لا يَزالُ عِنْدي أَشْياءُ كثيرةٌ أَقولُها لَكم - يوحنا ١٦: ١٢-١٥
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
١٢لا يَزالُ عِنْدي أَشْياءُ كثيرةٌ أَقولُها لَكم، ولٰكِنَّكُم لا تُطيقونَ الآنَ حَملَها. ١٣فمَتى جاءَ هوَ، أَي رُوحُ الحَقّ، أَرشَدَكم إِلى الحَقِّ كُلِّه، لِأَنَّه لن يَتَكَلَّمَ مِن عِندِه، بل يَتَكَلَّمُ بِما يَسمَع، ويُخبِرُكم بِما سيَحدُث. ١٤سيُمَجِّدُني لأَنَّه سيَأخُذُ مِمَّا لي ويُخبِرُكم بِه. ١٥جَميعُ ما هو لِلآب فهُو لي، ولِذٰلكَ قُلتُ لَكم، إِنَّه يأخُذُ مِمَّا لي ويُخبِرُكم بِه.

الحرب. السنة الثانية – يوم ٢٤٧ – (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على الناس، ودمار وأسرى وبدء إزالة لمخيمات اللاجئين).
"هَبْ لَنا نُصرَةً على المُضايِق، فالخَلاصُ مِنَ الإِنسانِ عَدَم" (مزمور ٦٠: ١٣). ارحمنا، يا رب. يا رب، حرب كبرى تهدِّد العالم اليوم، بعد هجوم إسرائيل على إيران. انظر يا رب من السماء إلى الكرمة التي زرعتها يمينك. انظر إلى الأقوياء الذين يظنون أنهم يجدون الحياة في موت غيرهم. اشفِنا جميعًا يا رب. أشفِ أهل الحرب. يبدو أنهم فقدوا رشدهم، وبصرهم. أصبحوا لا يرون الإنسان. هم خائفون. لا يرون إلا أنفسهم، فيضربون غيرهم. ارحمنا، يا رب. قُلْ لهؤلاء الكبار الذين فقدوا البصر أن الموت لا يأتي بالحياة. افتح عيونهم، يا رب، أعطهم أن يروا طريق الحياة. ارحمنا، يا رب.
إنجيل اليوم
"لا يَزالُ عِنْدي أَشْياءُ كثيرةٌ أَقولُها لَكم، ولٰكِنَّكُم لا تُطيقونَ الآنَ حَملَها. فمَتى جاءَ هوَ، أَي رُوحُ الحَقّ، أَرشَدَكم إِلى الحَقِّ كُلِّه، لِأَنَّه لن يَتَكَلَّمَ مِن عِندِه، بل يَتَكَلَّمُ بِما يَسمَع، ويُخبِرُكم بِما سيَحدُث. سيُمَجِّدُني لأَنَّه سيَأخُذُ مِمَّا لي ويُخبِرُكم بِه. جميعُ ما هو لِلآب فهُو لي، ولِذٰلكَ قُلتُ لَكم، إِنَّه يأخُذُ مِمَّا لي ويُخبِرُكم بِه" (١٢-١٥).
أحد الثالوث الأقدس. سر الثالوث الأقدس، الآب الكائن والابن كلمة الله والحبُّ المتبادل بين الآب والابن هو الروح القدس. الله روح لا مادة. ولهذا لا عدد له. إنه كائن. وهو روح محض، هو محبة، وهو أبونا وخالقنا.
2 / 4
قال يسوع لرسله في خطابه الأخير لهم: "لا يَزالُ عِنْدي أَشْياءُ كثيرةٌ أَقولُها لَكم، ولٰكِنَّكُم لا تُطيقونَ الآنَ حَملَها. فمَتى جاءَ هوَ، أَي رُوحُ الحَقّ، أَرشَدَكم إِلى الحَقِّ كُلِّه".
"أشياء كثيرة" يقولها يسوع للرسل، ويقولها لنا اليوم أيضًا. أمور كثيرة: ما هو في سرِّه العميق الذي لا يُدرَك، وما نحن، وماذا منحنا، وماذا نعمل بما يعطينا إياه. وما يريد الله منا، كيف نسير إليه في كل شيء. أشياء كثيرة يقولها لنا في تفاصيل حياتي كلها، كل يوم، وكيف أربط كل شيء بالله وأكون حاضرًا واعيًا أمامه في كل لحظة.
أشياء كثيرة عن الله، كيف نسمعه ونراه، كيف ندخل في نوره، ونحيا في الأبدية، مع كوننا نحيا على الأرض. على الأرض لكن مع الله.
"مَتى جاءَ هوَ، أَي رُوحُ الحَقّ، أَرشَدَكم إِلى الحَقِّ كُلِّه". روح الحق. الله هو الحق، الله محبة، الله الثالوث، الآب والابن والروح القدس. الله الذي يرافقني شخصيًّا، ويدعوني، كل يوم في كل خطوة أخطوها.
روح الحق، والنور، والحياة الجديدة، والسلام والعدل، في الحرب التي نعيش فيها، التي أنا فيها مع إخوتي وأخواتي.
"أَرشَدَكم إِلى الحَقِّ كُلِّه". الحق في الأرض المقدسة، أبن نجده؟ في زمن مضي، لما كان يسوع في هذه الأرض، المسؤولون فيها رفضوا الحق. واليوم ايضًّا الرفض نفسه موجود. يوجد في أرضنا صالحون، نعم، يقبلون الحق ويتضرعون إلى الله بتواضع، لكن أصحاب القرار يرفضون حقيقة الله، ويرون واقع الحرب فقط وضرورة موت الآخر.
"لا يَزالُ عِنْدي أَشْياءُ كثيرةٌ أَقولُها لَكم، ولٰكِنَّكُم لا تُطيقونَ الآنَ حَملَها". حتى الآن القادة في هذه الأرض عاجزون عن سماع ماذا يقول الله: سلام وعدل ومساواة، والوصية الوحيدة: أحبوا بعضكم بعضًا.
هذا أحد الثالوث الأقدس لنثبِّتَ نظرنا وقلبنا في الحق الذي هو الله، الذي خلقنا وأحبَّنا وجعلنا قادرين أن نحب مثله، وقادرين على صنع السلام والعدل مثله، بالرغم من ضلال أهل الحرب.
الله الآب والابن والروح القدس، الله القدوس، محب البشر. ونحن مهما كانت أرضنا وحياتنا على الأرض، مدعوون لأن نحيا مع الله أبينا وخالقنا، ومعه نبني الأرض، في نوره ومحبته، وفي سلامه وعدله.
ما هي علاقتي مع الله؟ أومن وأحمد الله لكل عطاياه.
أصبحت قريبًا من النهاية على الأرض، بين يديه، أتابع مسيرتي إليه. بكل فكر وكل قول وكل عمل، كل شيء فيَّ سير إلى إلهي وأبي.
ربي يسوع المسيح، عندك أشياء كثيرة تقولها لي. قد لا أفهم بعضها هنا. أنر قلبي لأراك دائمًا ولأعبر من هذه الأرض إليك، متى شئت آمين.
الأحد ١٥ /٦/٢٠٢٥ أحد الثالوث الأقدس / السنة ج