قرية نصف جبيل بجوار سبسطية.. والبقية الباقية

الكاتب : الأب رائد أبو ساحلية، راعي كنيسة القديس يوسف للاتين في الرينة

نصف جبيل، تقع بالقرب من سبسطية، وكنت أسمع بوجود بعض العائلات المسيحية حول كنيسة الروم الأرثوذكس، التي ما زالت قائمة هناك بجرسيتها وجرسها وأبوابها المحكمة الاغلاق من كل الجهات.. وإذا بي أجد فقط أم حبيب العجوز الثمانينية التي قابلتها في بيتها القديم ولكنها رفضت أن نصورها،

قرية نصف جبيل بجوار سبسطية.. والبقية الباقية

ولم نجد أم نصار التي ذهبت عند بنتها في رفيديا للاحتفال بأعياد الميلاد هناك عند بنتها.. وكلاهما ما بقي في القرية من عشرات العائلات التي هجرتها تاركين وراءهم قبور آبائهم وأجدادهم وبقية من بيوت وأراض إذ أنهم باعوا معظمها.. وكلاهما تصران على البقاء لتلتحقا بزوجيهما المدفونان هناك.. وما هي إلا سنوات وتنتهي الحكاية كما انتهت في جاراتها برقة وسبسطية وبيت امرين اجنسينا التي لم يبقى فيها اي عائلة مسيحية.

قرية نصف جبيل - التسمية:

تعود كلمة نصف جبيل إلى اللغة اليونانية (اجبيل) وتعني الشمس أو بيت صناعة الخزف، ونصف جبيل تعني نصف الشمس. وجبيل تصغير لجبل، والسبب الغالب في تسميتها نصف جبيل هو ان القرية تم بنائها على مجموعة من الينابيع الطبيعية الواقعة بين الجبال. فكانت الشمس تشرق في فترة متأخرة وتغيب في فترة مبكرة. وبدلك تكون فترة الشمس ساطعة لنصف الوقت الطبيعي تقريبا وبناء على هذا سميت نصف اجبيل.

السبب الثاني انه تم تسميتها بهذا الاسم لأنها تقع في نصف الطريق بين جبيل الواقعة على الساحل اللبناني للشمال من بيروت، وبين جبيل الميناء الواقع على الخليج العربي منطقة الإحساء في المملكة العربية السعودية 520كم من الرياض.

الموقع الجغرافي:

نصف جبيل قرية صغيرة مساحتها 28 دونم تقع الى الشمال الغربي من مدينة نابلس مسافة 17كم. ويحدها من الشمال قرية اجنسنيا 1كم ومن الغرب قرية سبسطية 2.5كم ومن الشرق عصيرة الشمالية 7كم ومن الشمال بيت امرين 500م. وجميع هذه القرى تشترك مع نصف جبيل في الأراضي الزراعية.

كما أنها تقع على الشارع العام الذي يربط منطقة الغرب (طولكرم /نابلس) بالأغوار.

سكان نصف جبيل:

في القرية ديانتان الإسلامية والمسيحية. لقد كان في السابق معظم سكان القرية من المسيحيين ويعود المسلمون بأصولهم إلى القريتين المجاورتين بيت امرين وبرقة ومن مناطق أخرى والى من أسلم من العائلات المسيحية. أما المسيحيون فتعود أصول بعضهم إلى الغساسنة والبعض الآخر إلى شرقي الأردن. ولقد سجلت الحكايات والتواريخ أسمى القصص في التعاون والتراحم بين مختلف أفراد القرية وعائلاتها دون أي تمييز أو ضغينة أو عنصرية شخصية أو دينية.

أما عدد السكان فكان حسب الإحصائيات التي أجريت…..

  • في عام 1922م كان عدد سكان القرية162شخصا .
  • وفي عام 1931م كان عدد سكان القرية 210 أشخاص.
  • في عام 1/4/1945م كان عدد سكان القرية 260 شخصا.
  • وفي تاريخ 18/11/1961م 228 شخص (113 من الذكور 115 من الإناث ، وعدد المسلمين 178 شخصا والخمسون الباقون من المسيحيون).
  • يبلغ عدد سكان القرية في الوقت الحالي حوالي 380 نسمة .

لقد كانت هناك نسبة عالية من الهجرة العكسية من سكان القرية، طلبا للرزق. حيث كانت هذه النسبة العالية للسكان من الطائفة المسيحية والتي كانت آفاق الهجرة لها أوسع بحثا عن التجمعات المسيحية مثل بيت جالا وبيت ساحور وغيرها من المدن التي توجد فيها تجمعات مسيحية.

وحسب الإحصائيات انه في فترة النزوح عام 1948م نزح الكثير من أهل القرية إلى الأردن والخليج بسبب الاحتلال الإسرائيلي كسائر المدن والقرى الفلسطينية. هذه العوامل أدت إلى ثبات عدد السكان لفترة زمنية طويلة دون ازدياد.

اقتصاد وموارد السكان:

الزراعة وتربية الأغنام

العمل خارج فلسطين

العمل داخل الوطن

إن أراضي قرية نصف جبيل تبلغ حوالي 5054 دونما ويزرع معظمها بأشجار الزيتون، وبعض هذه الأشجار تعود للفترة الرومانية وهذا دليل على قدم زراعة القرية لأشجار الزيتون. وهذه الأشجار تشكل النسبة الأكبر من الأراضي المزروعة والتي تبلغ حوالي 767 دونما وتشكل الدخل الأكبر للفلاح في القرية، حيث أن معدل كمية الإنتاج تصل حوالي 30000 كغم من زيت الزيتون الصافي.

وتشتهر القرية بزراعة أشجار اللوز والتين والخوخ والمشمش والعنب…..الخ، وتبلغ الأراضي المزروعة من هذا النوع من المزروعات حوالي 256 دونما. كما ان القرية تشتهر بزراعة الحبوب مثل القمح والشعير والحبوب الأخرى.

ويعتني سكان القرية بتربية الأغنام بنوعيها السمار والبياض. وتعد هذه المواشي مصدر دخل ثاني للفلاح، ويبلغ عدد رؤوس الأغنام في القرية حوالي 1000راس.