الموسيقار العالمي نوري إسكندر ينتقل للأمجاد السماوية عن عمر ناهز 85

القيامة – انتقل للأمجاد السماوية، الموسيقار العالمي نوري إسكندر عن عمر ناهز 85 عاماً، بعد مسيرة فنية غنية تجاوزت 60 عاماً، عمل خلالها على نقل التراث السوري الموسيقي الشفوي إلى لغة سمعية وحفظها من الاندثار، كما سعى إلى خلق حوار موسيقي فكري استمده من التراث السوري والعربي، وألف العديد من الأعمال المهمة كالأعمال التي أكد فيها على العلاقة بين الموسيقا الشرقية والغربية.

الموسيقار العالمي نوري إسكندر ينتقل للأمجاد السماوية عن عمر ناهز 85

ولد نوري إسكندر عام 1938 ودرس الموسيقا في صغره على يد الموسيقي الروسي ميشيل بوزيرنكو، وبعد نيله الشهادة الثانوية سافر إلى مصر ليحصل على ليسانس في التربية الموسيقية من القاهرة عام 1964 وعاد إلى حلب ليدرس الموسيقا.

عُرف عن إسكندر اشتغاله على الموسيقا الشرقية وبحثه عن جذورها وجمعها ونقلها من تراث شفوي إلى مدونات، ولا سيما ما يتعلق بالموسيقا السريانية، وقدم العديد من الدراسات والأعمال الموسيقية والأبحاث في الألحان السريانية التي قام بتدوينها بالنوطة لأول مرة ضمن كتابين وفق نظام الكتابة الموسيقية الحديثة (التنويط).

ويعد أحد أعمدة الأغنية السريانية المعاصرة، فقد بذل خلال 40 عاماً الجهد والوقت لفهم ودراسة هذه الموسيقا السورية العريقة والروحانية، وعمل على أرشفة الأغنية السريانية الكنسية للحفاظ عليها من الضياع، وساهم في إبداع وخلق أغنية سريانية شعبية مُعاصرة أصيلة ضمن قوالبها السريانية الأم.

ومن أهم إنجازاته في مجال الموسيقا أيضاً تشكيل وتدريب العديد من الكورالات منها تأسيس أول كورال لكنيسة مار جرجس للسريان الأرثوذكس في حي السريان بحلب عام 1965، وتشكيل كورال ثان لكنيسة مار أفرام السرياني للسريان الأرثوذكس في حي السليمانية بحلب، وتأسيس كورال في السويد باسم (الكورال السرياني).

وله عدة مؤلفات ومن أهم أعماله الثلاثي الوتري، كنشرتو العود وكنشرتو التشيلو، كما قدم حفلات موسيقية في السويد ونفذ مشروعاً مع الجالية هناك لتسجيل الموسيقا السريانية وحفظها. وأعد حوار المحبة عام 1995 وفي عام 2000 كتب الموسيقا التصويرية للسلسلة الوثائقية "أعمدة النور" وفيلم "مار مارون".

وتعمل الفرقة السيمفونية الوطنية السورية باستمرار، على تقديم أعمال الموسيقار الراحل نوري إسكندر في برامج أمسياتها المتنوعة، كما تعد مؤلفاته مادة أكاديمية غنية تدرس لطلاب المعهد العالي للموسيقا بدمشق.

هذا وقد نعت وزارة الثقافة والمعهد العالي للموسيقا والوسط الثقافي السوري، الموسيقار الراحل نوري إسكندر.