هذه الوصية الصعبة - لوقا ٦: ٢٧-٣٨

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

٢٧ وأَمَّا أَنتُم أَيُّها السَّامِعون، فأقولُ لَكم: أَحِبُّوا أَعداءَكم، وأَحسِنوا إِلى مُبغِضيكُم، ٢٨وبارِكوا لاعِنيكُم، وصلُّوا مِن أَجْلِ المــُفتَرينَ الكَذِبَ علَيكُم. ٢٩مَن ضَرَبَكَ على خَدِّكَ فاعْرِضْ لَه الآخَر. ومَنِ انتَزَعَ مِنكَ رِداءَكَ فَلا تَمنَعْه قَميصَكَ. ٣٠وكُلُّ مَن سَأَلَكَ فأَعطِه، ومَنِ اغتَصَب مالَكَ فلا تُطالِبْهُ به. ٣١وكَما تُريدونَ أَن يُعامِلَكُمُ النَّاس فكذٰلِكَ عامِلُوهم. ٣٢فإِن أَحبَبتُم مَن يُحِبُّكم، فأَيُّ فَضْلٍ لَكُم؟ لِأَنَّ الخَاطِئينَ أَنفُسَهُم يُحِبُّونَ مَن يُحِبُّهُم. ٣٣وإِن أَحسَنتُم إِلى مَن يُحسِنُ إِلَيكُم، فأَيُّ فَضْلٍ لَكُم؟ لِأَنَّ الخاطِئينَ أَنفُسَهُم يَفعَلونَ ذٰلك. ٣٤وإِن أقرَضتُم مَن تَرجُونَ أَن تَستَوفوا مِنه، فأَيُّ فَضْلٍ لَكُم؟ فهُناكَ خاطِئونَ يُقرِضونَ خاطِئينَ لِيَستَوفوا مِثلَ قَرْضِهم.

هذه الوصية الصعبة - لوقا ٦: ٢٧-٣٨

. ٣٥ولٰكِن أَحِبُّوا أَعداءَكم، وأَحسِنوا وأَقرِضوا غَيرَ راجينَ عِوَضًا، فيَكونَ أَجرُكم عَظيمًا وتَكونوا أَبناءَ العَلِيّ، لِأَنَّه هو يَلطُفُ بِناكِري الجَميلِ والأَشرار. ٣٦كونوا رُحَماءَ كما أَنَّ أَباكُم رَحيم. ٣٧لا تَدينوا فَلا تُدانوا. لا تَحكُموا على أَحَدٍ فلا يُحكَمَ علَيكم. اعْفُوا يُعْفَ عَنكم. ٣٨أَعطُوا تُعطَوا: سَتُعطَونَ في أَحضانِكُم كَيْلًا حَسَنًا مَركومًا مُهَزْهَزًا طافِحًا، لِأَنَّه يُكالُ لَكم بِما تَكيلون.

 

الحرب. السنة الثانية – يوم ١٣٩ – (وقف إطلاق النار في غزة) (واشتدت الاعتداءات على الناس في الضفة الغربية).

"فإِنَّ غُرَباءَ قاموا عَلَيَّ، وأَشِدَّاءَ طَلَبوا نَفْسي. لم يَجعَلوا اللهَ أَمامَهم. ها إِنَّ اللهَ يَنصُرُني، والسَّيِّدَ مع الَّذينَ يُسانِدونَ نَفْسي" (مزمور ٥٤: ٥-٦).

ارحمنا، يا رب. "كبار" من هذه الأرض قاموا علينا، يا رب. أفكارهم أفكار موت. راكموا حتى الآن آلاف الموتى، وما زالوا يهددون بالمزيد. الموت في قلوبهم. ربَّنا، أبانا، أسرع إلى معونتنا. أنت سندنا الوحيد، بين كل الويلات التي تأتيني من البشر. يا رب، نجنا من الشر. إنّا فقراء، ولا شيء في يدنا.  أنت كل شيء لنا. أنت مخلِّصُنا. تعال، يا رب، إلى معونتنا. ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم.

