أَنا نُورُ العالَم، مَن يَتبَعْني لا يَمْشِ في الظَّلام - يوحنا ٨: ١٢-٢٠

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

١٢وكَلَّمَهم أَيضًا يسوعُ قال: أَنا نُورُ العالَم، مَن يَتبَعْني لا يَمْشِ في الظَّلام، بل يكونُ لَه نورُ الحَياة. ١٣فقالَ له الفِرِّيسيُّونَ: «أَنتَ تَشهَدُ لِنَفسِكَ، فشهادَتُكَ لا تَصِحّ». ١٤أَجابَهم يسوع: إِنِّي، وإِن شهِدتُ لِنَفْسي فشَهادتي تَصِحّ، فأَنا أَعلَمُ مِن أَينَ أَتَيتُ، وإِلى أَينَ أَذهَب. أَمَّا أَنتُم فلا تَعلَمونَ مِن أَينَ أَتَيتُ، ولا إِلى أَينَ أَذهَب. ١٥أَنتُم تَحكُمونَ حُكْمَ البَشَر، وأَنا لا أَحكُمُ على أَحَد. ١٦وإِذا حَكَمتُ، فحُكْمي صَحيح، لِأَنِّي لَستُ وَحْدي، بل أَنا والَّذي أَرسَلَني. ١٧وكُتِبَ في شَريعَتِكم: شَهادَةُ شاهِدَيْنِ تَصِحّ. ١٨أَنا أَشهَدُ لِنَفْسي، والآبُ الَّذي أَرسَلَني يَشهَدُ لي أَيضًا». ١٩فقالوا له: أَينَ أَبوك؟ أَجابَ يسوع: أَنتُم لا تَعرِفوني ولا تَعرِفونَ أَبي، ولَو عَرَفتُموني لَعَرَفتُم أَبي أَيضًا. ٢٠قالَ هٰذا الكَلامَ عِندَ الخِزانَة وهو يُعَلِّمُ في الهَيكَل، فلَم يُمسِكْه أَحَدٌ لِأَنَّ ساعتَه لم تَكُنْ قد جاءَت.

أَنا نُورُ العالَم، مَن يَتبَعْني لا يَمْشِ في الظَّلام - يوحنا ٨: ١٢-٢٠

الحرب. السنة الثانية – يوم ١٧٩ – (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على الناس، ودمار وأسرى وبدء إزالة لمخيمات اللاجئين).

"إِلَيكَ، يا رَبِّ، أَصرُخ، يا صَخرتي، لا تَتَصامَمْ عنِّي، لِئَلَّا تَصمُتَ عنِّي فأُشبِهَ الهابِطينَ في الهاوِيَة. اسْتَمِعْ لِصَوتِ تَضَرُّعي حين أَصرُخُ إِلَيكَ" (مزمور ٢٨: ١-٢).

ارحمنا، يا رب. ""إِلَيكَ، يا رَبِّ، أَصرُخ، يا صَخرتي، لا تَتَصامَمْ عنِّي". إليك نصرخ، يا رب. أهل الموت يقطعون علينا الماء والخبز والعلاج، ويقصفون ويدمرون. وأنت ترى، يا رب ما يصنعون وما يريدون، يريدون الموت لكل سكان قطاع غزة. والضفة الغربية. يريدون إبادتنا. إلى من نلجأ إلا إليك. أنت حامينا الوحيد. ربنا، أبانا، إنا نؤمن، أنت الموجود، وأنت الحامي الوحيد. الناس حكموا علينا بالموت. لكن الحياة والموت بين يديك. ربنا، أبانا، لا تتركنا. أنت أبونا، أنت ملجأنا الوحيد. ارحمنا يا رب. ارحم أطفالنا الذين يبكون ويموتون.

