الفاتيكان: المسيحيون في الأرض المقدسة بحاجة إلى مساعدتنا الآن

وجه الكاردينال كلاوديو غوجيروتي، عميد دائرة الكنائس الشرقية، نداءً إلى جميع الكنائس حول العالم للمساهمة بسخاء في حملة التبرعات للأرض المقدسة، التي تُقام سنويًا خلال يوم الجمعة العظيمة. وأعرب عن قلقه العميق إزاء المأساة التي يتقاسمها المسيحيون في المنطقة مع إخوتهم من الديانات الأخرى. وقال في حديثه لوسائل الإعلام الفاتيكانية: "إن الذين هم هناك يحتاجون إلى مساعدتنا الآن. بالنسبة لمسيحيينا في الأرض المقدسة بشكل عام، ربما تكون هذه الفرصة الأخيرة. إنّ هؤلاء المسيحيون موجودون هناك منذ أيام يسوع، وهم حراس الأماكن المقدسة".

الفاتيكان: المسيحيون في الأرض المقدسة بحاجة إلى مساعدتنا الآن

وفي الرسالة التي وجهها إلى الأساقفة، والتي نُشرت في ١٧ آذار، بهدف تسليط الضوء على الأهمية الخاصة لحملة التبرعات في هذا الظرف التاريخي، أشار الكاردينال غوجيروتي إلى "البكاء"، و"اليأس"، و"الدمار" الذي شهدته الأرض المقدسة خلال السنوات الأخيرة من العنف والصراع. وأضاف: "لهذا السبب، يتحول نداؤنا من أجل المسيحيين في الأرض المقدسة إلى نداء عام لإيجاد حل سريع وفوري لوضع حدٍ لهذا العار، لهذه الغنيمة التي يتم تقسيمها كما لو كانت ملكية خاصة". إنّ الأرض هي ملك للناس، تابع الكاردينال غوجيروتي يقول وأكد في هذا السياق على الحاجة الملحة لإعادة إحياء حوار حقيقي وأصيل، وقال: "يكون الحوار صعبًا جدًا أحيانًا، لكنه ينقذ الأرواح، والشرط الوحيد للحوار هو احترام الآخر".

وأشار الكاردينال غوجيروتي إلى أنه لا شك في أن أحد الأهداف الرئيسية لحملة التبرعات هو الحفاظ على الأماكن المقدسة، ولكن في الوقت الحالي، الأولوية هي عدم فقدان الجماعات المسيحية. وأكد قائلاً: "لا يمكننا أن نخاطر بحدوث شتات كبير للمسيحية، وأن نتخلّى عن الأراضي التي لا تزال تحمل أريج المسيح. هؤلاء الشعوب هم شهادة حية لاستمرارية مع المسيح. نحن لا نرفع صوتنا فقط لأسباب إنسانية، بل لأن هؤلاء الناس هم بالنسبة لنا سرّ حيّ. لكن من الواضح أن صوت الكنيسة يعلو أيضًا دفاعًا عن جميع المضطهدين، والضعفاء، والمعذبين، والمتروكين".

من بين التداعيات السلبية للتوترات التي تعصف بالأرض المقدسة، التأثير الكبير على حركة الحجّاج. فالحجّ ليس مجرد زيارة للأماكن التي وطئتها قدما المسيح، بل هو خبرة روحية عميقة لاستيعاب سرّ تجسد الله بدافع المحبة. واليوم، أصبح للحجّ أيضًا قيمة إضافية: أن يُظهر ويشهد على التضامن مع الذين يتألمون ويتعرضون للظلم. وهذه الحقيقة تزداد أهمية مع اقتراب عيد الفصح في سنة يوبيل الرجاء.