وَهْمُ الطّمأنينة
الكاتب : سامي مهنا – شاعر من البقيعة، الرئيس السابق للاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين 48

في الأوقاتِ الّتي
تنامُ فيها السّاعاتُ
كقِطّةٍ على صدْرِ الضَّجَر،
يَظُنُّ الإنسانُ
أنَّ الدّربَ بلا منعطفٍ
وأنَّ النّسيمَ لا يعرفُ إلاّ العادة.
في هدأةِ الضّوء،
يؤجِّلُ قُبلةً
ويُرجئُ ضحكةً
كأنَّ الغَدَ
لا يحفرُ بئرَه في الحلق
يخزّنُ النَّشوةَ في عُلْبٍ
مغلقةٍ بالشّمعِ الأحمر،
ويخبّئُ الأملَ
في أدراجِ "لعلّ" و"سوفَ"...
ولا يعرفُ
أنَّ اللّحظةَ
لا تشبهُ أختَها أبدًا.
ثمّ تأتي الحربُ،
كأنّها نُبوءةٌ خرجتْ من بينِ الأضلاع،
ويأتي المرضُ
كضوءٍ مشروخٍ
يسقطُ من شبّاكِ القلبِ على السّرير
تتهاوى المدنُ الّتي في داخلهِ
مدينةُ الأماني،
مدينةُ "حينَ أفرغ"،
مدينةُ "حينَ أكمل هذا الملفَّ الأخير"...
ولا يَبقى
إلاّ من تعلّمَ أن يُحبّ
قبلَ أن يَفهمَ،
أن يرقصَ
ولو على شفيرِ الانهيار
أن يشربَ الضّحكةَ
ولو من فمِ الجُرح.
فيا أنتَ
الّذي تَختبئُ في دفترِ المواعيدِ القادمة،
انزِلْ قليلًا،
وانظرْ إلى الأرضِ الّتي
تُوقظُك كلّ صباحٍ
لتمتحنَ صدقَ ندمِكَ
هل ستعيشُ،
أم تظلُّ تؤجّل الحياةَ
إلى ما بعد الحياة؟