يسوع واحد مع الآب - يوحنا ١٦: ٢٣-٢٨

٢٣ وفي ذلكَ اليَوم لا تسأَلونَني عن شَيء. الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: إِنَّ سَأَلتُمُ الآبَ شَيئًا بِاسمي أَعطاكم إِيَّاه ٢٤ حتَّى الآن لم تَسألوا شَيئًا بِاسمي. اسأَلوا تَنالوا فيَكونَ فَرحُكم تامًّا. ٢٥ قُلتُ لَكم هذهِ الأَشْياءَ بِالأَمثال. تَأتي ساعَةٌ لا أُكَلِّمُكم فيها بِالأَمثال، بل أُخبِرُكم عن الآبِ بِكَلامٍ صَريح. ٢٦ في ذلك اليَومِ تَسأَلونَ بِاسمي ولا أَقولُ لَكُم إِنِّي سأَدْعو الآبَ لكُم ٢٧ فَإِنَّ الآبَ نَفسَه يُحِبُّكُم لأَنَّكُم أَحبَبتُموني وآمَنتُم أَنِّي خَرجتُ مِن لَدُنِ الله. ٢٨ خَرَجتُ مِن لَدُنِ الآب وأَتَيتُ إِلى العالَم. أَمَّا الآن، فَإِنِّي أَترُكُ العالَم وأَمضي إِلى الآب.

يسوع واحد مع الآب - يوحنا ١٦: ٢٣-٢٨

الحرب ٢١٥

        "آمنتُ حتَّى حينَ قلتُ: إِنَّ بُؤسي لشديد. أَنا القائِلَ في اضطِرابي: كُلُّ إِنْسانٍ كاذِب.
يَشُقُّ على الرَّبِّ مَوتُ أَصْفِيائِه.  آهِ يا رَبِّ، فإِنِّي عَبدُكَ" (مزمور ١١٦: ١٠-١١و١٥-١٦).

        ارحمنا، يا رب. ارحم غزة ورفح وكل أرضك المقدسة. "آمنتُ حتَّى حينَ قلتُ: إِنَّ بُؤسي لشديد". آمنت، بالرغم من كل اضطرابات الأرض. آمنت بالرغم من كل حروب الناس. آمنت يا رب، أنا عبدك، أنا ابنك، خلقتني على صورتك، وأنت أبي. أنت أبونا، جميعًا. مهما اشتد بؤسي، إني أومن. مهما كانت آلامنا إني أومن، وأومن أنه " يَشُقُّ عليك مَوتُ أَصْفِيائِك".. أومن أنك سترحمنا. انظر إلى أبنائك، يا رب، وارحم.

        إنجيل اليوم

        "في ذلك اليَومِ تَسأَلونَ بِاسمي ولا أَقولُ لَكُم إِنِّي سأَدْعو الآبَ لكُم، فَإِنَّ الآبَ نَفسَه يُحِبُّكُم لأَنَّكُم أَحبَبتُموني وآمَنتُم أَنِّي خَرجتُ مِن لَدُنِ الله. خَرَجتُ مِن لَدُنِ الآب وأَتَيتُ إِلى العالَم. أَمَّا الآن، فَإِنِّي أَترُكُ العالَم وأَمضي إِلى الآب" (٢٦-٢٨).

        "في ذلك اليَومِ تَسأَلونَ بِاسمي". في ذلك اليوم، متى تمَّت مشيئة الآب، متى تمَّ كل شيء على الصليب، عندما يأتي الروح المؤيِّد ليذكِّرَكم بكل ما قلته لكم، ستعملون كل شيء باسمي، ستكرزون بالإنجيل، ستبذلون حياتكم في سبيلي، ستسألون الآب باسمي حتى يؤمن العالم.

        في ذلك اليوم، ستسألون وستعرفون أن الآب يحبُّكم، "لأنَّكُم أَحبَبتُموني وآمَنتُم أَنِّي خَرجتُ مِن لَدُنِ الله".

        يسوع واحد مع الآب. والآب يُحِبُّنا جميعًا، يُحِبُّ كل واحد منا. أظهر حبه لنا في يسوع المسيح، كلمته، لما صار إنسانًا، وأشفق على الناس، وأحبّ الناس فبذل حياته لخلاص الناس.

        حياتنا معركة، لا مع شرور الناس، بل معركة مع أنفسنا، حتى نبقى في حب الآب، حتى نحيا مع الآب، حتى نعي أن الله معنا فنكون حاضرين أمامه ومعه. حياتنا معركة حتى نرى الله، بالرغم من كل غبار الأرض وأوحالها.

        في ذلك اليوم، بعد الموت والقيامة، ستعرفونني وتعرفون الآب، وستبدأون تطلبون الشيء الواحد الضروري، وهو السكنى في ديار الرب، وهو الحياة مع الآب.

        نسير في هذه الأرض مع كل مشاريعنا البشرية، الصالحة وغيرها دونها صلاحًا، نسير مع كل تردداتنا، ومظاهر ضعفنا، ونسأل أن نرى الآب. جهد مستمر. تنقية مستمرة لذاتنا، حتى نرى الآب.

        نحن نعلم أننا لا نقدر شيئًا بقوانا وحدها. قال لنا يسوع: بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا. معي تقدرون أن تعملوا شيئًا كثيرًا وتحملوا ثمرًا كثيرًا. ولنتذكر دائما كلمة يسوع: إن آمنتم بي، تستطيعون أن تعملوا ما أعمل، بل أكثر أيضًا. ما صنع يسوع على الأرض، الخير الذي صنعه، والفداء الذي صنعه، ورجوعه إلى الآب: نستطيع ذلك، نحن مدعوون إلى ذلك. ومع يسوع نقدر. إذن نؤمن ونترك روح يسوع يعمل فينا، يصوغنا، ويحررنا من أنانياتنا، حتى نحيا حياة الله، ونبدأ الحياة الأبدية هنا على الأرض.

        خَرَجتُ مِن لَدُنِ الآب وأَتَيتُ إِلى العالَم. أَمَّا الآن، فَإِنِّي أَترُكُ العالَم وأَمضي إِلى الآب".

        يسوع يجذبنا إليه لنرتفع فوق العالم، ونعود معه إلى الآب. نؤمن، ونجتهد للتحرر من أنانياتنا، ونتركه يعمل فينا.

        ربي يسوع المسيح، جئتَ إلى الأرض، وعرَّفتنا بالآب. وعرَّفتنا بالحياة الأبدية التي هي أن نعرف الآب ونعرفك. جئت لتعلِّمنا أن نبدأ الحياة الأبدية في وسط كل ويلاتنا. أعطني أن أرى، أعطني أن أبدأ الحياة الأبدية في وسط ويلات الأرض. آمين.

السبت ١١/٥/ ٢٠٢٤                     الأسبوع السادس للفصح