لقاء خاص مع عضو الكنيست من حزب "يش عتيد"، رام بن براك: تهديدات ايران جدية، وهي تملك القوة والإرادة والنوايا على فعل ذلك
القيامة – قام المحرر في صحيفة "الصنارة"، رئيس تحرير موقع "القيامة"، زياد شليوط باجراء لقاء صحفي مع عضو الكنيست الاسرائيلي من حزب "يش عتيد"، رام بن براك، تناول مواضيع سياسية آنية خارجية وداخلية، ونشر اللقاء في صحيفة "الصنارة" اليوم الجمعة ويقوم موقع "القيامة" بنشر هذا اللقاء.
نصف عام مرت على الحرب الدائرة في غزة، وشهد الأسبوع الأخير تطورا كبيرا تمثل في حدثين مركزيين خيما على تطورات الأحداث وهما تنفيذ عمليتين عسكريتين قام بهما سلاح الجو الاسرائيلي الأولى اغتالت فيها قائدا عسكريا ايرانيا رفيع المستوى في دمشق ومعه عدد من القيادات، والثانية قتل فيها ثلاثة من أبناء زعيم حركة "حماس" اسماعيل هنية. على ضوء التطورات الخطيرة الأخيرة، والتهديدات التي تأتي من جهة ايران بالرد على العملية الاسرائيلية والاستعدادات الاسرائيلية لذلك، التقينا عضو الكنيست من حزب "يش عتيد"، رام بن براك.
س: تستعد إسرائيل للتصدي لهجوم إيراني مباشر محتمل باستخدام أنواع مختلفة من الصواريخ، وفي حال حدوث مثل هذا السيناريو، فإن إسرائيل سترد على الهجوم الإيراني. ما هو السيناريو الذي تراه بهذا الشأن؟
بن براك: تهديدات ايران جدية، وهي تملك القوة والإرادة والنوايا على فعل ذلك، وأنا أنظر بجدية لهذه التهديدات. آمل ألا تنفذ ايران تهديدها. بالتأكيد أن اسرائيل ستقوم بالرد بما يجب الرد به وبالمستوى المطلوب. سنرى ماذا سيفعله الايرانيون، ماذا سيقصفون وكيف وأين، وعندها نرد كما يجب. لأنه في الشرق الأوسط وحسب ما تعلمناه من السابع من أكتوبر أنه إذا تعرضت لضربة ولم ترد، سيقومون بالضرب ثانية وسيقتحمون الجدار.
س: لكن هل يمكن لاسرائيل الاعتماد على نفسها فقط كما يردد بعض المسؤولين، وهل ستكون هناك أبعاد لتدخل الولايات المتحدة ومشاركتها في الرد الاسرائيلي على هجوم ايراني؟
بن براك: نحن لا نحتاج لأمريكا لمساعدتنا اذا قمنا بمهاجمة ايران، لأن اسرائيل لديها قدرات كبيرة. الولايات المتحدة هي المزود الكبير لنا في السلاح، ونحتاجها لأمور عديدة لكن لا نريد جنودها ليحاربوا عنا، ونحن نفعل ذلك لوحدنا. هناك امكانية لانتشار الحرب على صعيد المنطقة آمل ألا يحدث، لكن هذا الاحتمال وارد اذا انضم "حزب الله" للمواجهات عندها ستحصل حرب في الشمال، وآمل ألا يحصل ذلك. امكانية التدهور واردة، آمل ألا ترد ايران على الضربة الأخيرة وتواصل صبرها، رغم الضغوط الداخلية والخارجية التي تتعرض لها. أرى أن امكانية الرد الايراني جدية وآمل ألا يتدهور الوضع، حسب رأيي الاحتمال للرد كبير ووارد وفق ما أسمعه من ايران وحسب التهديدات التي نسمعها.
س: استهدف الجيش الإسرائيلي، أول أمس الأربعاء، ثلاثة من أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية وقتلهم ومعهم أحفاده. هل هذه العملية من وجهة نظرك خطأ عسكري أم عمل مقصود ومبرر؟ ولماذا أنكر المسؤولون الحكوميون علمهم بالعملية؟
بن براك: أبناء هنية ليسوا أطفالا، هم بالغون، وناشطون في حركة حماس. واذا كان هناك أحفاد فان هذا أمر سيء وخسارة أن يتم ذلك، لم أعلم بوجود أحفاد. أحد أبناء هنية يعمل في الأمور المالية لحماس وجميعهم نشيطون في التنظيم.
لا أدري سبب انكار الحكومة والوزراء للعملية، ويمكنك التوجه إليهم حول ذلك. حسب رأيي أعرف أن أبناء هنية متورطون بنشاط حماس وكل من هو متورط مع حماس شرعي تصفيته والمس به. هدفنا ألا يعود حماس للنشاط العسكري والسياسي. أما من حيث التوقيت وتأثيره على المفاوضات بالنسبة للمخطوفين، أرى أنه طالما لا يوجد اتفاق لاعادة المخطوفين، معناه لا يوجد وقف نار، لذا كل هدف هو شرعي.