"وأَمَّا أَنتُم أَيُّها السَّامِعون، فأقولُ لَكم: أَحِبُّوا أَعداءَكم، وأَحسِنوا إِلى مُبغِضيكُم، وبارِكوا لاعِنيكُم، وصلُّوا مِن أَجْلِ المــُفتَرينَ الكَذِبَ علَيكُم. مَن ضَرَبَكَ على خَدِّكَ فاعْرِضْ لَه الآخَر. ومَنِ انتَزَعَ مِنكَ رِداءَكَ فَلا تَمنَعْه قَميصَكَ. وكُلُّ مَن سَأَلَكَ فأَعطِه، ومَنِ اغتَصَب مالَكَ فلا تُطالِبْهُ به" (٢٧-٣٠).

أحبوا أعداءكم. " مَن ضَرَبَكَ على خَدِّكَ فاعْرِضْ لَه الآخَر. ومَن سَأَلَكَ فأَعطِه".

هذه الوصية الصعبة.

يريد يسوع أن يقول: أنتم أنفسكم لا تكونوا أعداء. "وكَما تُريدونَ أَن يُعامِلَكُمُ النَّاس فكذٰلِكَ عامِلُوهم" (٣١). ولا تتركوا الناس يجرُّونكم إلى مخاصماتهم. كونوا دائمًا مستعدين للمصالحة.

قال يسوع أيضًا في مكان آخر: إن إساء إليك أخوك، فقل للجماعة، أو اذهب إلى القضاء. لكن لا ترُدَّ على الشرّ بالشرّ.

محبة القريب هي رؤية صورة الله في كل إنسان، حتى في الأعداء. لا يقول يسوع: أحبُّوا الشر الذي في أعدائكم، بل أحبوا الشخص الذي هو على صورة الله. أما الشر فيكم او في العدو فيجب دائما استئصاله، واتخاذ الوسائل اللازمة لمقاومته.

ثم المحبة هي المغفرة. والمغفرة هي تطهير القلب، من كل حقد، أما الحق فيُطالَبُ به، كذلك الحق في الحياة والحرية، فهما هبة من الله.

" مَن ضَرَبَكَ على خَدِّكَ فاعْرِضْ لَه الآخَر. ومَن سَأَلَكَ فأَعطِه". أعني، كن مستعدًّا دائمًا للمصالحة، أما الشر فيجب استئصاله والحق يجب استرجاعه، من دون الرَدِّ على الشر بالشر. يسوع نفسه لما ضربه أحد الحرس أمام رئيس الكهنة، لم يُدِرْ له خدَّه الآخر، بل أوقفه، وقال له: لماذا تضربني؟ يجب دائمًا إعادة الأمور إلى حقيقتها.

"فلمَّا قالَ يسوعُ هٰذا الكَلام، لَطَمَه واحِدٌ مِنَ الحَرَسِ كانَ بِجانِبِه وقالَ لَه: «أَهٰكذا تُجيبُ عَظيمَ الكَهَنَة؟» ٢٣أَجابَه يسوع: «إِن كُنتُ أَسَأْتُ في الكَلام، فبَيِّنِ الإِساءَة. وإِن كُنتُ أَحسَنتُ في الكَلام، فلِماذا تَضرِبُني؟" (يوحنا ١٨: ٢٢-٢٣).

وصية صعبة؟ لكن يسوع يملَؤُنا بروحه ويهدينا في تطبيق هذه الوصية الصعبة: محبة الله ومحبة القريب، في كل ظروف حياتنا.

ربي يسوع المسيح، علَّمْتَنا أن نتبعك، وكيف نحيا إن تبعناك. أرسِل روحك حتى يملأني بنوره وقوته، فأعرف أن أُحِبّ بمِثلِ حُبِّك أنت. آمين.

الأحد ٢٣/٢/٢٠٢٥                    الأحد السابع من السنة/ج