البابا فرنسيس يخاطب الشباب في حفل الاستقبال بمناسبة اليوم العالمي للشباب في لشبونة

القيامة - ترأس قداسة البابا فرنسيس مساء أمس الخميس 3 آب الجاري، في لشبونة حفل استقبال الشباب المشاركين في اليوم العالمي السابع والثلاثين للشباب، وبعد كلمة ترحيب بطريرك لشبونة، وجّه الأب الأقدس كلمة قال فيها:

البابا فرنسيس يخاطب الشباب في حفل الاستقبال بمناسبة اليوم العالمي للشباب في لشبونة

من الجميل أن نكون معًا في لشبونة: لقد تمّت دعوتكم إلى هنا من قبلي، ومن قبل البطريرك، الذي أشكره على كلماته، ومن قبل أساقفتكم، وكهنتكم، وأساتذة التعليم المسيحي خاصتكم، والمنشِّطين. نشكر جميع الذين دعوكم وجميع الذين عملوا لجعل هذا اللقاء ممكنًا، ولكنّ الذي دعاكم بشكل خاص هو يسوع: فلنشكر يسوع بتصفيق قوي!

تابع البابا فرنسيس يقول أنتم لستم هنا من باب الصدفة. لقد دعاكم الرب وليس في هذه الأيام فقط، بل منذ بداية أيامكم. نعم، لقد دعاكم بأسمائكم. لقد دُعيتم بأسمائكم: حاولوا أن تتخيلوا هذه الكلمات الثلاث مكتوبة بأحرف كبيرة؛ ومن ثمَّ فكّروا أنها مكتوبة في داخلكم، في قلوبكم، وكأنها تشكل عنوانًا لحياتكم، ومعنى ما أنتم عليه: أنت مدعوٌّ باسمك، أنت وأنت وجميعنا نحن الموجودون هنا قد دُعينا بأسمائنا.

أضاف الأب الأقدس يقول في هذا اليوم العالمي للشباب، لنساعد بعضنا البعض على التعرف على هذه الحقيقة: ولتكن هذه الأيام أصداء نابضة لدعوة الله للحب هذه، لأننا ثمينون في عينيه، على الرغم مما تراه أحيانًا أعيننا، التي تُغشِّيها السلبية ويبهرها الكثير من الإلتهاء.

وتابع قداسته: مدعوون بأسمائنا. إنها ليست مقولة سائدة، إنها كلمة الله. أيها الصديق، أيتها الصديقة، إذا دعاك الله باسمك فهذا يعني أنك بالنسبة له لست رقمًا، بل وجهًا وقلبًا. وأود أن يلاحظ كلُّ فرد منكم شيئًا: كثيرون اليوم يعرفون اسمك، ولكنهم لا ينادوك باسمك. إنَّ اسمك في الواقع، معروف، ويظهر على شبكات التواصل الاجتماعية، وتتم معالجته بواسطة خوارزميات تربطه بالأذواق والتفضيلات. ومع ذلك، هذا كلّه لا يُسائل فرادتكَ وإنما فائدتك لأبحاث السوق. كم من الذئاب يختبئون وراء ابتسامات صلاح زائف، يقولون إنهم يعرفون من أنت ولكنهم لا يحبونك، ويلمِّحون بأنهم يؤمنون بك ويعدونك بأنك ستصبح شخصًا مهمًّا، ليتركوك بعدها بمفردك عندما لا تعود مهمًّا لهم. إنها أوهام الافتراضية وعلينا أن نكون متنبّهين لكي لا نسمح لها بأن تخدعنا، لأن العديد من الحقائق التي تجذبنا وتعِد بالسعادة تُظهر بعدها نفسها على حقيقتها: أشياء تافهة، لا لزوم لها، وتترك الفراغ في داخلنا. أما يسوع فلا! هو يثق بك، وأنت مهمٌّ بالنسبة له.

أضاف الحبر الأعظم يقول وهكذا نحن، كنيسته، جماعة المدعوين: لا جماعة الأفضل – لا لأننا جميعنا خطأة - بل الذين دعوا كما نحن، لنفكر قليلاً في هذا، في قلوبنا: نحن مدعوون كما نحن، بالمشاكل التي نواجهها، بمحدودياتنا، بفرحنا الغامر، برغبتنا في أن نكون أفضل، وبرغبتنا في الفوز. نحن مدعوون هكذا كما نحن. فكروا في هذا الأمر.

تابع الأب الاقدس كل واحد منا لديه مخاوفه الخاصة في داخله. لنحمل هذه الهموم معنا ولنحملها في الحوار بين بعضنا البعض، لنحملها معنا عندما نصلي أمام الله، وهذه الأسئلة ستصبح مع الحياة أجوبة، يجب علينا فقط أن ننتظر. هناك شيء مثير للاهتمام: الله يحب بشكل مفاجئ، هو ليس مبرمجًا، ومحبة الله هي مفاجأة.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول هكذا يدعونا الله: ثقوا لأن الله أب، وهو أب يحبنا. هذا ليس أمرًا سهلاً، ولهذا لدينا عونًا كبيرًا في أمِّ الله وهي أيضًا أمنا. هي أمنا. هذا فقط ما أردت أن أقوله لكم؛ لا تخافوا، تحلوا بالشجاعة، امضوا قدمًا عالمين أنَّ محبّة الله تحمينا!