كوكب الهوا وقلعتها الصليبية Belvoir الشامخة
الكاتب : الأب رائد أبو ساحلية – راعي كنيسة القديس أنطون للاتين في الرامة
هنا تلتقي بالتاريخ العابق بالأحداث الجسام المتلاحقة، وبالشعوب المتعاقبة التي حاربت للسيطرة على هذه الأرض.. هنا كلهم مروا مرور الكرام ولم تستطع حمايتهم الحصون والقلاع... إني أتكلم عن قرية وقلعة... إنها كوكب الهوا... فما هي حكايتها؟

نرويها لكم من كتاب المؤرخ الدكتور شكري عرّاف "رقاد وقيام القرى والمدن الفلسطينية".
كوكب الهواء: (1992.2225)
تبعد حوالي 11 كم إلى الشمال من بيسان على قمة جبل يشرف على الغور البيساني وبحيرة طبريا وجبال عجلون في شرق الأردن. تحيط بها أراضي جبّول، كفرة، المرصص، يُبلى، دنّة، الطيبة والطيرة. ترتفع 312م عن سطح البحر وحوالي 550 م عن الغور إلى الشرق منها. إلى الجنوب والجنوب الشرقي منها عينان: الحِلو والجيراني.
وتحيط بها عدة مواقع أثرية مثل أم صابونة والزاوية من الشرق، بدرية والطاقة من الشمال الشرقي.
كانت في موقعها قلعة "أچرپـينا-Agrippina" أيام الرومان.
ذكرتها المصادر الصليبية باسم "هوبيليت –Hubelet" وأما "بلڤـوار-Belvoir" و"بڤوار-Bauvoir "، فهما اسمان للقلعة بعد أن شيدها فرسان الإسبتارية/الداوية عام 526هـ/1131م.
واسمها "Videbellum" باللاتينية و "Cocquet" بالفرنسية وتعني الظريف.
وفي مصدر اَخر يقول إن قلعتها بُنيت في عهد جون، سيد بيسان، زمن الملك الفرنجي فولك الأنجوي سنة 536هـ /1141م ضمن سياسته في تحصين شمال مملكة بيت المقدس، وذلك لتثبيت السيطرة الفرنجية على الطرق التي تمر في وادي الأردن شمالًا إلى دمشق وجنوبًا إلى القاهرة. تبلغ مساحة القلعة 14 دونمًا، وهي مستطيلة الشكل أطوالها 200م من الشمال إلى الجنوب و130م من الشرق إلى الغرب، أي أن محيطها يصل إلى حوالي 480م. وصل سُمك جدرانها إلى ثلاثة أمتار، أما جدارها الحجري فيرتفع حوالي 20م. بنى الفرنجة على أسوارها أبراجًا مربعة الشكل وأحاطوها بخندق تراوح عمقه بيم 10-12م. ملكها إيفو فيلوس الفرنسي، لكنه لم يعد قادرًا على تحمل نفقاتها فباعها لفرسان الاسبتارية سنة 564ه/1168م، بمبلغ 1400 بيزنط، وبعد ذلك بنيت القلعة من هؤلاء الفرسان، وبقيت في أيديهم حتى فتحها صلاح الدين الأيوبي سنة 584ه/1188م، وهذا يُشير إلى أنها بقيت مع قلعة صور صامدتين بعد معركة حطّين.
في عام 1219م هدم المعظم، حاكم دمشق، القلعة خوفًا من عودة الصليبيين إليها.
في عام 1241م أُعيدت القلعة للصليبيين بموجب اتفاقية بين ملك مصر، الصالح أيوب، وريتشارد من كورنڤيل، لكنهم لم يصلحوها. وفي أوائل القرن التاسع عشر سكنها العرب وبقيت إلى يوم احتلالها معهم.
كانت مزرعة في عام 1538م، أي في بداية الفترة العثمانية.
سكن 110 أشخاص داخل أسوارها عام 1859، حسب ماري روجرز.
قدر چيرين عدد سكانها بأربعين نسمة، وقال سكنوا في داخل السور وأن عددًا من العائلات فلاحون من اَل الزعبي. أما بعثة استكشاف فلسطين عام 1874 فقالت إن السكان يعيشون داخل الأسوار في مبانٍ من اللبن والبعض من الحجر، وأن بيوتها مبعثرة .
في نهاية الحكم العثماني تحوّلت أراضيها إلى جفتلك، أي أنها كانت للسلطان.
إستشهد من رجالها محمد حسين أبو الرُبّ، بعد أن قدمته قوات الاحتلال البريطاني إلى المحكمة العسكرية بتهمة حيازة مسدس وقد حكم عليه بالإعدام.
خرجت كوكب الهواء من أسوار قلعتها والتفت في مبانيها حول القلعة في شكلٍ دائري، وكان أكثر الامتداد في الشمال والغرب لشدة الانحدار في الاتجاهين الجنوبي والشرقي.
سكنتها الحمائل التالية:
-أبو الرُبّ: كان ياسين أبو الرب شيخ هذه الحمولة.
-الشجراوي/ العزايزة: وكان قاسم محمد صالح الشجراوي شيخهم.
-العجاجوة والخطيب.
بنى السكان مسجدًا لهم قبل فترة وجيزة من احتلال القرية.
في القرية مقام وهو المزار الذي يقع إلى الجنوب الغربي منها. دفن السكان موتاهم في مقبرتين مساحة إحداهما أربعة دونمات.
ساهم سكانها في الثورة الفلسطينية وكان رجا المساد يقود فصيلها. نُفّذ حكم الإعدام بالشهيد محمد حسين أبو الرب يوم 16 شباط 1938 بتهمة نسف أنبوب البترول الذي يمر بقرب القرية.
ملكت 9949 دونمًا وكانت مساحة مسطحها 56 دونمًا.
احتلتها القوات الإسرائيلية يوم 16 أيار بعد سقوط بيسان، وركزوا حولها مدفعية ضد القوات العراقية التي كان من المفروض أن تدخل المنطقة يوم 15 أيار، ثم دخلوها يوم 18 أيار مساءً وهدموا بيوتها.
أطلقت إسرائيل اسم "كوخاڤ هَيَردين" على الموقع.