زيتونات تُرمُسعَيَّا المطبطبات بين نابلس ورام الله

الكاتب : الأب رائد أبو ساحلية – راعي كنيسة القديس أنطون للاتين في الرامة

عندما نمر في الطريق الصاعدة من نابلس الى رام الله تقابلنا هذه القرية ببيوتها الفخمة، تعلوها أسطح القرميد. وتستغرب أيضاً من اسمها "ترمسعيا" وتتساءل ما هو سبب وجود هذه البيوت الفخمة والتسمية الغريبة؟ لكني أضيف هل يوجد فيها زيتون معمر؟ وإليكم الأجوبة على هذه الاسئلة:

زيتونات تُرمُسعَيَّا المطبطبات بين نابلس ورام الله

بالنسبة للبيوت فمعظمها فارغة لأن عدد سكان البلدة ١٤ ألف يعيش فيها ٣ آلاف، والباقون يعيشون في أمريكا ولكنهم يبنون هذه البيوت ليعودوا إليها في العطل الصيفية، ويعززوا انتماء أبنائهم لبلدتهم.

أما بالنسبة للتسمية فهناك ثلاثة احتمالات:

يعود اسم تُرمُسعَيَّا الى الآرامية - تُر ماشه عيّا، "تُر" من الطور في الآرامية بمعنى الجبل، "مس" من ماشه الآرامية بمعنى بقايا العنب بعد عصره، و"عيّا" من الآرامية بمعنى الخرب.. أي: جبل بقايا العنب الخرب.

ويقول بعضهم أن التسمية تعود إلى اللاتينية: تيرا تعني الأرض ومسيّا تعني المسيح وبالتالي تصبح Terra Messia أي أرض المسيح.

أما الرواية الشعبية فتقول بأن أحدهم كان يدعى ترمس وعندما جاء جباة الضرائب رفض دفعها وبالعامية "عيّا" تعني رفض، فأصبحت = ترمس رفض.. والله أعلم..!

أما عن الزيتون المعمر فحدِّث ولا حرج إذ يوجد فيها آلاف الأشجار، معظمها صغار الحجم حديث الزراعة ولكن فيها كمية لا بأس بها من الأشجار المعمرة والضخمة والتي تمتاز بالارتفاع الشاهق، وعدة الفروع في الجذوع، وبروز طابات في جذورها من مختلف الجهات وتشاهدون هذه الظاهرة في الصور المرفقة وحاولت تفسير السبب.. والله أعلم..!

ركزت في هذا التقرير على جزء من أشجار الزيتون في منطقة واحدة وذلك لضيق الوقت وكذلك صورت بعض البيوت القديمة رغم أن البلدة القديمة تحتاج لجولة تفصيلة ومزيد من الوقت لوجود بعض الآثارات القديمة التي تعود إلى العصور القديمة وخاصة المسيحية الأولى والصليبية كذلك..!

باختصار ترمسعيا بلدة جميلة ومنظمة ونظيفة ومرتبة تستحق الزيارة والاهتمام