يسوع يفسِّر مثل الزارع - متى ١٣: ١٨- ٢٣
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
١٨ فَاسْمَعوا أَنتم مَثَلَ الزَّارِع: ١٩كُلُّ مَن سَمِعَ كَلِمَةَ الملكوت ولم يَفهَمْها، يَأتي الشِّرِّيرُ ويَخطَفُ ما زُرِعَ في قَلبِه: فهٰذا هوَ الَّذي زُرِعَ في جانِبِ الطَّريق. ٢٠وأَمَّا الَّذي زُرِعَ في الأَرضِ الحَجِرة، فهُو الَّذي يَسمَعُ الكَلِمَة ويَتَقَبَّلُها لِوَقْتِهِ فَرِحًا، ٢١ولٰكن لا أَصلَ لَه في نَفْسِه، فلا يَثبُتُ على حالة. فإِذا حَدَثَت شِدَّةٌ أَوِ اضطِهادٌ مِن أَجلِ الكَلِمة عَثَرَ لِوَقْتِه. ٢٢وأَمَّا الَّذي زُرِعَ في الشَّوك فهُو الَّذي يَسمَعُ الكَلِمة، ويكونُ لَه مِن هَمِّ الحَياةِ الدُّنْيا وفِتنَةِ الغِنى ما يَخنُقُ الكَلِمة فلا تُخرِجُ ثَمَرًا. ٢٣وأَمَّا الَّذي زُرِعَ في الأَرضِ الطَّيِّبَة، فهُو الَّذي يَسمَعُ الكَلِمة ويَفهَمُها فيُثمِرُ ويُعطي بَعضُهُ مائة، وبَعْضُهُ سِتِّين، وبَعضُهُ ثلاثين.

الحرب. اليوم ٢٩٤
"أَيُّها الرَّبُّ إِلٰهُ القُوَّات، استَمِعْ صَلاتي وأَصْغِ يا إِلٰهَ يَعْقوب. اللَّهُمَّ يا تُرسَنا انظُرْ، وإِلى وَجهِ مَسيحِكَ تَطَلَّعْ" (٨٤: ٩-١٠).
ارحمنا، يا رب. أنت سيد الكون، وخالق الإنسان. وتريد خلاص الجميع، والسلام والعدل للجميع. ومع ذلك، أنت ترى يا رب، في أرضك هذه التي اخترتها لترسل إلينا فيها ابنك الحبيب، ليمنح السلام للعالم، أرضك هذه، الإنسان دنَّسها وجعلها أرض حرب. طهِّرْها، يا رب، وقدِّسها بحضورك، وسلامك. اخلق كل القلوب خلقًا جديدًا، فيعرفك الجميع ويعرفوا طرق السلام والعدل. ارحمنا، يا رب.
إنجيل اليوم.
يسوع يفسِّر مثل الزارع.
"كُلُّ مَن سَمِعَ كَلِمَةَ الملكوت ولم يَفهَمْها، يَأتي الشِّرِّيرُ ويَخطَفُ ما زُرِعَ في قَلبِه: فهٰذا هوَ الَّذي زُرِعَ في جانِبِ الطَّريق. وأَمَّا الَّذي زُرِعَ في الأَرضِ الحَجِرة، فهُو الَّذي يَسمَعُ الكَلِمَة ويَتَقَبَّلُها لِوَقْتِهِ فَرِحًا، ولٰكن لا أَصلَ لَه في نَفْسِه، فلا يَثبُتُ على حالة. فإِذا حَدَثَت شِدَّةٌ أَوِ اضطِهادٌ مِن أَجلِ الكَلِمة عَثَرَ لِوَقْتِه. وأَمَّا الَّذي زُرِعَ في الشَّوك فهُو الَّذي يَسمَعُ الكَلِمة، ويكونُ لَه مِن هَمِّ الحَياةِ الدُّنْيا وفِتنَةِ الغِنى ما يَخنُقُ الكَلِمة فلا تُخرِجُ ثَمَرًا. وأَمَّا الَّذي زُرِعَ في الأَرضِ الطَّيِّبَة، فهُو الَّذي يَسمَعُ الكَلِمة ويَفهَمُها فيُثمِرُ ويُعطي بَعضُهُ مائة، وبَعْضُهُ سِتِّين، وبَعضُهُ ثلاثين " (١٩-٢٣).
فكرتان: الأولى، الله هو الزارع، ونحن الأرض التي تتلقى كلمة الله، فأيُّ نوع من الأرض نحن؟ والثانية، نحن الزارعون، المكلَّفون بإلقاء كلمة الله في كنيستنا ومجتمعنا، فأين وكيف نُلقِي الكلمة؟
الله هو الزارع. ونحن الأرض التي تتلقى كلمة الله. والله أبونا يعطينا بوفرة. كيف أقبل ما يعطيني إياه الله؟ أي نوع من الأرض أنا؟ يمكن أن أكون كل الأنواع المذكورة في المثل، على جانب الطريق، او أرضًا حجرة، أو مليئة بالأشواك، أو أرضًا طيبة. كل هذا ممكن. الهموم والانشغالات والأفراح والأحزان، أمور كثيرة من الأرض، تملأ حياتي، وتجعل قلبي أرضًا غير مستعدة لقبول كلمة الله. عليَّ السهر والحذر لأبقى أرضًا طيبة.
الله يعطي، الله أبي يحبني. يريد أن أكون أرضًا طيبة قادرة على استقبل كلمته. يريدني أن أكون قادرًا على أن أحيا معه، ومثله. الله أبي يدعوني إلى قداسته. على الأرض مع كل ما فيها من خير أو شر، لكنَّا مدعُوُّون لأن نكون قديسين كما أنّ الله قدوس.
ثانيا: نحن الزارعون. كل تلميذ ليسوع المسيح يبشِّر بكلمة يسوع المسيح. أين وكيف نلقي كلمة الله؟ وكيف تُستَقبَل كلمة الله التي نبشِّر بها؟ هذا متوقف طبعًا على الذين يسمعون، لكن أيضا علينا، كيف نلقي نحن الكلمة؟ كيف نبشِّر بها في عظاتنا، وفي التعليم المسيحي، وفي مدراسنا ومؤسساتنا؟
واجب التعليم، واجب كل مؤمن. لأنَّ كل عطية من الله، عطية لي ولكل إخوتي. أنا مسؤول عن إخوتي وأخواتي. يمكن أن يَخلُصوا أو يهلكوا بحسب كلمتي، صلاتي، وطريقة عيشي، واستقبالي أنا لكلمة الله.
كل مسيحي مسؤول، عن نفسه وعن إخوته. يجب أن ندرك هذا.
ربي يسوع المسيح، أعطني أن أكون أرضًا طيبة قادرة على استقبال كلمتك، قادرة على الحياة، قادرة على تبديل الأرض والناس بقوة كلمتك. ربي يسوع المسيح، أعطني أيضًا أن أدرك أني مسؤول عن إخوتي وأخواتي، وأن أبذل كل جهدي لإلقاء كلمتك إليهم. آمين.
الجمعة ٢٦/٧/ ٢٠٢٤ بعد الأحد السادس عشر من زمن السنة/ب