طاحونة العسافية في مجرى وادي القرن

ينبع النهر من سفوح جبل الجرمق الشمالية ويصبّ شمالي عكّا في منطقة الزيب تحديدًا وادي قرية الزيب المهجّرة، بمكان قريب من مستعمرة نهاريا اليوم، يبدأ الوادي من قرية حرفيش ويصب بالنهر عين قرية بيت جن هو مرفده الأساس الأعلى إذ يلتقي هناك بعدد من الأودية السيلية الأصغر، وهنا يصبح اسم الوادي وادي بيت جن ويصبح اتجاهه شمالي غربي ويمرّ عبر تعرجات جبلية ليلتحم بوادي المنبع، ثم يمرّ شمالا بالقرية ويعرف وادي القرن بهذه المنطقة بوادي حبيس ولعله سمّي بهذا الاسم لأنه يصبح عميقا وضيقًا وكثير التعرجات بهذه المنطقة ويستقيم قبل وصوله لقرية الزيب مصبه الأخير.

تنتشر على امتداد الوادي عدة مطاحن كانت تخدم سكان القرى مثل ترشيحا معليا وفسوطة ولقبت منها شواهدها فقط، كانت تابعة لعائلات معينة وخلال فترة الاحتلال العثماني كانت تابعة للسلطات العثمانية. نتيجة للاستغلال الاستيطاني للمياه جفت مياه الوادي مع بداية سنوات الخمسينيات بدأت السلطات الإسرائيلية بسحب المياه من الينابيع والمصبات في النهر لتغذية المستوطنات القريبة. عين أم طمرون هي العين الوحيدة التي لم يعبث الاحتلال بها لوجود نباتات وحياة بيولوجية فريدة تغذيها العين.

بعد أن زرت في السابق قلعة منفورت المشرفة على وادي القرن من جهة معليا.. وبعدما نزلت الى الوادي من القلعة وسرت بالاتجاه العلوي الى الجهة الشرقية.. قررت أن أسير في الجهة الغربية من الوادي ابتداء من طاحونة الثقافية بالاتجاه الشرقي الى عين الهردويل... وقد صورت الماء والأشجار والنباتات والورود التي صادفتها في الطريق... وإليكم الحصاد الصور التي وجدتها في جعبتي في نهاية المشوار والتي اشاركها معكم.. بالرغم من أن المياه شحيحة بسبب قلة الأمطار لذلك من الأفضل زيارة الوادي بعد شهر أو شهرين أملا من تدفق المزيد من الأمطار...!