عين بيريا بقرب صفد شاهد على القرية التي اعتمدت على الزراعة
تقع في الجهة الغربية من قرية بيريا المهجر أهلها، وبالذات على يسار الطريق الصاعدة من قرية عين الزيتون المهجر أهلها الى مدينة صفد، وتطل على جبل الجرمق الشامخ.. انها عين تصل اليها بدرجات صاعدة وتنبع من الجبل في حوض مستطيل تنحدر منه المياه الى ثلاث طبقات عبر مسارب منحوتة في الصخر.. مكان جميل ومياه عذبة ومنطقة تحيط بها الغابات وأشجار الزيتون من كل الجهات..!

وجاء في كتاب "كي لا ننسى" للدكتور وليد الخالدي، ما يلي:
كانت القرية تنتصب على المنحدر الجنوبي لتل يشرف على مدينة صفد جنوبا، ويواجه جبل الجرمق غربا. وعند أسفل هذا المنحدر كان يمتد واد عميق. وكان يفصلها عن صفد أراض زراعية يخترقها طريق عام يصل صفد بالبلدات والقرى المجاورة. ومن الجائز أن تكون بيريا أنشئت في موقع قرية يهودية في القرن الأول للميلاد. في سنة 1596 كانت بيريا قرية في ناحية جيرة (لواء صفد)، وعدد سكانها 319 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون، بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل وكروم العنب ومعصرة كانت تستعمل إما لعصر العنب وإما لعصر الزيتون.
في أواخر القرن التاسع عشر، كانت بيريا قرية مبنية بالحجارة ومحاطة بالأراضي الزراعية، معظمها للحبوب و53 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وكان سكان القرية، في معظمهم يعملون في الزراعة ويستمدون المياه للاستعمال المنزلي ولري المزروعات من بضعة ينابيع تجري في الجوار. وكانت القرية تعتمد على صفد في الحصول على الخدمات الأساسية وتسويق بضائعها.
يقول المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إن فرقة من البلماح استولت على بيريا في 1 أيار 1948, بينما استولت قوة أخرى على قرية عين الزيتون المتاخمة، وذلك تمهيدا للهجوم على صفد. وباستيلاء البلماح على هاتين القريتين، تمكنت قواته من إقامة خطوط الاتصال بالحامية اليهودية المرابطة في صفد، وتسهيل عملية الاستيلاء على المدينة تاليا.
بقي من بيريا نحو خمسة عشر منزلا، يقيم فيها سكان من مستعمرة بيريا، إذ وسعت المستعمرة لتشمل موقع القرية. وثمة أربعة منازل أخرى شبه مهجورة أو تستعمل مستودعات. ويشاهد بعض حجارة المنازل المهدمة في بعض حيطان المستعمرة. ويختلط ببعض الأشجار المغروسة حديثا كثير من شجر اللوز القديم والتين والزيتون والكينا المتناثرة في أرجاء المكان.
الصور بلطف من صفحة الأب رائد أبو ساحلية