عيد ارتفاع الصليب - يوحنا ٣: ١٣-١٧

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

فما مِن أَحَدٍ يَصعَدُ إِلى السَّماء إِلَّا الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء، وهو ابنُ الإِنسان. ١٤وكما رَفَعَ مُوسى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة فكذٰلِكَ يَجِبُ أَن يُرفَعَ ابنُ الإِنسان ١٥لِتَكونَ بِهِ الحَياةُ الأَبديَّةُ لِكُلِّ مَن يُؤمِن. ١٦فإِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِٱبنِه الوَحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه، بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة. ١٧فإِنَّ اللهَ لَم يُرسِلِ ابنَه إِلى العالَم لِيَدينَ العالَم، بل لِيُخَلَّصَ بِه العالَم.

عيد ارتفاع الصليب - يوحنا ٣: ١٣-١٧

الحرب. السنة الثانية – يوم ٣٠٢ – (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على المدن والقرى والمخيمات). والمستوطنون ما زالوا يقتلون ويفسدون، من غير عقاب ...

"في يَومِ ضيقي لا تَحْجُبْ عنِّي وَجهَك، أَمِلْ إِلَيَّ أُذُنَك. أَسرِعْ إِلى إِجابَتي يَومَ أَدْعوك" (١٠٢: ٣). ارحمنا، يا رب. اليوم عيد صليبك المقدس، عيد ارتفاعه في المجد. وجدته القديسة هلانة، ثم أعاده الإمبراطور إلى القدس. واليوم، يا رب، أي سلطة إنسان، أي كبير في هذه الأرض، نجد عنده التواضع الذي يمنحه القدرة لأن يعيد الصليب إلى القدس، وإلى غزة؟ اليوم من يقدر أن يخلصنا؟ لأننا ما زلنا حتى اليوم حتى سلطان الموت. أنت وحدك المخلص، أيها الرب يسوع المسيح. لا تدع آلامك من أجلنا تذهب سدى، لا تدع حبك لنا يذهب سدى، حبك لنا ولغزة وللبشرية كلها، ولكل هذه الأرض المقدسة. أظهر لنا يا رب مجدك، وقدرتك، وحبك، أظهر قدرتك في غزة، أرجع "كبار" هذه الأرض، أهل الموت والحرب، أرجعهم إلى الحياة. نجنا من شرهم، وارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم

"فما مِن أَحَدٍ يَصعَدُ إِلى السَّماء إِلَّا الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء، وهو ابنُ الإِنسان. وكما رَفَعَ مُوسى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة فكذٰلِكَ يَجِبُ أَن يُرفَعَ ابنُ الإِنسان لِتَكونَ بِهِ الحَياةُ الأَبديَّةُ لِكُلِّ مَن يُؤمِن. فإِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِٱبنِه الوَحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه، بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة. فإِنَّ اللهَ لَم يُرسِلِ ابنَه إِلى العالَم لِيَدينَ العالَم، بل لِيُخَلَّصَ بِه العالَم" (١٣-١٧).

"فما مِن أَحَدٍ يَصعَدُ إِلى السَّماء إِلَّا الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء، وهو ابنُ الإِنسان". لا أحد يقدر أن يخلِّصَ الأرض، غير الذي أحبَّ الإنسان، ابنُ الإنسان، وابنُ الله الحي، كلمةُ الله الأزلي، جاء من عند الآب، ليعرِّفنا حب الآب لنا. والأب وحده، خالقنا وأبونا يقدر أن يملأنا ويملأ أرضنا بالأبدية.

يسوع مخلِّص البشرية. بقدرة صليبه، يمنحنا الحياة. كما كانت الحية النحاسية في البرية في زمن موسى رمز حياة ومصدر حياة، كذلك الصليب هو رمزٌ ومانح حياة. يسوع على الصليب هو خلاصنا اليوم. لكن، يجب أن نراه، يجب أن نرى "ابن الإنسان"، وابن الله الحي، لنمتلئ بالحياة الأبدية، فنزيل الموت عن الأرض.

"فإِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه، بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة". أحب الله العالم، أحبني. يجب أن أدخل في هذا الحب، وأن أسمح لحب الله خالقي وأبي، القدير، أن يفيض في القلوب، ويهزم شر الكبار وشر حروبهم ...

أنا وكل مسيحي مدعو إلى أن أدرك وأعي حب الله لي وللبشرية، فأسأله بحريتي أن يملأني ويجعلني أنا أيضًا أداة حياة، ورجوع إليه، أنا ومع كل إخوتي.

الصليب أداة موت. يسوع ابن الله الحي بدّله وجعله أداة حياة، أداة حب الله للإنسان، خليقته، حتى يستعيد الإنسان حريته وحياته، ويجعل من الأرض، كل الأرض، ولا سيما القدس والأرض المقدسة، أرض حياة، فلا تبقى أرض حرب وأرض موت. حتى يجعل الله من غزة أرض حياة، حتى يفتح عيون "الكبار" العميان، فيروا أنفسهم أمام الله خالقهم وربهم، ويعرفوا حبه، ويتعلموا هم أيضًا أن يحبوا، وألا يظلوا عملاء الموت.

الصليب طريق إلى القيامة. الله أبي أحب العالم وأحبنا حتى نسير نحن أيضًا في طرق المحبة، وطرق الحياة.

حياة المسيحي درب صليب، درب إلى الحياةـ والقيامة، إلى الله أبينا الذي أحبنا.

ربي يسوع المسيح، احفظني على درب الصليب والحياة. أعطني أن أبقى معك قريبًا من الصليب، وأن أجعل كل حياتي صليبًا لي ولكل إخوتي وأخواتي، ونصلي معًا إليك أنت القيامة والحياة. آمين.

الأحد ١٤/٩/٢٠٢٥                          الأحد ٢٤ من السنة/ج