ما من أَحدٍ يُوقِدُ سِراجًا ويَحجُبُه بِوِعاءٍ أَو يَضَعُه تَحتَ سَرير - لوقا ٨: ١٦-١٨
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
١٦«ما من أَحدٍ يُوقِدُ سِراجًا ويَحجُبُه بِوِعاءٍ أَو يَضَعُه تَحتَ سَرير، بل يَضَعُه على مَنارَة لِيَستَضيءَ به الدَّاخِلون. ١٧فما مِن خَفِيٍّ إِلَّا سَيُظهَر، ولا مِن مَكتومٍ إِلَّا سَيُعلَمُ ويُعلَن. ١٨فتَنَبَّهوا كَيفَ تَسمَعون! لِأَنَّ مَن كانَ لَه شَيءٌ، يُعطى، ومَن لَيسَ لَه شَيءٌ، يُنتَزَعُ مِنهُ حتَّى الَّذي يَظُنُّه لَه».

الحرب. السنة الثانية – يوم ٣١٠– (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على المدن والقرى والمخيمات). والمستوطنون ما زالوا يقتلون ويفسدون، من غير عقاب ...
"فيَرى المُستَقيمونَ ويَفرَحون، كُلُّ ظُلْمٍ يَسُدُّ فَمَه" (مزمور ١٠٧: ٤٢). ارحمنا، يا رب. "فيَرى المُستَقيمونَ ويَفرَحون". المستقيمون يرونك، يا رب. إنّا نؤمن ونرجو. متى تعطينا أن نرى سلامك، يا رب، ورأفتك، في غزة؟ متى تنجينا من الموت الذي يحمله إلينا أهل الحرب؟ ربنا، إليك نصرخ، أمامك نبكي، ونتضرع. استجب لنا. متى ينتهي الظلم في غزة؟ متى " كُلُّ ظُلْمٍ يَسُدُّ فَمَه" في غزة، وفي كل أرضك المقدسة؟ نحن، يا رب، في أرضك، نحن ضيوف عندك، لسنا ضيوفا على أحد من الناس الظالمين. نحن في أرضك وفي بيتك، يا رب. وأنت ملجأنا ومخلصنا. أنت أبونا. ارحمنا، يا رب.
إنجيل اليوم
«ما من أَحدٍ يُوقِدُ سِراجًا ويَحجُبُه بِوِعاءٍ أَو يَضَعُه تَحتَ سَرير، بل يَضَعُه على مَنارَة لِيَستَضيءَ به الدَّاخِلون" (١٦).
يسوع يعلِّم. يعلِّمنا اليوم. لنُصغِ، لنفهَمْ، ولنطبِّقْ كلامه على أنفسنا. يتكلم يسوع عن سراج مضاء، وعن النور. كل الداخلين يجب أن يروا النور. ويقول لنا يسوع أيضًا: أنتم نور العالم، كما أني أنا نور العالم. أنتم تلاميذي، فكونوا مثلي نورًا للعالم. نحن مسيحيون، مؤمنون بيسوع المسيح، يجب أن يظهر فينا يسوع المسيح، يجب أن يظهر نوره أمام جميع الناس، فيرون هم أيضًا.
نحن مسيحيون، أعطانا الله عطية فيجب أن نعطيها، أن نتقاسمها. يجب أن نكون نورًا حيثما كنَّا، حتى يرى إخوتنا ويستنيروا.
هل أنا فعلا نور؟ ماذا يرى الغير فيَّ؟ ماذا يرى إخوتي وأخواتي، هل يرون نور يسوع المسيح فيَّ؟ في كل عمل وقول؟ هل أنا دائمًا نور، في كل موقف، في كل صلاة، في كل احتفال ديني، في كل نشاط، هل يظهر نور الله أم أنا طالبٌ مجد الناس؟ وإعجاب الناس؟
«ما من أَحدٍ يُوقِدُ سِراجًا ويَحجُبُه بِوِعاءٍ أَو يَضَعُه تَحتَ سَرير". لا أحد يقبل الإيمان بيسوع المسيح، ويخفيه، أو ينساه أو يتركه في زاوية. إن قبلْتُ نور الإيمان فلكي أكون أنا نورًا ولكي أنير به إخوتي، حتى يراه العالم ويؤمن. – مع إخوتي أتقاسم كل ما يعطيني إياه الله.
أنا مؤمن لنفسي ولجميع الناس. كان القديس أغسطينس يقول: أنا مسيحي معكم ولكم.
ولماذا أنا مسيحي؟ ما هي الغاية؟ ليست الغاية أن أنتسب إلى رعية أو إلى جماعة من الناس. الغاية هي أن أحيا حياة، هي حياة الله. وإذا حييت أنا، كانت حياة إخوتي وأخواتي أيضًا في نور حياة الله.
أنا تلميذ ليسوع لأحيا حياة يسوع، ولكي يرى العالم، ويؤمن. أنا مسيحي لتكون حياتي، مع إخوتي وأخواتي، حياة يسوع المسيح نفسه التي يعطيني إياها هو.
ويختم يسوع تعليمه بهذا القول: " مَن كانَ لَه شَيءٌ، يُعطى، ومَن لَيسَ لَه شَيءٌ، يُنتَزَعُ مِنهُ حتَّى الَّذي يَظُنُّه لَه» (١٨). الذي قبل عطية الإيمان وحوَّله إلى حياة، له ولإخوته، يعطيه الله ويزيده. أعطاه، ومعه الكثير، وسيعطيه الله المزيد. أما الذي يضع إيمانه في زاوية، ولا أحد يراه، فيضيع ما بين يديه ويموت.
أقبل عطية الله، وأجعلها نورًا لي ولإخوتي، فيضاعف الله لي العطاء، فينمو إيماني ويزداد. وتصير حياتي حياة الله الوافرة.
ربي يسوع المسيح، أعطيتني أن أومن، وأن أكون تلميذًا لك. أعطني أن أقبل كل ما تعطيني، وأن أكون نورًا وحياة جديدة لنفسي ولإخوتي وأخواتي. آمين.
الاثنين ٢٢/٩/٢٠٢٥ الأحد ٢٥ من السنة/ج