نحن مسيحيون فلسطينيون هكذا كنا وهكذا سنبقى
الكاتب : نحن مسيحيون فلسطينيون هكذا كنا وهكذا سنبقى
الحضور المسيحي في فلسطين هو حضور أصيل والمسيحية انطلقت رسالتها من أرضنا المقدسة، ومع احترامنا الشديد وتقديرنا لكافة المراكز الروحية المسيحية شرقا وغربا، تبقى كنيسة القدس هي أم الكنائس ويبقى الحضور المسيحي في فلسطين أقدم وأعرق حضور في هذا العالم.

هنا أرض الميلاد والتجسد والفداء والقيامة والانتصار على الموت، ومن هنا كانت الانطلاقة بعد العنصرة، حيث ذهب التلاميذ الى كافة أصقاع العالم لكي ينادوا بالمسيحية في كل مكان .
ندعو الكنائس المسيحية في عالمنا الى أن تؤكد دائما على هذه الحقيقة التاريخية، ومع احترامنا لروما والقسطنطينية لا يجوز تجاهل حقيقة ان كنيسة القدس هي أم الكنائس كما وصفها القديس يوحنا الدمشقي ولا يجوز تجاهل عراقة الحضور المسيحي في هذه البقعة المباركة من العالم، هذا الحضور الذي من واجبنا ان نحافظ عليه لكي يبقى حضورا حيا فاعلا ولكي لا تتحول كنائسنا الى متاحف ومزارات يؤمها الحجاج والزوار من كل حدب وصوب .
المسيحيون الفلسطينيون أبناء هذه الأرض المقدسة يفتخرون بانتمائهم المسيحي، ويفتخرون بهويتهم الوطنية الفلسطينية والكنيسة تحثنا دوما على الصدق والاستقامة بما في ذلك فيما يتعلق بانتمائنا الوطني .
أقول هذا في زمن نسمع فيه بعض الأصوات النشاز والتي تدعو المسيحيين الفلسطينيين، لكي يتخلوا عن قضيتهم وعن شعبهم وعن انتمائهم لهذا الوطن الذي هو أيضا أرض الميلاد والتجسد والفداء .
هنالك أصوات نشاز مصدرها جهات مشبوهة ومدسوسة هادفة لاقتلاع المسيحيين من هويتهم الوطنية وهذا ما يريده الاستعمار وهو أن نتحول الى أقلية في حين أننا لسنا أقليات في أوطاننا بل نحن أصيلون في انتمائنا لقيم إيماننا وهويتنا الوطنية العربية الفلسطينية في هذه الديار .
اقول للمسيحيين الفلسطينيين وخاصة لشريحة الشباب والذين بعضهم يتأثرون بما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي، كونوا على قدر كبير من الوعي فهنالك ابواق اعلامية تظهر وكأنها مدافعة عن المسيحية، ولكن هؤلاء في الواقع هم أدوات في ايادي معادية للمسيحية وهدفها ضرب الوجود المسيحي واضعافه وتهميشه .
كونوا حكماء يا شبابنا ويا ابناءنا الأحباء لكي تتمكنوا من التمييز ما بين الخيط الأبيض والخيط الأسود، ولكي تتمكنوا من التمييز ما بين الصالح والطالح والجيد والمشبوه، وما أكثر أولئك الذين يظهرون على أنهم شيء ولكنهم في الواقع هم شيء آخر .
تمسكوا بمسيحيتكم وتمسكوا بفلسطين الأرض المقدسة وطننا جميعا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد، ولا تقبلوا بالأجندات المشبوهة التي تريدنا ان نعيش وكأننا مُضطهدون ومُستهدفون لا حول لنا ولا قوة .
نحن أقوياء بايماننا وانتمائنا لوطننا وضعفاء عندما نتخلى عن هذا الايمان وعن هذا الانتماء لهذا الوطن الذي جذورنا عميقة في تربته، ولن تتمكن أي قوة غاشمة من ان تقتلع هذه الجذور الاصيلة والعميقة والمتجذرة في تربة أقدس بقعة في هذا العالم.
لن نقبل بهذه التيارات المشبوهة التي تدعي الدفاع عن المسيحية وبعضهم منخرط في أجندات خطيرة ومشاريع ومؤامرات، لا تنسجم ومصلحة المسيحيين في ديارنا وفي مشرقنا .
لن تقوم لنا قائمة من خلال ثقافة التقوقع والانعزال والشعور بالأقلية المستضعفة والمستهدفة .
تذكروا ان الحقب الذهبية في تاريخ الكنيسة كانت حقب الاضطهاد، واليوم اليهود المتطرفون يسيئون لرموزنا الدينية ويبصقون علينا وهم يظنون انهم قادرون على النيل من ارادتنا وصمودنا ورباطنا في هذه البقعة المقدسة .
اشتمونا كما تريدون وابصقوا علينا كما تهوون فهذا لن يزيدنا الا عزيمة وارادة وايمانا وتشبثا بايماننا القويم وانتمائنا لفلسطين ارضا وقضية وشعبا والقدس عاصمتنا الروحية والوطنية .