‘الوجود المسيحي في الأرض المقدسة: بين الموجود والمنشود‘ حلقة حوارية في حيفا برعاية أساقفة الكنائس ومشاركة عدد من العلمانيين والاكليروس

القيامة - عقدت يوم السبت18 شباط 2023، في دير الآباء الكرمليين (ستيلا ماريس) في حيفا، حلقة تفكير ونقاش حول "الوجود المسيحي في بلادنا، حاضرا ومستقبلا"، شارك فيها نخبة من أساقفة وكهنة وراهبات الى جانب العشرات من العلمانيين من مختلف أنحاء البلاد، بمبادرة من السيد وديع أبو نصار، مستشار مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في البلاد وعدد من العلمانيين المسيحيين.

‘الوجود المسيحي في الأرض المقدسة: بين الموجود والمنشود‘ حلقة حوارية في حيفا برعاية أساقفة الكنائس ومشاركة عدد من العلمانيين والاكليروس

افتتح حلقة الحوار وأدارها بمهنية الكاتب زياد شليوط، رئيس تحرير موقع "القيامة"، ودعا في البداية قدس الأب عفيف مخول، النائب الأسقفي العام لمطرانية الموارنة في الأراضي المقدسة، حيث قدم صلاة افتتاحية قصيرة، وألقى بعده سيادة المطران يوسف متى، متروبوليت عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل للروم الكاثوليك كلمة ترحيبية افتتاحية قدم خلالها بعض الأفكار. وتلاه السيد وديع أبو نصار الذي تحدث عن فكرة لقاء المجموعة قائلا: " يأتي لقاء اليوم متابعة للقاء الذي عقدناه هنا في تموز الماضي للبحث في شؤون عائلاتنا". وأضاف " بدلا من تقديم محاضرات اليوم، فإن المطروح هو التفكير معا ومناقشة الامور التالية: ما هي أهم التحديات التي تواجه المسيحيين اليوم في بلادنا وخاصة في اسرائيل؟  كيف نقوي علاقتنا بمسيحنا وببعضنا البعض؟ كيف نعزز الوجود المسيحي في بلادنا؟"

وشارك في الحلقة الحوارية غبطة البطريرك ميشيل صباح الذي قال: "المسيحي ليس فردا بل جماعة، المسيح أرسل تلاميذه اثنين اثنين، لو أننا نسلك كجماعة لما شعرنا بعددنا القليل". المسيحي يدخل في جميع مجالات الحياة. مشكلة دولة إسرائيل أنها تبحث عن أمنها الذي لم يتحقق بعد، وهذا ناتج عن صراع قديم بين الدولة ونحن/ الشعب الفلسطيني. واجبنا كمواطنين أن نساعد الدولة للخروج من هذا الصراع. الكنيسة هي ل واحد منا، وصوت الكنيسة يسمع من خلال كل فرد فيها".

وأعقبه المؤرخ الدكتور شكري عراف متحدثا عن كتبه حول الكنائس والأديرة والنساء وراء المسيح، داعيا أهلنا والأجيال الجديدة لمعرفة بلادها وتاريخها. بعد ذلك تعاقب المتحدثون والمتناقشون، من مربين سابقين وحاليين وعاملين في حقول مختلفة وممثلي هيئات شعبية ونواد للشبيبة ومن مختلف الأجيال من رجال ونساء، اكليروس وعلمانيين، طارحين مواضيع في غاية الأهمية ومقدمين اقتراحاتهم وتصوراتهم.

وفي ختام النقاش قدم النائب البطريركي اللاتيني العام في الناصرة، المطران رفيق نهرة اجمالا للنقاش توقف فيه عند أهم النقاط المطروحة منها: الهوية المسيحية، العائلة والتعليم المسيحي، اعداد وتهيئة المقبلين على الزواج والعمل مع العائلات الشابة. وأكد سيادته على أن العمل يجب أن يكون مشتركا بين الاكليروس والعلمانيين لأن الكنيسة تجمعنا، وبأن الحل الوحيد لدينا يكمن في علاقتنا بيسوع المسيح.

كما شارك في التلخيص المونسنيور ناتالي ألبينو، رئيس البعثة البابوية في إسرائيل الذي حضر الحلقة فقال: حديثكم عن الآخر بهذا الأسلوب هو قوة للكنيسة ودعم للآخر. علينا ألا ننتظر الحل من الخارج بل يجب الاعتماد على الذات. اهتمامكم بالروحانيات ومحبة الله يعطي تأثيرا إيجابيا. الاصغاء فضيلة هامة في عملنا، كما ناقش مسألة الأقلية ومفهومها وأهمية الايمان ليس في الأراضي المقدسة فحسب.

وفي نهاية أعمال هذا اليوم قدم الأب باسيل والشماس بهاء عطالله من الكنيسة الأرثوذكسية صلاة ختامية وطلبات. وانتهى اليوم على أن تقوم اللجنة المبادرة بعقد جلسة تلخيصية ووضع تصورات عملية بروح ما جاء في الحلقة الحوارية.