يا يسوع المسيح الوديع المتواضع اجعل قلوبنا مثل قلبك

الكاتب : المطران جمال خضر- أسقف اللاتين في جيبوتي والصومال

القيامة - ترأس المطران جمال خضر دعيبس، أسقف جيبوتي والصومال، اليوم الأحد 9 حزيران، قداس الأحد في كنيسة القديس يوسف للاتين في شفاعمرو، وألقى خلاله عظة الأحد التي جاءت غنية بفحواها رغم قصرها، وينفرد موقع "القيامة" بنقلها لكم بتصرف.

يا يسوع المسيح الوديع المتواضع اجعل قلوبنا مثل قلبك

إنجيل اليوم

٢٠ وجاءَ إِلى البَيت، فعادَ الجَمعُ إِلى الازدِحام، حتَّى لم يَستَطيعوا أَن يَتنَاوَلوا طَعامًا. ٢١ وبَلَغَ الخَبَرُ ذَويه فَخَرَجوا لِيُمسِكوه، لِأَنَّهم كانوا يَقولون: إِنَّه ضائِعُ الرُّشْد. ٢٢ وكانَ الكَتَبَةُ الَّذينَ نَزَلوا مِن أُورَشَليم يَقولون: إِنَّ فيه بَعلَ زَبول، وإِنَّه بِسَيِّدِ الشَّياطينِ يَطرُدُ الشَّياطين. ٢٣ فدَعاهم وكَلَّمَهم بِالأَمثالِ قال: كَيفَ يَستطيعُ الشَّيطانُ أَن يَطرُدَ الشَّيطان؟ ٢٤ فإِذا انقَسَمَت مَملَكَةٌ على نَفْسِها فلا تَستَطيعُ تِلكَ المــَملَكَةُ أَن تَثبُت. ٢٥ وإِذا انقَسَمَ بَيتٌ على نَفْسِه، فلا يَستَطيعُ ذلك البَيتُ أَن يَثبُت. ٢٦ وإِذا ثارَ الشَّيطانُ على نَفسِهِ فَانقَسَم فلا يَستَطيعُ أَن يَثبُت، بل يَنتَهي أَمرُه. ٢٧ فَما مِن أَحدٍ يَستَطيعُ أَن يَدخلَ بَيتَ الرَّجُلِ القَوِيِّ وينهَبَ أَمتِعَتَه، إِذا لم يُوثِقْ ذلكَ الرَّجُلَ القَوِيَّ أَوَّلًا، فعِندئذٍ يَنهَبُ بَيتَه. ٢٨ الحَقَّ أَقولُ لَكم إِنَّ كُلَّ شَيءٍ يُغفَرُ لِبَني البَشَرِ مِن خَطيئةٍ وتَجْديفٍ، مَهما بَلَغَ تَجْديفُهم. ٢٩ وأَمَّا مَن جَدَّفَ على الرُّوحِ القُدُس، فلا غُفرانَ له أبدًا، بل هو مُذنِبٌ بِخَطيئةٍ لِلأَبَد. ٣٠ ذلك بأَنَّهم قالوا إِنَّ فيه رُوحًا نَجِسًا. ٣١ وجاءَت أُمُّه وإِخوتُه فوقَفوا في خارِجِ الدَّار، وأرسَلوا إِليهِ مَن يَدْعوه. ٣٢ وكانَ الجَمعُ جالِسًا حَولَه فقالوا له: إِنَّ أُمَّكَ وإِخوَتَكَ في خارجِ الدَّار يَطلُبونَكَ. ٣٣ فأَجابَهم: مَن أُمِّي وإِخَوتي؟ ٣٤ ثُمَّ أجالَ طَرفَه في الجالِسينَ حَولَه وقال: هؤُلاءِ هُم أُمِّي وإِخوَتي، ٣٥ لأَنَّ مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ الله هو أخي وأُخْتي وأُمِّي.

العظة

اتهموا السيد المسيح بانه فاقد الرشد، وهذا ما أخبروا أهله عنه، خرج أهله يتأكدون. من ناحية ثانية الكتبة يقولون عن يسوع أنه شيطان، وأعماله وأقواله تدل على أنه رئيس الشياطين. يذكر لنا الانجيل رأي الناس بالسيد المسيح من يكون؟ بعضهم كانت إيجابية حيث قالوا أنه نبي، أو إيليا، وبعض الناس آراءهم سلبية. السيد المسيح يرد على الاتهام ويقول بأنه يطرد الشياطين، ورسالته محاربة الشيطان، محاربة الشر، وهذا واضح في الانجيل الذي قرأناه اليوم (مرقس)، حيث لا يمكن أن يكون منهم وعدوا لهم في نفس الوقت. وقد أكد ذلك بقوه إن أي مملكة تنقسم على نفسها انما تهلك نفسها. هذه الاتهامات جاءت عن سوء نية، والمسيح يقول ان هذا تجديف ضد الروح القدس وكل الخطايا تغفر الا التجديف على الروح القدس، وهكذا عندما أرى الأمور واضحة أمامي وأنكرها، أي أرى الأبيض أسود والأسود أبيض، الشر خير والخير شر، ويصبح كلامي أهم من كلام الانجيل، فهذا هو التجديف.

نحن اليوم نعيش في عالم غريب انقبلت فيه الموازين، الانقسامات الموجودة في العالم، نظرتنا للإنسان من منطلق اذا كان معنا أو ليس معنا، منا أو ليس منا، وهذه ليست نظرة السيد المسيح. الذي جاء من أجله السيد المسيح ومات على الصليب هو الانسان، بغض النظر عن لونه وجنسه ودينه. اليوم بتنا نصنف الناس، والتصنيف الذي نمارسه في بلادنا والعالم، نقسم الناس فيه وهذه التقسيمات هي من الشيطان، بحيث نميز بين انسان وانسان، ولا ننظر اليه على أنه الذي خلقه الله.

علينا أن نفتح قلوبنا لعمل الروح القدس فينا، حتى ننظر الى أحداث العالم الى الأشخاص الذين نتعامل معهم كما يريد الله منا. علينا أن ننظر نظرة جديدة، وليس هذا أحبه وهذا لا أحبه، بل من يطلب مني الله أن أحبه. هذه النظرة الى الآخر بحاجة الى نعمة الروح القدس وهي تجديد الروح القدس.

هذه هي رسالة اليوم أن نتبنى ما يقوله لنا السيد المسيح، وما عمله السيد المسيح. ونحن في شهر قلب المسيح نردد: يا يسوع المسيح الوديع المتواضع اجعل قلوبنا مثل قلبك. فالمطلوب أن تكون قلوبنا على مثال قلب المسيح، مفتوح حتى على أعدائه على الصليب. ونصلي في هذا الشهر لتفتح قلوبنا تجاه كل الناس وتفيض محبة.. آمين