عشت شامخا ورحلت شامخا

الكاتب : نور ميخائيل سلمان - عبلين

القيامة - نص الكلمة التي ألقاها نور ميخائيل سلمان، في تأبين عمه المحامي والكاتب فرج نور سلمان، الذي أقيم بعد قداس الأربعين يوم السبت 25/5/24 وبهذه المناسبة أصدرت عائلة الاستاذ فرج نور سلمان، كتيبًا من 51 صفحة تم توزيعه بعد جناز الأربعين، اشتمل كلمات تأبينية مؤثرة ولقطات وصور من حياته.

عشت شامخا ورحلت شامخا

بكيتك كما بكيت والدي ايها العم الغالي فرج.. أنت من الراحلين دون أن ترحل منا، كنا صغارا ورأيناك كبيرا، كبرنا وكلما كبرنا كبرت أكثر، كنت القدوة لنا نستمع ونستمتع بأحاديث اخوتك واخواتك عن صولاتك وجولاتك القانونية القضائية، وعن نجاحاتك في أروقة المحاكم .

لقد كنت المحامي الموهوب الملتزم بالعدالة والقانون. قدمت خدمات قيمة للمجتمع وساهمت في تحقيق العدالة وحقوق الأفراد. فقدانك خسارة كبيرة للمجتمع الإنساني والقانوني.

عمي الراحل الباقي فينا.. أحببناك فأنت العم الذي كبرت ولم تتكبر، نجحت وبقيت متواضعا منتميا لعائلتك ولمجتمعك رابطا أخلاقياتك وسمو فكرك بما أخذته وتعلمته من والدك جدي نور ووالدتك جدتي كاملة رحمهما الله، اللذين عملا ليل نهار في الحقل والزراعة من اجل إعطاء الأفضل لبناتهم وأبنائهم .

عمي الحبيب فرج .. أحببت فيك شخصيتك، فهي مزيج من الحب والإنسانية والعقلية المتنورة، كنت الأذن الصاغية والسند للصغير والكبير، ودعناك في رحلتك الأخيرة ولكن أنت ساكن فينا خلقا وكلمة. اعتززت بك وأعتز وسأعتز دائما، فأنت المرآة الحقيقية الصادقة لنا بفكرك وتعاليمك وأدبك ومقالاتك .

يكفي أنك تخرجت في الستينات من القرن الماضي، وفي صورة التخرج اعتمرت الكوفية والعقال ولم تتنازل عن انتمائك وتقاليد أهلك ومجتمعك.

أرفع رأسي بكم أنت وأبي وأعمامي وعماتي، لأنكم كنتم لنا المنارة التي تضيء الطريق، فأنتم الأمس واليوم والغد. رحم الله من رحلوا عنا وأطال الله بعمر كل من بيننا.

لروحك السلام أيها العم الغالي أبو جوهر .