"القيامة" تحاور المايسترو "الجولانية" تمارا حلبي: جوقة الفردَوس، هي أول جوقة غنائية مهنيّة للأطفال في هضبة الجولان

انتشرت في السنوات الأخيرة جوقات الغناء والفرق الموسيقية في بلداتنا العربية، واعتدنا مشاهدة قائدي تلك الفرق الموسيقية وهم يقفون على المسرح، يؤدون دورهم القيادي وتوجيه العازفين والمنشدين بحركات من أيديهم، لكننا فوجئنا بمشاهدة امرأة تقف وتقود الفرقة الموسيقية في مجتمعنا، وخاصة في منطقة بعيدة مثل هضبة الجولان السوري المحتل، ألا وهي الفنانة تمار حلبي وهي مغنية وعازفة ومعلمة موسيقى وقائدة لجوقة غنائية. للتعرف على هذه الفنانة أجرينا هذا اللقاء معها.

"القيامة" تحاور المايسترو "الجولانية" تمارا حلبي: جوقة الفردَوس، هي أول جوقة غنائية مهنيّة للأطفال في هضبة الجولان

القيامة: هل لك أن تعرفينا على تمار حلبي، من هي، ثقافتها، عملها..!

تمارا: تمارا الحلبي عازفة عود ومغنية وقائدة جوقة الفردوس الجّولانية. حاصلة على لقب أول في الموسيقى الشرقية من أكاديمية الموسيقى والرقص في القدس، وطالبة للقب ثاني في موضوع العلاج عن طريق الموسيقى في جامعة حيفا. تعمل كمعلّمة للموسيقى في مدارس الجّولان.

القيامة: ما الذي جعلك تتجهين لدراسة الموسيقى، خاصة كفتاة في منطقة نائية وبعيدة عن المركز؟

تمارا: بالنسبة لي الموسيقى تجعلنا أقرب الى انسانيّتنا وتتيح لنا التواصل مع هذا العالم، ويمكنها ان تتجاوز جميع الحدود الجغرافية والثقافية!

اما الغناء بالنسبة لي فهو التّعبير البشري الأعمق والأقرب إلى الطبيعة! إنني أؤمن بأنه علينا أن نُذوّت ثقافة الغناء في داخلنا حتى نكون أشخاصًا أفضل وأكثر عطاءً للمجتمع..الغناء ببساطة هو أن تكون أنت.

أردت ان أحترف العزف على آلة العود وان أصبح معلّمة مهنيّة للموسيقى في بلدي الجولان، لذا اخترت أكاديمية الموسيقى والرقص في القدس عنواناً لي لأن اكون أفضل وأتطور موسيقيا! الأكاديميا وفرت لي الفرص للتعلم على يد أفضل الأساتذة في البلاد، منهم: سامي خشيبون، كميل شجراوي، بروفيسور تيسر الياس، مخائيل مارون وحجاي بلتسكي.

البُعد الجغرافي لم يكن عائقا بالنسبة لي، فشغفي في التعلّم والتطور تجاوز جميع الحدود الجغرافية!

القيامة: كيف تأسست جوقة الأولاد، وما الهدف من وراء تأسيسها وممن تتكون؟

تمارا: جوقة الفردَوس، هي أول جوقة غنائية مهنيّة للأطفال في هضبة الجولان.

أردت ان أخلق حالة جديدة في الجوّلان ونمط جديد من التعلم الموسيقي! نمط مهني، يتضمن تعليم المقامات الشرقية، الصولفيج، الايقاعات الشرقية المختلفة، والهارمونيا.

بالنسبة لي جوقات الأطفال بالاضافة إلى أنها تساعدهم على تطوير أنفسهم موسيقيّاً، لها أبعادها الاجتماعية والتربوية، فهي تمنح الأطفال فرصة للتعبير عن أنفسهم بطريقة فنية وإيجابية، وتساعدهم على التواصل مع الآخرين وتطوير مهاراتهم الاجتماعية، مما يساعدهم في بناء شخصياتهم! وتعزز ثقتهم بأنفسهم وتحفزهم على تحقيق النجاح في الحياة. بالإضافة إلى ذلك، تساعد الأطفال على تطوير مهارات تواصلية مهمة، مثل القدرة على العمل ضمن مجموعة وتقبل الآخرين، والمساهمة في تعلم مهارات التأقلم مع أي بيئة جديدة ومواقف مختلفة.

القيامة: ما هي برامج الجوقة في المرحلة الحالية، وما هي طموحاتك معها؟

تمارا: جوقة الفردَوس تساعد الأطفال على التواصل مع ثقافتهم وايضا امكانية الانفتاح على ثقافات أخرى. قريباً ستقوم جوقة الفردوس بالمشاركة في مشروع موسيقي ملهم، بعدما ان تمت دعوة تمارا وجوقتها الفردوس من قِبَل جمعية معمل الموسيقى بقيادة المايسترو حن سمبلستا، للإشتراك بمشروع موسيقي يضم عدة جوقات من داخل وخارج البلاد.

في المشروع سيقومون بأداء البوم ادياموس لِلملحّن البريطاني كارل جينكينس. "أدياموس" تعني باللغة اللاتينية "لنقتَرب"، وانا أؤمن بالتعدّدية الثقافية ومساهمتها بأن نكون على تواصُل مع هذا العالم بالإضافة إلى أنها تُشكّل دوراً هاماً في تعزيز التنوع الموسيقي وفتح الأبواب أمام تدفق الأفكار والموسيقى الجديدة.

الجوقة حاليّاً في بداية رحلتها الموسيقية المهنيّة وتطمح بأن تصبح جوقة تضم فئات عمرية مختلفة، بما فيها جوقة فردوس النّسائية بقيادتي، التي ستفتح ابواب التسجيل لها في السنة القادمة.

القيامة: ماذا تعني لك الموسيقى، وما هي أهميتها في حياتك؟

تمارا: من أحلامي وطموحاتي في مجال الموسيقى، إنشاء كونسرفتوار احترافي في بلدي يضم عدة دورات متنوعة ودورات نظرية في التاريخ الموسيقي وعلم المقامات، وتنمية السمع وعدة مدرسين يقومون بتدريس الآلات المختلفة.

بالنسبة لي، الموسيقى ليست فقط مجالًا ثقافيًا وفنيًا، ولكنها أيضًا أداة مهمة للعيش في عالم أفضل. إنها قادرة على تجاوز جميع الحدود وتقريب النّاس لذلك، يمكن استخدام الموسيقى كأداة لتعزيز السلام والتعاون بين الثقافات المختلفة.

بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم الموسيقى أيضًا كأداة لتحسين الصحة العقلية والبدنية، تشير الدراسات إلى أن الموسيقى يمكن أن تؤثر على أجسامنا، وتقلل من القلق والتوتر، وتجعلنا نشعر بالهدوء والتركيز. لذلك، يمكن استخدام الموسيقى كأداة للعلاج النفسي والبدني وتعزيز الصحة العامة!

  • هذا اللقاء تم بالتعاون مع صحيفة "الصنارة".