من هو المسيحي، وكيف يكون؟
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
القيامة – نص المداخلة التي قدمها غبطة البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس، في اجتماع المنتدى المسيحي وممثلي حركات الشبيبة، في حيفا يوم السبت 11 أيار الجاري، وينفرد موقع "القيامة" بنشرها كاملة.
علينا وضع الجواب على التساؤل من نحن. ويجب وضع رؤية الى أين نبغي الوصول؟ ماذا نريد أن نُسمِع ولمن؟ رؤساء الكنائس، المؤمنين، غير المسيحيين، الدولة؟ وما هي المواضيع التي نطرحها. كل المواضيع تدخل في الايمان، أما السياسة تعني حيث الانسان هو معني بالأمر، وليس العمل الحزبي وما شابه، انما السياسة أن ترى انسانا معذبا مظلوما، يجب أن تقول إنه مظلوم ويجب إزالة الظلم عنه.
نحن مسيحيين مؤمنين بيسوع المسيح، يعني ليس بالمعنى السلبي. أن أكون مسيحيا لا يعني اني لست يهوديا أو مسلما، إنما بالمعنى الإيجابي أي مؤمن بيسوع المسيح، وما دمت كذلك كيف يجب أن أتصرف مع نفسي، مع المسيحي، مع المسلم، مع اليهودي، مع الدولة ومع كل الناس، ثم ما هي رسالتي كمسيحي في الحياة، الخاصة والعامة. ماذا أقول للناس؟
التبشير يتم بعدة طرق ووسائل. مشكلتنا أننا نركز في طائفيتنا. أنا مسيحي مسؤول عن الجميع وليس عن ذاتي فقط. وهكذا نحقق كلمة المسيح "أنتم ملح الأرض"، أي أن نفيد الجميع. وممكن أن أكون نورا وملحا للجميع دون صراخ أو زعيق. لدي قناعاتي ومن يتعامل معي يستنتج من أنا.
المسيحي لا يعلن صليبه ويحمله فقط. المسيحي لا يتحدى أحد، لكن يثبّت نفسه. كيف تكون الشجاعة والقوة المسيحية في المجتمع؟ المسيحي عندما يمارس وصية المحبة، فان كل الرعية تحب بعضها، يعرف الواحد الآخر ويعرف مشاكله ويعمل على دعمه، عندها يصبح المسيحي 20، 100، يزداد عددا مع أن هذا ليس الأساس، يصبح قوة داعمة، ويقدم الظهر لأخيه لكن ليس بالمعنى القبلي، بل في أن نطبق المحبة عندها نشعر بالأمان والقوة والمساندة أحدنا للآخر.