أمي
الكاتب : زياد شليوط - شفاعمرو
أمي.. وإن مرّت علينا وغلبتنا السّنون وبتنا في حياتنا ناجحين مستقلين

أمي..
وإن مرّت علينا وغلبتنا السّنون
وبتنا في حياتنا ناجحين مستقلين
أمي..
وإن دارت بنا وصقلتنا الأيام
وأصبحنا كباراً بحجم الأهرام
أمي..
وإن هجمت على قلوبنا الويلات
وتوالت على وجودنا الهجَمات
أمي..
وإن صادروا منا الأرض وسلبوها
وإن سجنوا منا المنتفض واعتقلوه
وإن جرفوا الكرم والزيتون داسوه
فأنت الأرضُ والدّارُ.. أنت من يحميها
أمي..
وإن غافلك دون رحمة العُمر
وأضحيتِ في مقعدك تجلسين بصبر
تكفي منكِ نظرةٌ أو دعوةٌ من قلبٍ ملؤُه الطّهر
"إذهب يا ولدي، فالرّبُ معك
والعذراءُ تحميك – بنيّ- من كلّ شرّ"
أمي..
ما أجملها من دعوة
أحملها زاداً وأيقونةً أعلّقها على الصّدر
فالأمّ رضاها من رضى الله
من يحظى بهما يفوزُ في الحياةِ ويعيشُ النّصر
أمي..
ستبقين كما كنتِ في نظري
معينةً لنا ومشيرةً في كلّ أمر
منيعةً لا تقوى عليكِ قوى الشّر
منبعًا للحبّ والعطف والخيرِ
فأنت الحصنُ المنيع والمعين
أمي
وإن قهرك بعد طول عمر الموتْ
وإن دخلتِ طائعةً عالمَ الصمتْ
فأنت لنا مصدرُ فخرٍ في كل وقتْ
وقلوبُنا طافحةٌ بمحبتك ودفء قلبك