دير المحرقة على قمة جبل الكرمل تاريخه وحديقة الحجارة المزخرفة
يملك الكرمليون ديراً صغيراً في موقع المذبحة التي قام بها القديس الياس والمعروف باسم "المحرقة ". تبعد "المحرقة" حوالي ثلاثين كيلو مترا من حيفا.

يروي سفر الملوك ان النبي الياس بنى هيكلا، خلال حكم الملك آحاب والملكة ايزابيل. وقد ناشد الله ان يُنزل ناراً من السماء على المذبحة. وتم قتل انبياء البعل في نهر كيشون الذي يجري بقرب الجبل الذي تقع عليه المحرقة.
يروي الكتاب المقدس ان القديس الياس، رأى بعد المذبحة، غيمة على قمة جبل الكرمل والتي جلبت الامطار بعد المَحِل. رأى الكرمليون بالغيمة رمزاً للعذراء مريم، التي تُمطر البركات. وهكذا نما وازدهر في آن واحد التعبد للقديس الياس وللعذراء مريم الممجدة.
يكتب الأب رائد أبو ساحلية على صفحته: ما استوقفني في هذا الدير المُعلق عاليا على جبل الكرمل الشامخ ليس فقط تمثال مار الياس/ النبي ايليا، على مدخله الذي يُشهِرُ سيفه ويقتل أحد كهنة آلهة البعل، ولا الكنيسة الصغيرة الجميلة المبنية عام ١٨٨٣، ولا البانوراما الرائعة التي نراها من سطح الدير والتي تُطل وتُشرف على كل البلاد من كل الجهات.
ولكن أولاً "كرم زيتونات الكرمل" من الجهة الشرقية والذي زرناه وصورناه ووثقناه ونشرنا عنه؛ وثانياً وخصوصاً، الحديقة أمام الدير المزخرفة بالمناظر المبنية من حجارة صغيرة مُخرَّمة والمُصمَّمة بأشكال مختلفة وبالذات الزهور والنباتات المزروعة في كل مكان ومن كل الأنواع التي تُزيِّنُ البستان وخاصة الصُّباريات بأنواعها.. وقد تم تصميمها لتحوي وتأوي بعض التماثيل الصغيرة.
يقول الدكتور عاطف عبود في كتابه "على خطى المسيح – دليل الأراضي المقدسة": على يسار طريق 762 دالية الكرمل – مفرق الياكيم (أم الزينات) وعلى مقربة من دالية الكرمل هناك طريق فرعية باتجاه دير المحرقة. يبعد الدير عن الطريق العام مسافة 3 كم. ويجثم على قرن الجبل الجنوبي على ارتفاع 482 م فوق سطح البحر كأنه الأسد في عرينه. ينكشف أمام المشاهد من الغرب البحر المتوسط وأحراش الكرمل الخضراء، ومن الجنوب الشارون ومن الشرق مرج ابن عامر وجبل الطور ومن الشمال جبال الجليل، ويعرض للناظر منظرا فريدا في جماله، ساحرا وخلابا، يدعو المشهد المتأمل للإصغاء إلى صلاة النبي إيليا في حفيف أوراق الشجر، وسعير النار بين الصخور والوديان والحطب. في هذه البقعة النائية الجميلة، كل شيء يدعوك الى الاصغاء والتفكير والتأمل. يقول الكتاب: "فهبطت نار الرب وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب، حتى لحست الماء الذي في القناة" (1 ملوك 18:38). فدعي الدير والمكان بالمحرقة. وتذكارا لهذه الأعجوبة جاء رهبان اسبان عام 1868م وبنوا ديرا لهم، وعلى سطحه رسموا خريطة للبلاد المقدسة.
الصور بلطف عن صفحة الأب رائد أبو ساحلية