إنجيل اليوم

وكَلَّمَهم أَيضًا يسوعُ قال: أَنا نُورُ العالَم، مَن يَتبَعْني لا يَمْشِ في الظَّلام، بل يكونُ لَه نورُ الحَياة... أنا أَشهَدُ لِنَفْسي، والآبُ الَّذي أَرسَلَني يَشهَدُ لي أَيضًا فقالوا له: أَينَ أَبوك؟ أَجابَ يسوع: أَنتُم لا تَعرِفوني ولا تَعرِفونَ أَبي، ولَو عَرَفتُموني لَعَرَفتُم أَبي أَيضًا. قالَ هٰذا الكَلامَ عِندَ الخِزانَة وهو يُعَلِّمُ في الهَيكَل، فلَم يُمسِكْه أَحَدٌ لِأَنَّ ساعتَه لم تَكُنْ قد جاءَت" (١٢ و١٨-٢٠).

يسوع يعلِّم، ويوجه كلامه إلى الفريسيين الذين يرفضون أن يفهموا ويعرفوا. جاء يسوع ليخلِّص لا ليحكم على أحد. وهو الآن يتكلم علانية وبوضوح ويقول من هو. إنه يأتي من عند الآب. إنه نور العالم، ونور الحياة.

يسوع يعلِّم، والفريسيون يقولون له: أين أبوك؟ عندما يُوحِلُ الإنسان في الشر ويغرق ولا يريد أن يفهم يطرح أسئلة لا معنى لها. لا يقدرون أن يفهموا لأنهم لا يريدون أن يفهموا. يقولون لكلمة الله الأزلي، ولا يعرفونه، مع أنه أعطاهم ما يكفي من الآيات ليعرفوه، أنه ليس من هذا العالم، وأنه يأتي من عند الآب. رأوا الآيات لكنهم لا يريدون أن يروا. جاء يسوع للجميع، ولهم أيضًا، ولكل الذين يرفضون الإيمان به.

لنا أيضًا جاء يسوع. فيَّ أيضًا قد يكون بعض الرفض، بعض العمى والغرق في شؤون الأرض. فلا أسعى السعي الكافي لأفهم أنا أيضًا ما معنى نور العالم، وما معنى أنه جاء من عند الآب.

أعطانا الله ما يكفي من الآيات لنعرف يسوع المسيح كلمة الله الأزلي، الإله الحق والإنسان الحق، ولنفهم تعليمه: كونوا قديسين كما أن الله هو قدوس، فوق كل خيرات الأرض، فوق كل خصومات وحروب الأرض، قادرين أن تغلبوا الشر في كل الحروب.

لندخل في نور الله ولننشره على الأرض. ولنقاوم الشر، لا بطرق الناس، بل بطرق الله. الشر على الأرض يفترس الأرض، والأشرار كثيرون، وهم أيضًا يجب أن يَخلُصُوا، هم أيضًا مدعُوُّون إلى النور. وأنا الصغير، المتواضع، العاجز، مُرسَلٌ لأغلب الشر في الأرض، بقدرة الله، خالق الأرض.

أفكر في رسالتي، في ما يطلبه الله مني، في رحمته لي ولأخوتي. الحصاد كثير، والخطيئة كثيرة، والحرب تدمر أبناء الله، والله يسألني: هل تريد أن تساعد لي إصلاح الأمور؟

طبعًا، ربي، أريد. لكن علِّمْني كيف أعمل. قل لي ماذا تريد مني. وأرسلني حيثما تشاء، واحفظني في نورك، وفي قدرتك، وفي حبك، حتى أقدر أن أعطي الحياة من جديد حيث الحرب والموت. ربي، أرشدني، أظهر لي وجهك، خذني بيدي، لأنك تعرف أني لا أقدر أن أعمل شيئًا من دونك. معك أقدر أن أحيا، وأن أنشر النور والحب. ارحمني، يا رب، ارحمني. آمين.

الاثنين ٧/٤/٢٠٢٥                     الأحد الخامس من الصوم - السنة/ج