ما لَكم خائفين، يا قَليلي الإيمان؟ - متى ٨: ٢٣-٢٧
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
٢٣ورَكِبَ السَّفينةَ فَتَبِعَهُ تَلاميذُه. ٢٤وإِذا البَحرُ قَدِ اضطَرَبَ اضطِرابًا شَديدًا حتّى كادَتِ الأَمْواجُ تَغمُرُ السَّفينَة. وأَمَّا هوَ فكانَ نائمًا. ٢٥فَدنَوا مِنه وأَيقَظوهُ وقالوا لَه: «يا رَبّ، نَجِّنا، لَقَد هَلَكنا». ٢٦فقالَ لَهم: «ما لَكم خائفين، يا قَليلي الإيمان؟» ثُمَّ قامَ فَزَجَرَ الرِّياحَ والبَحر، فَحَدَثَ هُدوءٌ تامّ. ٢٧فتَعَجَّبَ النَّاسُ وقالوا: «مَن هٰذا حتَّى تُطيعَه الرِّياحُ والبَحر؟».

الحرب. السنة الثانية – يوم ٢٦٣ – (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على الناس، ودمار وأسرى وبدء إزالة لمخيمات اللاجئين).
"عَييتُ في صُراخي والتَهَبَ حَلْقي، وكَلَّت عَينايَ مِنِ انتِظاري لإِلٰهي" (مزمور ٦٩: ٤). ارحمنا، يا رب. هلكنا، يا رب، فنينا، لم نعد نتحمَّل. ونحن أبناؤك. نحن خطأة في عينيك، نعم. لكنك أبونا، وتغفر لنا، وتعاملنا لا بحسب خطايانا، بل بحسب رحمتك. ارحمنا، يا رب. نجنا من هذه الحرب. نجنا من يد الإنسان الشرير. ارحمنا، يا رب.
إنجيل اليوم
"ورَكِبَ السَّفينةَ فَتَبِعَهُ تَلاميذُه. وإِذا البَحرُ قَدِ اضطَرَبَ اضطِرابًا شَديدًا حتّى كادَتِ الأَمْواجُ تَغمُرُ السَّفينَة. وأَمَّا هوَ فكانَ نائمًا. فَدنَوا مِنه وأَيقَظوهُ وقالوا لَه: «يا رَبّ، نَجِّنا، لَقَد هَلَكنا». فقالَ لَهم: «ما لَكم خائفين، يا قَليلي الإيمان؟» ثُمَّ قامَ فَزَجَرَ الرِّياحَ والبَحر، فَحَدَثَ هُدوءٌ تامّ. فتَعَجَّبَ النَّاسُ وقالوا: «مَن هٰذا حتَّى تُطيعَه الرِّياحُ والبَحر؟» (٢٢-٢٧).
العاصفة، الحرب، عواصف الحياة. نحن نجاهد ويسوع يبدو كأنه نائم. لكنه لا ينام. لكنه يصبر طويلًا، زمنًا طويلًا قبل أن يقوم وينهر الريح والبحر فيطيعه. نحن نجاهد على جبهتين، الأولى، الشر الذي فينا، بكل أشكاله، والثانية، الشر في كل محيطنا، في أرضنا، الظلم والاحتلال العسكري، والحرب، وإرادة الإبادة، وإصلاح كل علاقاتنا بكل إخوتنا.
نجاهد مع أنفسنا، حتى نطهر أنفسنا من كل ميل إلى الشر فينا، من كل شوق فينا يبعدنا عن الله أبينا. ونجاهد مع شر أرضنا، والحرب فيها. ونجاهد لإصلاح علاقاتنا مع إخوتنا.
نؤمن أننا لسنا وحدنا. الله أبونا لا يتركنا. إن خطونا خطوة إليه، يأتي هو إلى لقائنا، مثل الأب في مثل الابن الضالّ، فإنه ركض مذ رأى من بعيد ابنه راجعًا إليه، ركض فعانقه وأعاده إلى البيت.
أنا لست وحدي. الله معي. الروح يملأني ويحييني ويهديني. ويسندني.
ومع ذلك، عندما تستمر الحرب في تدميرها لنا، ونصرخ ونبتهل، ويبدو أن الله بعيد.
هذا سر في أرضنا، نحن دائمًا في العاصفة. منذ تزلزلت الأرض لما أسلم يسوع الروح على الجلجلة، عند موته هنا، في هذه الأرض، وفي هذه المدينة. تزلزلت الأرض وحتى اليوم، نحن في العاصفة. كيف نعيش في القدس اليوم؟ كيف نعيش حياتنا اليومية فيها؟ لأن فيها أكثر من حياتنا اليومية، فيها، حتى اليوم، الحياة مع درب الصليب ومع موت يسوع. حتى اليوم، الحياة في القدس ليست مثل الحياة في مكان آخر. إنا نعيش في سر الله في القدس، ونحن لا نعي مرارًا.
كيف تكون حياتنا اليوم في القدس؟
كيف يتوقف الزلزال اليوم في القدس؟ كيف يكون سلام اليوم في القدس؟
أصحاب السلطان في زمن يسوع لم يروا. واليوم أيضا أصحاب السلطان مصابون بالعمى نفسه. يزعمون أنهم يرون الله وهم لا يرون الإنسان خليقة الله. يسوع يحمل معه الحياة. وأصحاب السلطان يحملون الموت، ويظنون أنها الحياة. يحملون الظلم والتمييز والاحتلال، ويصنعون الشر، ويقولون هذا هو الخير.
في القدس، حيث يسوع مات وقام، نحن دائمًا في العاصفة.
يجب الدخول في سر الله، في هذه المدينة المقدسة، حتى نجد الحياة، فنرى الحياة الأبدية، ونبدأ من أورشليم السماوية، ببناء أورشليم الأرضية.
ربي يسوع المسيح، نحن دائمًا في العاصفة. لا تتركنا وحدنا. لا تعاملنا بحسب ضعفنا، بل بحسب رحمتك. أعطنا في القدس ان نكون أبناء قيامتك. آمين.
الثلاثاء ١/٧/٢٠٢٥ الأحد ١٣ من السنة/ج