س: ما رأيك في ادارة الحرب من قبل نتنياهو وفي سلوك الحكومة؟
بن براك: نتنياهو يدير الحرب بشكل سيء جدا. في هذه الحرب حققنا نجاحات عسكرية ومعها سقطات سياسية، كان علينا التفكير من اليوم الأول من يتوجب عليه الدخول إلى غزة بدل الجيش، الموافقة على الاقتراح الأمريكي، تشكيل ائتلاف ضد ايران، السماح للدول المجاورة الدخول لغزة وتشكيل قيادة جديدة فيها. غزة تابعة لأهلها وليس لاسرائيل ويجب أن يكون فيها حكم فلسطيني مسالم ضد الحرب، أن يطور الصناعة والتجارة، أن يبني مصانع ويعمل على تطوير غزة ورفاهية المواطنين فيها، وهذا ما دعت اليه أمريكا لكن نتنياهو عارضها بالمطلق، نتيجة وجود شركائه السيئين في الائتلاف، لذا ما زلنا ندفع الثمن سواء على صعيد العلاقات مع أمريكا وكذلك استمرار الحرب.
س: اذا برأيك ألا تتحمل "يش عتيد" مسؤولية في منع كل ذلك، برفضها الدخول للكابينت الحربي؟
بن براك: كلا، كان رأينا وشرطنا أن ندخل الحكومة بدون وجود سموتريش وبن غفير فيها، لكن نتنياهو تمسك بهما وأعلن أنه لا يرغب في اقالتهما، لذا رأينا أنه لن يكون لنا تأثير في الحكومة وفضلنا عدم الدخول اليها، ونرى أن "المعسكر الوطني" دخل للحكومة ولا يملك أي تأثير داخلها. وقلنا اذا كان اتفاق لاطلاق سراح المخطوفين ولا يملك نتنياهو أغلبية لذلك، فاننا مستعدون للتصويت من أجل الاتفاق لكن دون الدخول للحكومة.
س: لقد طالبتم بتقديم موعد الانتخابات الكنيست، وانضمت أطراف أخرى لهذه الدعوة، هل سيتم اجراء انتخابات جديدة قبل نهاية العام الحالي من أجل تغيير الحكومة الحالية؟
بن براك: بداية أقول "ان شالله" (قالها بالعربية) تكون انتخابات بأسرع وقت. هذه الحكومة سيئة للمواطنين وللدولة على حد سواء، قامت بعدة أخطاء ويجب تغييرها بسرعة. يجب ترميم علاقاتنا مع العالم وبيننا وبين أنفسنا وبين اليهود والعرب، نريد حكومة مغايرة حكومة أمن وسلام. اليوم للأسف الحكومة لا تطلب السلام وترتكب أخطاء كثيرة ويجب استبدالها بسرعة.
آمل أن يساهم المجتمع العربي في الانتخابات بنجاعة، فاليمين يملك القوة اليوم أكثر من المركز - يسار، لذا من الضروري أن تكون الاستجابة للانتخابات القطرية في المجتمع العربي مثل المحلية، وأن نتمكن مع الأحزاب العربية التي تعترف بدولة اسرائيل، من اقامة ائتلاف لتغيير وخدمة الدولة معا.
س: على ضوء ما أسمعه منك لا أرى خلافا جوهريا بينك وبين لبيد، فلماذا نافست لبيد على رئاسة الحزب في البرايمرز مؤخرا، وما هي الاستراتيجية الخاصة بك التي تميزك عن لبيد؟
بن براك: لا خلاف على الاستراتيجية السياسية والاجتماعية بيني وبين لبيد. أنا أنسب لنفسي أمورا تغيرت في الحزب منذ أن انضممت له، كما ساهمت في تغيير النظرة للمجتمع العربي، ورؤيتي أن الهوية الاسرائيلية هي المهمة وليس الدينية، وقد عملت الكثير من أجل ذلك وما يهمني هو المواطنة، وموقفي كما سبق وقلته بأن فتى من كفرمكندا يحق له الحصول على ما يحصل عليه ابن رعنانا.
أما خلافي مع لبيد يدور حول طرق ادارة الحزب وقضايا داخلية مثل اجراءات يجب أن تحصل داخل الحزب، وحاليا أواصل دوري ومهامي في الحزب والكتلة، وأتمنى أن أكون الرجل الثاني في الحزب في الانتخابات القادمة، لكن هذا ليس ما يشغلني حاليا بل اسقاط الحكومة.
في ختام اللقاء طلب بن براك أن يتقدم بتهاني العيد للجميع وتمنى عيدا سعيدا للمحتفلين بعيد الفطر المبارك وان يتحقق السلام للجميع.