موقع "القيامة" يلتقي مدير معهد إميل توما للدراسات، عصام مخول بعيد عمليات الاغتيال في بيروت وطهران

القيامة - رفع الجيش الاسرائيلي حالة التأهب القصوى، تحسبا للرد المتوقع على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية والقائد العسكري في حزب الله، فؤاد شكر. وكثّف الجيش من قواته على الحدود مع لبنان، إضافة الى تحليقات أمنية. ورفع سلاح الجو الإسرائيلي حالة الاستنفار في صفوفه إلى الحد الأقصى.

موقع "القيامة" يلتقي مدير معهد إميل توما للدراسات، عصام مخول بعيد عمليات الاغتيال في بيروت وطهران

وتشير التقديرات الاسرائيلية الى أن حزب الله سيحاول الرد بقوة كبيرة وأن إيران ستشارك أيضاً في الرد. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن "المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أمر بمهاجمة إسرائيل بشكل مباشر انتقاما لاغتيال هنية". بينما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "الجيش الإسرائيلي قدم تقديراته بهذا الخصوص إلى الحكومة، إلى جانب خطط عسكرية حول رد اسرائيل على رد إيران وحزب الله".

للوقوف على معاني وأبعاد الاغتيالات المذكورة، التقى موقع "القيامة" مدير معهد إميل توما للدراسات الإسرائيلية والفلسطينية في حيفا، عصام مخول.

القيامة: ما هو تقييمك الأولي لعملية اغتيال هنية وشكر؟

مخول: إن الاغتيالات وهي عملية جبانة، وتعكس افلاسا عسكريا وسياسيا، أقدمت عليها حكومة إسرائيل بشهية مفتوحة، مرة في بيروت ومرة في طهران، باغتيال قائد كبير لحزب الله ورئيس المكتب السياسي لحماس، المشرف على المفاوضات مع الوسطاء للوصول إلى صفقة تنهي الحرب على غزة وتفضي الى تبادل الأسرى. عملية غير مسبوقة أخلاقيا وسياسيا، والمشكلة الأكبر أن هذه التطورات تسير نحو حرب اقليمية، وفي تقديري لن تحصل حرب شاملة، انما رد جدي وكبير على هذه الجرائم لحكومة نتنياهو، والتي وضعت الجمهور من 9 ملايين مواطن اسرائيلي، وليس الـ 120 رهينة في غزة، رهينة لجنونه وانقاذ حكمه.

القيامة: هل كان تأثير لخطاب نتنياهو في الكونغرس في قرار الاغتيال؟

مخول: لقد عاد نتنياهو برأس حام من واشنطن، بعد الاستقبال المهووس لخطابه الدموي في الكونغرس الأمريكي، وأخذ باشعال النار في المنطقة، وهذا يثبت أن اسرائيل باتت تشكل خطرا على أمن المنطقة، بما فيه الشعب في اسرائيل والشعب الفلسطيني أولا. وانها مصرة على تصعيد الحرب وافتعال حرب اقليمية.

القيامة: كيف تنظر إلى نتنياهو سياسيا بعد عمليات الاغتيال الأخيرة؟

مخول: أصبح يشكل خطرا على الأمن العام في المنطقة والعالم ويجب التعامل معه من هذا الباب. وهذا يتوقف على دول المنطقة التي يجب أن تعمل على لجم هذا الوحش المنفلت. كما أن العملية تؤكد على علامات السؤال ورفض الرواية الاسرائيلية فيما يخص الحدث في مجدل شمس، والتي تشي بأن اسرائيل كانت تعد العدة لتنفيذ اغتيالات وتصعيد وتوسيع الحرب وجر المنطقة لحرب واسعة.

القيامة: ما هو تقديرك بالنسبة لاحتمالات الرد على عمليات الاغتيال؟

مخول: تقديري لا ايران ولا حزب الله يمكن لهما أن يمتنعا عن الرد بشكل قوي للجم هذه العنجهية الاسرائيلية. كان بامكان مجلس الأمن فعل ذلك، لو أن الولايات تتعامل بمنطق وحيادية لكنها تعلم أن المسألة ليست من حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها انما امريكا تدعم اسرائيل في عدوانها. وهذا مصدر الخلل الحقيقي لذا نحن مقبلون على أيام خطيرة جدا مشتعلة جدا والبديل لجم اسرائيل ومعاقبتها دوليا على هذا الخرق للسلم.

ماذا يكمن وراء اغتيال هنية في هذا الوقت؟

مخول: اغتيال هنية وهو رئيس مكتب سياسي وليس رئيس مكتب عسكري، هو اغتيال شخصية سياسية بشكل ارهابي لابتزاز حماس سياسيا. اسرائيل تخشى هذا، وتخشى مخرجات لقاء بكين بين الفصائل الفلسطينية. هنية يعتبر من الشخصيات الوازنة في حماس القابلة للبحث عن آليات لاستعادة الوحدة الفلسطينية، هو شخصية يرى أهمية في الوحدة الفلسطينية لذا أرادوا التخلص منه.

القيامة: وماذا مع المجتمع الإسرائيلي وموقفه من عمليات الاغتيال؟

مخول: الجانب الثاني أنه من المؤسف ان المجتمع الاسرائيلي لم يتعلم ما يجب تعلمه من المآسي التي مر بها. أن يكون نتنياهو في عزلة ليس محليا فقط بل عالميا أيضا، وفقط عندما يسفك الدم ويمارس استفزاز الآخرين في بيروت وطهران، وهذا ما يعيد لنتنياهو مكانته اضافة لخطابه المهووس في الكونغرس، أعتقد أنه على المجتمع أن يسأل نفسه من جديد إذا كانوا لا يسيرون في مهاوي الردى عندما يتحمسون لمثل هذا الاستفزاز والمغامرة الدموية التي قام بها نتنياهو.