د. أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية، في لقاء مع موقع "القيامة": الشعب الفلسطيني ترك لوحده لكن مخيم جنين حظي بالتفاف شعبي حوله
القيامة- أجرى الكاتب زياد شليوط، رئيس تحرير موقع "القيامة" ومحرر صحيفة "الصنارة" لقاء مع الكاتب والمحاضر والمحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية للحديث حول الهجمة العسكرية الأخيرة على مخيم جنين، التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، وانعكاسات هذه العملية سياسيا وعسكريا ومدنيا. وقد نشر اللقاء في صحيفة "الصنارة" اليوم الجمعة 7 تموز الجاري وفي الموقع.

القيامة: ما هو تقييمكم السياسي والميداني لاقتحام وتدمير مخيم جنين من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي؟
د. عوض: التقييم السياسي لهذا الاجتياح لمخيم جنين لم يؤد لتحقيق الأهداف السياسية المرجوة له، أي أن اسرائيل هدفت من وراء ذلك ليس القضاء على المسلحين أو اجتثاث بنية الارهاب، كما تزعم. انما كانت ترغب اسرائيل بتكريس الاستيطان في منطقة جنين كمقدمة لفرض القانون الاسرائيلي عليها، ستمر في سياساتها الهادفة الى ضم الضفة الغربية وهذا لم يتحقق.
جنين لها تاريخ طويل في مقاومة الاحتلال وهي لم تكسر ومقاتلوها لم يستسلموا، كما حدثت مجابهة بين الحكومة الفاشية والسلطة الفلسطينية التي أعلنت أنها ستقاضي اسرائيل على ما قامت به من اجتياح.
وميدانيا لم يؤد الاجتياح الى استقرار وهدوء، انما العكس تماما، حيث فشلت اسرائيل بأهدافها الأمنية، بقولها انها اجتثت الارهاب، وقد شاهدنا في حملة "كاسر الأمواج" حصل تنامي في أعمال المقاومة، وهذا ما أراه سيحدث اليوم أيضا.
القيامة: ماذا سيكون تأثير هذه العملية العسكرية وما رافقها من أعمال قتل لشبان مسلحين وتدمير للبنى التحتية في المخيم، على الشعب الفلسطيني عامة وفصائله خاصة؟
د. عوض: برأيي هذا الاجتياح لم يؤد الى اسكات الفصائل واخافتها، انما الفصائل تفكر بعمليات انتقامية في أماكن مختلفة وسيؤدي الى تعميق "وحدة الساحات" كما تسمى، عملية الاجتياح لم تؤد الى تهدئة الأوضاع بل الى تأجيجها.
القيامة: لوحظ أن الجانب الفلسطيني سواء في رام الله أو غزة ترك مخيم جنين لوحده يواجه الاقتحام، فهل يعني هذا بطلان شعار "وحدة الساحات" من جهة وتقسيم الشعب الفلسطيني الى مقاطعات وأجزاء مما يعني الغاء وحدة الشعب الفلسطيني كما خبرناها في السابق؟
د. عوض: أخالفك قليلا في وجهة النظر. لقد حصل اطلاق صواريخ من غزة واليوم من جنوب لبنان وكانت عملية في يوم الاجتياح نفسه، اضافة الى أن الجهاد وحماس أعلنا عن استعدادهما للمشاركة في المواجهة اذا ما تخطت الخطوط الحمراء، وأيضا السلطة تقطع التنسيق الأمني وتقاضي اسرائيل دوليا. عمليا يوجد التفاف حول مخيم جنين وشاهدنا عمليات اغاثة ودعم، لم يكن المخيم لوحده، يمكن القول أن الشعب الفلسطيني ترك لوحده، لكن المخيم لم يكن وحده بالتأكيد.
القيامة: جرت العادة بعد كل مواجهة عسكرية، يخرج كل طرف يعلن النصر، من جهة تعلن اسرائيل أنها حققت أهدافها والفلسطينيون يقولون أنهم انتصروا. كيف تنظر كمحلل سياسي ومراقب لتلك الأصوات وهل هناك منتصر ومهزوم فعلا؟
د. عوض: النصر عملية معقدة وتعريفه معقد. النصر وعي بالحدث، أعتقد أنه منذ عام 1967 اسرائيل لا تنتصر بشكل حاسم، فهي اما تحقق نقاطا وتفشل بأهداف أخرى. اسرائيل تعتبر انها انتصرت فالتدمير والقتل بنظرها نصر، بينما الفلسطينيون لم يستسلموا لم يرفعوا الراية البيضاء وبهذا يرون أنهم انتصروا.
أضف الى ذلك أنه في مجابهة بين جيش محكم ومدرب وبين جبهة مدنية، النصر نسبي ووعي واعادة تعريف، كل طرف يرى النتيجة من وجهة نظره، الفلسطينيون ما زالوا صامدين وثابتين على مواقفهم، واسرائيل تقتل وتصادر وتضبط وما شابه.