفاء العاجل والتام.

‎​​​​​​​بيان صادر عن البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن

"بوجدانٍ مثقلٍ بالحزن وقلوبٍ متضرعةٍ بالصلاة، تلقّينا بمرارة النبأ المؤلم عن الاعتداء الآثم الذي طال كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، حيث استُهدِف الأبرياء وهم في حضرة الرب، ساجدين في بيت الله المقدس.  إن هذا الفعل الوحشي لا يُعدّ فقط اعتداءً على المؤمنين في سوريا، بل هو جرح نازف في كرامة الإنسانية جمعاء". هذا ما جاء في مقدمة البيان الصادر عن

"لقد قال الرب في إنجيله المقدّس: "طوبى للحزانى لأنهم يُعزّون" (متى ٥: ٤). ونحن اليوم نحزن مع العائلات التي فقدت أحبّاءها في هذة الجريمة المروّعة، ونضع ثقتنا برحمة الله التي تفوق كل شرّ، ونؤمن أن نور الإيمان في قلوب المؤمنين لا يُطفَأ أمام ظلام الكراهية. وكما قال القديس بولس: "مُكتئَبين في كل شيء، لكن غير مُنْسَحقين؛ حائرين، لكن غير يائسين" (٢ كورنثوس ٤: ٨)".

نقف بثبات إلى جانب أخينا الحبيب في المسيح، صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي، سائلين الرب أن يمنحه القوّة والبصيرة لقيادة رعيته وسط هذا الظرف العسير.

وتؤكد بطريركية القدس دعمها الروحي الثابت لبطريركية أنطاكية، وتشاركها الصلاة من أجل العدالة والسلام.

وفي هذا الزمن الأليم، ندعو أصحاب الإرادات الصالحة والقلوب البيضاء إلى نبذ العنف والتمسّك بنداء الإنجيل إلى الرحمة والمغفرة وصون كرامة الإنسان. "لا يغلبنك الشر، بل اغلب الشر بالخير" (رومية ١٢: ٢١).